القائمة

أخبار

الجزائر تحاول الخروج من أزمتها الداخلية بالتهجم على المغرب

في الجزائر، يتناوب الدبلوماسي، والعسكري، ورجل الاقتصاد، والإعلامي، على مهاجمة المغرب. ويحاول صناع القرار في الجارة الشرقية من خلال ذلك تصدير أزمتهم الداخلية التي تفاقمت بشغور منصب الرئاسة.

نشر
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بجانب رئيس أركان الجيش سعيد شنقريحة
مدة القراءة: 3'

ضاعفت الجزائر من خرجاتها العدائية اتجاه المغرب، بعد العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية يوم 13 نونبر بالكركرات، وباتت هذه الحملة تنقسم إلى أربعة محاور أساسية: دبلوماسية وعسكرية واقتصادية وإعلامية.

فعلى الصعيد الدبلوماسي، باتت قضية الصحراء، أكثر من أي وقت مضى، في قلب كل لقاءات وخطابات وزير الخارجية الجزائري. فأول أمس أثار صبري بوقادوم الموضوع خلال اجتماع الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، الذي عقد عن طريق تقنية الفيديو.

وتبدي الجزائر عدم رضاها عن موقف الاتحاد الأوربي، الذي أبدى تفهمه للتفسيرات التي قدمها المغرب لتبرير تدخله العسكري في منطقة الكركرات.

وقبل ذلك بيوم واحد، ناقش وزير الخارجية الجزائري النزاع الإقليمي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو. ويوم 2 دجنبر تحدث عن نزاع الصحراء في كلمة ألقاها باسم بلاده في الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي. 

شنقريحة يلوح بالحرب ضد المغرب

كما عاد رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، ليؤكد عداءه للمغرب، حيث حملت افتتاحية مجلة "الجيش" التي تصدرتها وزارة الدفاع الجزائرية، والتي يشرف عليها بشكل مباشر، تهديدات ضمنية بالحرب.

وجاء فيها أن "الوضع الإقليمي المتردي على طول شريط حدودنا وقيام بعض الأطراف مؤخرا بتهديد أمن المنطقة، وإن كان غير مباشر، يعنينا وعلينا الاستعداد لمواجهتها".

وتابعت الافتتاحية أن مواجهة هذه التهديدات أمر يتحتم على الجزائر كونها "لها التزامات إقليمية يفرضها دورها المحوري إضافة إلى مبادئها التي لا تحيد عنها والمتمثلة في نصرة كل القضايا العادلة" في إشارة إلى قضية الصحراء.

وبالموازاة مع ذلك نشرت وسائل إعلام جزائرية نقلا عن "مصادر" من وزارة الدفاع، تأكيدها وجود تغير جذري في عقيدة الجيش الجزائري بشأن قضية الصحراء. 

مشروع أنابيب الغاز بين الجزائر ونيجيريا

وإضافة إلى الحملة الدبلوماسية والتصريحات الصادرة عن قيادة الجيش الجزائري، تركز الجزائر في حملتها العدائية ضد المغرب على الجانب الاقتصادي. ويوم 26 نونبر الماضي ناقش وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مشروع أنابيب الغاز بين الجزائر ونيجيريا.

وللتذكير فهذا المشروع يعود لسنوات الثمانينات، وعاد الحديث عنه بعد توقيع الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بوخاري اتفاقا لربط المغرب ونيجيريا بأبنابيب الغاز.

وأول أمس هاجم وزير الطاقة الجزائري عبد المجيد عطار المشروع النيجيري المغربي، وقال "مثل هذا المشروع يعد وهميا وسياسيا"، وأضاف "أنه تقنيا من الصعب جدا إنجازه، لأنه يقطع عدة بلدان وكل بلد سيطلب نسبة من الغاز". 

وإضافة إلى ذلك أطلق عمار بلحيمر وزير الاتصال في الحكومة الجزائرية، تصريحات لا تقل عدائية اتجاه المغرب، واتهم المملكة "بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار"، بل ووصل به الأمر إلى اتهام المغرب بالوقوف وراء قرار البرلمان الأوروبي الذي يدين تدهور الحريات في الجزائر.

وفي 6 دجنبر، دعا بلحيمر مجلس الأمن إلى "تحمل المسؤولية الكاملة بخصوص انتهاك وقف إطلاق النار من قبل المغرب".

وإضافة إلى ذلك ضاعفت وسائل الإعلام الجزائرية المرئية والمكتوبة والإلكترونية حملتها العدائية ضد المغرب، وباتت تكرر الحديث عن "انتصارات وهمية" لجبهة البوليساريو في ساحة المعركة، وعن "عزلة" المملكة على الساحة العربية والإفريقية والدولية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال