القائمة

أخبار

رحيل فاليري جيسكار ديستان "صديق" الملك الحسن الثاني

على الرغم من أن شارل ديغول رحب بالملك الحسن الثاني في فرنسا، إلا أنه لم يسبق له ولا لخلفه جورج بومبيدو أن زارا المغرب، بصفتهم رؤساء فرنسيين. وكان فاليري جيسكار ديستان الذي توفي في 2 دجنبر 2020، أول رئيس فرنسي يزور المملكة بعد سنوات من نيلها الاستقلال. ما دشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

انتخب فاليري جيسكار ديستان رئيسًا للجمهورية في ماي 1974، وخص المغرب بإحدى زياراته الأولى إلى الخارج. حيث حط الرحال بالمملكة بعد عام من تعيينه، وذلك بدعوة من الملك الحسن الثاني في ماي 1975، وهو ما دشن مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية. ولم يسبق لسلفائه شارل ديغول وجورج بومبيدو أن سافرا قط إلى الرباط، لا في سياق حصول المملكة على استقلالها في 1956، ولا حتى خلال حادث اختطاف المهدي بن بركة في باريس يوم 29 أكتوبر من نفس السنة.

وقال فاليري جيسكار ديستان الذي توفي يوم أمس الأربعاء عن عمر ناهز 94 عاما، بسبب مضاعفات كوفيد-19، خلال كلمة ألقاها عند وصوله إلى مطار الرباط سلا حيث كان الحسن الثاني في استقباله "أشعر بالفخر شخصيًا، ولماذا لا أقول ذلك، متفاجئًا بعض الشيء أن تسلسلات التاريخ تقودني لأن أكون أول رئيس للجمهورية الفرنسية يزور المغرب المستقل وملكه". وحينها زار الرئيس بشكل خاص مدينة الرباط وفاس والدار البيضاء، حيث حضر قداسًا في كنيسة نوتردام دي لورد. 

وكان الرئيس الأسبق الراحل قد أشاد في خطابه، بنضال المغرب من أجل الاستقلال وقال "مرت ثمانية عشر عاما منذ أن استعاد الشعب المغربي، تحت قيادة سلالة عميقة الجذور، ممارسة كاملة لاستقلاله الوطني الكامل. وبقيادة جلالة الملك الحسن الثاني، يتعامل الآن بشجاعته الأسطورية وإصراره على المهام السلمية لبناء اقتصاد ودولة حديثين ".

كما أعلن فاليري جيسكار ديستان، وقتها عن إعادة تنظيم السياسة الخارجية الفرنسية، مشددًا على أن البلدين تربطهما اهتمامات مشتركة "السعي إلى توازن دولي أكثر عقلانية بالإضافة إلى إنصاف وتعزيز الأخوة، والأمن والسلام ". وقال مخاطبا الملك "جئت حاملا معي إلى المغرب رسالة أخوة، والتي أنا سعيد بالتعبير عنها ونحن معا".

"من باب الثقة والصداقة، جئت سيدي، لأناقش معكم العلاقات بين المغرب وفرنسا ومواقفنا تجاه مشاكل العالم الكبرى".

فاليري جيسكار ديستان

وكتب موقع "ليبراسيون" في 1999، أنه مع فاليري جيسكار ديستان، أصبحت العلاقات بين فرنسا والمغرب "شبه شاعرية". وخلف الكواليس، كان الرئيس الفرنسي يقدم دعمه الكامل للمملكة فيما يتعلق بقضية الصحراء. وكانت زيارته قد تمت عام 1975 قبل بضعة أشهر من تنظيم المسيرة الخضراء في 6 نونبر. وجمعت قادة البلدين صداقة خارج البروتوكولات وكان الحسن الثاني يناديه بـ "صديقي فاليري".

وسبق للملك الراحل الحسن الثاني أن قال في مؤتمر صحفي سنة 1982 "أنا صديق فاليري جيسكار ديستان وسأبقى كذلك، لأنني مخلص في صداقاتي؛ سأكون صديقًا للسيد ميتران وسأبقى كذلك، لكن سيكون من الصعب أن يصبح صديقي المفضل" وذلك بعد وقت قصير من انتخاب الرئيس الاشتراكي ميتيران وزيارة الملك لفرنسا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال