القائمة

أخبار

دياسبو # 183: أسماء بوجطاط.. سفيرة العلوم التي تسعى لكي تكون قدوة للفتيات الصغيرات

خلال طفولتها، لم تتخيل أسماء بوجطاط قط، أنها ستمتهن في يوم من الأيام، العمل في مجال علمي. لكن بفضل إصرارها، تمكنت من شق طريق النجاح في هذا الميدان. وتهدف إلى نقل شغفها للفتيات الصغيرات، من خلال برنامج تعليمي في المدارس البلجيكية.

نشر
أسماء بوجطاط
مدة القراءة: 3'

في فبراير الماضي، تم انتخاب أخصائية المختبرات والعالمة والباحثة البلجيكية من أصل مغربي، أسماء بوجطاط، سفيرة للعلوم 2021، من طرف حملة جائزة المرأة في التكنولوجيا والعلوم (WATS)، التابعة لمعهد تشجيع البحث العلمي والابتكار في إقليم بروكسل العاصمة.

وترى الباحثة المغربية أن هذا التشريف، سيسمح لها بالعمل عن كثب في ورش عمل تعليمية وترفيهية، مخصصة بشكل أساسي للفتيات لإزالة الأفكار المسبقة حول صعوبة احتراف هذا المجال.

ومن بين أولويات أسماء، هي تغيير مثل هذه الأفكار عن دورات العلوم، التي تراها العديد من الفتيات في المدارس على أنها من الصعب الوصول إليها، وعلى أنها متخصصة وصارمة للغاية، وتتطلب دراسات طويلة وعملًا شاقًا.

فبالنسبة لها كل هاته الأمور هي كليشيهات منتشرة على نطاق واسع، خاصة وأن المناصب العلمية غالبًا ما يشغلها الذكور، وقالت "نرى هذا حتى في السينما وفي العديد من الأفلام، حيث أن غالبا ما يتم تجسيد دور عالم من قبل الرجال، كبار السن نوعًا ما، أصحاب الشخصيات الجدية للغاية".

خلال مرحلة طفولتها، كان لدى أسماء التي ولدت وترعرعت في بروكسيل وسط عائلة من أصول وجدية، هذا التصور أيضا للمجال العلمي، حيث لم تتخيل أنها ستمتهن العمل فيه في يوم من الأيام، لكن سرعان ما تغيرت أفكارها بفضل أحد مدرسي علم الأحياء في المدرسة الثانوية، حيث أن إعجابها بالحصص الدراسية لهذه المادة العلمية، دفعها إلى تغيير أفكارها.

وآمنت أسماء بإحساسها وشغفها، وقررت الولوج إلى المدرسة العليا فرانسيسكو فيرير، وفور تخرجها، اشتغلت في مختبر التشريح المرضي. وقالت الباحثة المغربية "أنا لا أقبل أن تقف العوامل الخارجية عقبة أمام حياتي، أنا الوحيدة التي يمكنني أن أقرر ذلك".

وتابعت حديثها قائلة "أشتغل في هذا المجال منذ حوالي 15 سنة، وشهدت تطورًا إيجابيًا. عندما بدأت مسيرتي المهنية، كان المجال مهجورا من قبل النساء!" وأضافت " رغم أن الأمور بدأت تتغير على مر السنين، إلا أنه ليس بالقدر الكافي؛ لذلك يجب الاستمرار في تحفيز الفتيات على الانضمام لهذا المجال".

ومنذ 12 سنة، وأسماء تشتغل أخصائية مختبر في معهد دوف التابع للجامعة الكاثوليكية في لوفان، وقالت "في فترة المراهقة، لا نملك بالضرورة ثقة كافية بالنفس ولا نتخيل أنه لدينا القدرة على اختيار دراسات علمية، والتي نراها في مخيلتنا على أنها صعبة. لكنني تمكنت من كسر هذا الحاجز وإزالة هذا اللبس، وهذا ليس بالأمر الصعب إذا وضعت شغفك أمامك وعملت بجد بما فيه الكفاية".

"إذاكنت لا تحب ما تفعله، فمن الصعب أن تتحلى بالصبر. على سبيل المثال، عندما يرى الطفل، باحثًا حاصل على درجة ما بعد الدكتوراه، فإنه يرى أن الأمر مستحيل وتنتابه مشاعر الخوف ويتخيل أن هؤلاء أشخاص غير عاديين يتطورون في العلوم. لكنني ها أنا ذا اليوم، درست في مدرسة عليا، وأعمل في مختبر أبحاث، وأصنع لي اسما في المجال".

وبالنسبة لمشروعها التوعوي كسفيرة للعلوم، تأمل أسماء "مقابلة هؤلاء الأطفال وأفكر في استهداف المدارس في الأحياء التي تعاني من التمييز، والتي تعرف نوعا من الهدر المدرسي، وذلك من أجل إعادة تحفيزهم، وإعطائهم الأمل بأنه يمكن أن يكون لهم مستقبل أفضل". وعبرت عن فخرها بابنتها البالغة من العمر ست سنوات قائلة "لقد جاءت لرؤيتي في المختبر وكانت فضولية للغاية"، مشيرة إلى أنها تعمل أيضا على تحفيز، طفليها "حتى لو لن يقع اختيارهم بالأساس على مهنة علمية".

"طالما أن أطفالنا سعداء ويختارون طريقهم، فلا يسعنا إلا أن نفخر بهم كآباء. ومن واجبنا أن نطمئنهم أن الآفاق مفتوحة أمامهم وأن بإمكانهم اختيار مهنتهم، مهما كانت ".

وأنهت أسماء حديثها قائلة "نشأت في أسرة من الطبقة العاملة، لكنني كنت محظوظة حقًا بوالدي الذين طالما كانوا يشجعونني كثيرًا على متابعة الدراسات التي اخترتها، والمثابرة وتحقيق طموحي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال