القائمة

أخبار

"جوبنتوجا" فرقة روك تحاول بعث روح جديدة في الموسيقى الأمازيغية ‎

اكتسبت فرقة "جوبنتوجا" الموسيقية التي تتكون من شباب ينحدرون من منطقة أزيلال، شهرة واسعة خلال فترة الإغلاق الكلي في الأشهر الأولى لبداية انتشار جائحة كورونا. حيث لاقت فكرة مزج الفرقة لموسيقى الروك والموسيقى الأمازيغية، إعجاب الشباب المغربي.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

خلال فترة المراهقة، كان أيوب مؤسس ومغني فرقة "جوبنتوجا"، يحلم بأن يصير موسيقيا، يجسد هويته كمواطن ينحدر من جبال الأطلس. ولم تقف عزلة قريته وصعوبة العيش بها حاجزا أمام حبه للموسيقى.

وُلد هذا الولع بالموسيقى في وادي آيت بوعلي النائي ( إقليم أزيلال)، والذي كان شاهدا أيضا على ميلاد فرقة والده الموسيقي، وفي حديثه لموقع يابلادي قال أيوب "بدأت الموسيقى مع والدي الذي كان أحد مؤسسي فرقة موسيقية في وادي آيت بوعلي"، وتابع "لقد عزفت الفرقة موسيقى مختلفة، من الفولكلور التقليدي الذي اعتادته القرية، مثل أحواش وأحيدوس وأدرسى. لقد كانت مجموعة حديثة، مستوحاة من مجموعات مشهورة أخرى من منطقة سوس".

اتخذت قصة أيوب مع الموسيقى منعطفًا مختلفًا عندما قررت عائلته الانتقال إلى أزيلال، بسبب نقص المرافق المدرسية. آنذاك ترك أيوب قريته ليتجه إلى المدينة حيث يوجد الربط الكهربائي والمرافق الثقافية وخاصة الأنترنت.

وعاد بذاكرته إلى تلك الفترة وقال "اشتريت أول جهاز كمبيوتر لي وأول جيتار". بفضل الأنترنت، اكتشف أنواعًا أخرى من الموسيقى، وتعرّف على المشهد الفني المغربي، وهو ما ساهم في زيادة شغفه بالموسيقى.

أثناء تعلم العزف على الجيتار، بدأ أيوب في كتابة الأغاني باللغة الأمازيغية، لغته الأم. وأثناء دراسته الثانوية قرر هو وشقيقه أن يخطو خطوة أخرى إلى الأمام: "التقيت بصديق وقررت أن أنشئ فرقة وأغني في مناسبة مدرسية".

خلال هذه المناسبة أدت المجموعة ثلاثة أغان، وبعد أيام قليلة، دُعي أيوب ومجموعته للمشاركة في مناسبة بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.

"كانت هذه هي المرة الأولى التي نسافر فيها معًا للغناء والمرة الأولى التي نفكر فيها بجدية في احتراف الموسيقى"

أيوب

 وبعد ذلك ولدت فرقة "جوبنتوجا"، وبدأت تردد أغاني من تأليف أيوب، قام بتلحينها أعضاء آخرون في الفرقة، التي بدأت تتلمس طريق النجاح والشهرة. وفي سنة 2015، تمت دعوتهم من قبل منتج موسيقي مقيم في أكادير لتسجيل أغنية لهم.

وقرروا تسجيل إحدى أغانيهم الأصلية، وحققت نجاحًا كبيرًا في أكادير. وبعد ذلك قررت "جوبنتوجا" العمل على أول ألبوم. ومع نقص في الموارد المالية وعدم وجود خبرة في صناعة الموسيقى، أطلقت الفرقة حملة لجمع التبرعات لتسجيل الأغاني السبع في الألبوم.

وقال أيوب "الأصدقاء والأشخاص الذين سمعوا عن موسيقانا ساهموا في حملتنا وبفضل تبرعاتهم تمكنا من تسجيل الأغاني".

ومن أجل إطلاق ألبومهم الأول، قرر أيوب وباقي أعضاء الفرقة، إحياء سهرة في المدينة، وقاموا بطباعة الملصقات، وأضاف ساخرا "تجولنا في جميع أنحاء المدينة لتوزيعها. لكن لم يعرفنا أحد، وحضر 20 شخصًا فقط ".

لكن عزم المجموعة لم يضعف، وقامت بتصوير مقاطع فيديو لأغانيها، بمساعدة المصورين الشباب في المنطقة، "لقد تعاونا مع مصورين محليين والأصدقاء الذين قدموا خدماتهم مجانًا".

وخلال فترة الحجر الصحي الكلي، اكتشف عدد من المغاربة المجموعة وبدأوا يشاركون أغانيها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أيوب: "كان الناس يبحثون عن الترفيه عن النفس آنذاك، وهو ما وجدوه في موسيقانا".

"كان هدفنا منذ البداية كسر الصور النمطية التي ترتبط بها الموسيقى الأمازيغية. عندما تنظر إلى المهرجانات، لا ترى الموسيقى الأمازيغية ومن العار أن تغني الفرق المغربية بالإنجليزية والفرنسية والعربية ولكن ليس بالأمازيغية".

أيوب

وخلال مشاركتها في نسخة 2020 من مهرجان "فيزا فور ميوزيك" التي نظمت عن طريق الفيديو، غنت الفرقة بالأمازيغية، ويقول أيوب بكل فخر "أخبرنا الناس أن عليهم أن يشعروا بالفخر بثقافتهم ولغتهم، وقال بعضهم إنهم يريدون تعلم الأمازيغية لفهم كلمات الأغاني".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال