القائمة

أخبار

جدل بخصوص دعم وزارة الثقافة للفنانين.. فنانون يشيدون وآخرون ينتقدون ونعمان لحلو يمتنع عن الاستفادة

أثار الدعم الاستثنائي الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة المخصص لتشجيع المشاريع الثقافية والفنية، موجة من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما انتقده فنانون سارع آخرون إلى الإشادة به.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

أعلنت وزارة الثقافة عن نتائج الدعم الاستثنائي المخصص لتشجيع المشاريع الثقافية والفنية في مجالات المسرح والموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي والفنون التشكيلية والبصرية لمواكبة مختلف الفاعلين في هذا الميدان.

وقالت الوزارة إن لجان الدعم المكلفة بدراسة ملفات طلبات الدعم قامت بمعالجة 1096 مشروعا، ودعمت منها 459 مشروعا.

وتم تخصيص 19.630.000 درهم لدعم 173مشروعا في مجال الجولات المسرحية، و3.148.500  درهم لدعم 140 مشروعا في مجالي اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية ودعم معارض الفنون التشكيلية والبصرية التي تنظمها أروقة المعارض المتخصصة، و14.000.000 درهم خصصت لدعم 146مشروعا في مجالات الموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي.

وضمت اللائحة أسماء مجموعة من الفنانين مثل نعمان لحلو، الذي استفاد من دعم قيمته 160 ألف درهم، وحمزة لبيض الذي  استفاد من 80 ألف درهم، وسعيد مسكر الذي استفاد من 110 ألف درهم، وحاتم إدار الذي استفاد من 160 ألف درهم.

واستأثر موضوع دعم الفنانين باهتمام عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين منتقد ومدافع عن خطوة الوزارة.

أسئلة حول الدعم

وسخر عدد من الفايسبوكيين من قرار الوزارة واعتبروا أن فئات أخرى من المجتمع غير الفنانين تستحق الدعم، مثل أطر وزارة الصحة العاملين في الأقسام المخصصة لاستقبال مرضى فيروس كورونا المستجد، والأشخاص الذين فقدوا عملهم...

وقال الناطق السابق باسم حزب الاستقلال، عادل بنحمزة على حسابه في الفايسبوك، إن توزيع الدعم على الفنانين يثير كثيرا من الأسئلة، من قبيل "ماهي المعايير التي تم اعتمادها لتوزيع الدعم؟"، و"كيف يمكن قبول دعم فنانين اختاروا منذ سنوات المنطق التجاري في أعمالهم بحيث لا يقدمون أية قيمة مضافة للفن المغربي وفق رسالة محددة؟ وعليه فإن مثل هؤلاء يجب أن يتقبلوا منطق السوق".

وتابع "كيف يمكن قبول دعم فنانين يعلم الجميع أنهم في نفس الوقت مقاولين وأصحاب مشاريع بعيدا عن الفن، بمعنى آخر، أنهم يتوفرون على مصادر دخل أخرى؟" كمت تساءل عن "معايير اختلاف قيمة الدعم؟" وعن "كيف يمكن اقناع مواطن رفض طلبه للحصول على 800 درهم، وهو يتابع رجال أعمال/فنانين يحصلون على الملايين؟". 

وكتب محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية على حسابه في الفايسبوك، منتقدا قرار دعم الفنانين "هل تعلم وزارة الثقافة والشباب والرياضة أنها بقرار غير عقلاني تكون قد ساهمت في انتقال عدد من المتفائلين لجناح المتشائمين".

أسماء تستفيد كل سنة

واتهم عدد من الفنانين وزارة الثقافة بمحاباة فنانين بعينهم دون غيرهم، وكتب الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي على صفحته في الفايسبوك "لا أدري ماذا يعني الفن الشعبي المغربي بالنسبة لوزارة الثقافة ولا أدري لما الضحك على دقون الناس، لماذا أعلنت وزارة الثقافة عن دعم استثنائي ،وكذبت على الفنانين بينما جاءت نتائج الدعم كالمعتاد ونفس الأسماء المستفيدة دائما".

واتهم الوزارة بإهانته وإهانة الفن الشعبي وإقصائه بشكل دائم من جميع محافلها، وناشد الملك محمد السادس بالتدخل "قبل فوات الأوان"، وطالب بـ"إلغاء الدعم الموسيقي المخصص لمجموعة من الأسماء تستفيد كل سنة بل كل دورة" وتحويله "لإنشاء مستشفيات أو مدارس أو دعم الطبقة الهشة" .

فيما كتب الفنان موس ماهر على صفحته في الفايسبوك "نفس الوجوه ونفس الأسماء كيستافدو من الدعم كل سنة، ماكايناش مصداقية ومكايناش مراقبة" وطالب بدوره بتحويل الدعم "لإنشاء مستشفيات أو مدارس أو دعم الطبقة الهشة".

كما انتقدت المغنية المغربية لطيفة رأفت في فيديو على حسابها في أنسغرام قرار وزارة الثقافة، وقالت بدورها إن نفس الأسماء تستفيد دائما من الدعم، وأضافت "أريد أن أرى الأغاني التي استفادت من الدعم منذ سنة 2008، أي هي؟"

خطوة في الاتجاه الصحيح

بالمقابل، قال مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، في تدوينة مطولة على صفحته بالفايسبوك "مجموع دعم الفنون كلها (فنون تشكيلية، مسرح، موسيقى، فنون كوريغرافية ) أربع مليارات قل ميتين مليون والصرف لقطاعات لازالت ممنوعة من العمل إلى اليوم وهذا الدعم نفسه (الاستثنائي) ليس الا تدويرا لمبالغ كان من المفروض أن تصرف في دعوم عادية لو لم تكن الجائحة".

وقرن بين دعم وزارة الثقافة للمشاريع الفنية، ودعمها المخصص لقطاع الصحافة المكتوبة، وقال إن "الفارق أكثر من سطاش مليار سنتيم". 

فيما قالت الفنانة عبير العابد في فيديو على حسابها في أنستغرام إنها "مصدومة" من موجة الانتقادات التي طالت وزارة الثقافة، وتابعت "لماذا تحاولون استثناءنا كأننا لسنا بشرا، نحن نعاني أيضا، نحن لا نسكن في القصور، والفنانون الأغنياء جمعوا ثرواتهم من الخارج".

نعمان لحلو يتخلى عن الدعم

وأمام هذه الانتقادات قرر الفنان نعمان لحلو التخلي عن الدعم الذي منحته له الوزارة، وكتب على صفحته في الفايسبوك "اتخذتُ قراري بتوقيف عملية الإنتاج و امتناعي عن الاستفادة؛ مطالبا الوزارة أن تحول المنحة المخصصة لمشروعي الفني إن هي شاءت الى صندوق كوفيد 19".

وقال إنه اتخذ قراره "رغم أن مِنَح هذا النوع من الشراكات في الانتاج تذهب افتراضا لدعم الانتاج ؛ ورغم أنني أشتغل في إطار ممأسس يحقق الشفافية الضريبية و يضمن العيش لمجموعة من الأسر ؛وتفاديا لأية حساسيات ، قد تصدر من بعض الزملاء الفنانين ، الذين لم يستفيدوا هاته السنة".

وتابع أن احترامه "للمغاربة و ارتقائي بهم و من أجلهم ؛ و كذا حرصي على عدم التموقع في مناطق مشبوهة؛ وحتى لا يكون هنالك أي سوء تقدير أو فهم أو تأويل؛ اتخذتُ قراري بتوقيف عملية الإنتاج و امتناعي عن الاستفادة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال