القائمة

أخبار

"دبلوماسية الأسمدة" تقرب نيجيريا من المغرب وتبعدها عن الجزائر والبوليساريو

بات المكتب الشريف للفوسفاط، يشكل قوة استراتيجية لدبلوماسية المملكة. ويتضح ذلك من خلال دوره في خلق تقارب اقتصادي وسياسي بين المغرب ونيجيريا، التي كانت تعد إلى وقت قريب من بين أقوى حلفاء الجزائر وجبهة البوليساريو.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

أعلن رئيس جمهورية نيجيريا محمدو بوهاري، اليوم الخميس في أبوجا، أن منصة جديدة للمنتجات الكيماوية الأساسية بقيمة 1.3 مليار دولار سيتم إطلاقها خلال الأشهر المقبلة، وذلك في إطار الشراكة بين المغرب ونيجيريا.

وقال بوهاري، خلال لقاء مع جمعية منتجي وموردي الأسمدة بنيجيريا، إن المنصة المذكورة، التي توجد قيد الإنشاء، ستنتج الأمونياك والأسمدة لفائدة هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أنه من أجل تحسين وضعية الميزان التجاري بين المغرب ونيجيريا، وقع البلدان على اتفاقية لتطوير منصة للمواد الكيميائية الأساسية في نيجيريا بميزانية تقدر بـ 1.3 مليار دولار لإنتاج الأمونياك والحامض الفوسفوري، وحامض الكبريت وأسمدة النيتروجين-الفوسفور-البوتاسيوم (NPK) وثنائي فوسفات الأمونيوم (DAP)، من خلال استخدام احتياطيات الغاز في البلاد. 

وقال بوهاري "لقد اتفقت مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تمديد الاتفاقية الحالية المبرمة بين المغرب ونيجيريا لتوريد الفوسفات. ونحن مقتنعون بأنه من أجل ترسيخ وتعزيز النجاحات المحرزة حتى الآن، علينا ضمان توريد المواد الأولية لمنشآت الخلط".

وأشار الرئيس النيجيري، في هذا الصدد، إلى أن المصنع الجديد سيعزز، فور اكتماله، منشآت شركتي " Dangote" و "Iindorama chemicals" لإنتاج اليوريا والأمونيا وغيرها من المواد الأولية الصناعية، مضيفا "عندما ستنضاف هذه المشاريع إلى 44 مصنعا قائما للخلط، ستصبح نيجيريا بالفعل قطبا إقليميا وعالميا للأسمدة".

وبهذه المناسبة، توجه الرئيس بوهاري، باسم كافة النيجيريين، بعبارات الشكر ل "صديقه" و "أخيه" صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على دعمه خلال هذه التجربة الصعبة والرائعة في نفس الآن.

وخلص الرئيس النيجيري إلى القول إن "هذه الشراكة التي ستعود بالنفع على الطرفين، هي مثال حقيقي لما يجب أن تكون عليه التجارة والشراكة البينية الإفريقية".

الأسمدة في انتظار خط الأنابيب

وتعود بداية "دبلوماسية الأسمدة" إلى شهر يوليوز من سنة 2015، حين زار ناصر بوريطة الذي كان آنذاك يشغل منصب وزير منتدب في الخارجية، ومدير الادارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري، أبوجا، واقترحا على بوهاري المنتخب حديثا مشروعا استثماريا يتعلق بإنشاء وحدة لإنتاج الأسمدة، للإسهام في بناء أسس الزراعة الحديثة وإنعاش اقتصاد البلاد الذي كان يعرف تراجعا.

ومكنت "دبلوماسية الأسمدة" منذ ذلك الحين من إبعاد نيجيريا عن محور الجزائر وبريتوريا. ورغم استمرارها في الاعتراف بـ "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، إلا أن مواقفها باتت أكثر حيادا في الاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية.

وكان البلدان قد وقعا أيضا سنة 2016 في أبوجا، اتفاقا لإقامة خط لأنابيب الغاز يربط بين البلدين، ونهاية شهر يناير الماضي اجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا ببوهاري ناقشا فيه هذا المشروع، ونوها بالدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية في جميع المجالات.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال