القائمة

أخبار

تلوث الهواء الخارجي قد يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض في الدار البيضاء ونواحيها

كشفت دراسة جديدة أن تلوث الهواء الخارجي عن طريق NO2 و SO2 و O3 و PM10، الذي ينذر بالخطر في الدار البيضاء الكبرى، يزيد من توافد المرضى على المستعجلات، بسبب أمراض مرتبطة بالجهاز التنفسي وكذلك ارتفاع معدل الاعتلال لدى الأطفال والبالغين في هذه المنطقة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

من الممكن أن يؤدي تلوث الهواء الخارجي في جهة الدار البيضاء الكبرى، التي تعتبر القلب النابض للمملكة والمنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان، إلى زيادة في توافد المرضى على أقسام المستعجلات بالمنطقة، وذلك بسبب أمراض تتعلق بالجهاز التنفسي، حسب دراسة جديدة أشرف عليها باحثون مغاربة، ونشرت الأسبوع الماضي في مجلة AIMS Public Health.

وركزت الدراسة على ارتباط التركيزات اليومية للملوثات O3 وNO2  و SO2 و PM10 وعدد الاستشارات اليومية لأمراض الجهاز التنفسي والحالات التي تمت معاينتها في أقسام المستعجلات بسبب مشاكل الجهاز التنفسي والقلب.

وقام الباحثون بتقييم تأثير تلوث الهواء على المدى القصير على إصابة سكان الدار البيضاء الكبرى، والتي تتشكل من الدار البيضاء والمحمدية وكذلك إقليمي النواصر ومديونة. وخلال الفترة التي تمت دراستها، كان متوسط التركيزات اليومية لثاني أكسيد الكبريت SO2 وNO2  و O3 و PM10 في الدار البيضاء الكبرى على التوالي 209.4 ميكروغرام / م 3 و 61 ميكروغرام / م 3 و 113.2 ميكروغرام / م 3 و 75.1 ميكروغرام / م 3. وفي المقابل فإن المعايير الوطنية المغربية لجودة الهواء المحيط تتحدد في 125 ميكروغرام / م 3 لثاني أكسيد الكبريت، و50 ميكروغرام / م 3 لثاني أكسيد النيتروجين، و110 ميكروغرام / م 3 للأكسجين و50 ميكروغرام / م 3 للجسيمات الدقيقة.

ووجد الباحثون أنه يمكن زيادة خطر الإصابة بالربو عند الأطفال دون سن الخامسة، بنسبة تصل إلى 12٪ لكل زيادة قدرها 10 ميكروجرام / م 3 في ملوثات الهواء هذه. بينما يمكن أن تؤدي زيادة مماثلة لدى أطفال فوق سن 5 سنوات فما فوق، إلى زيادة بـ 3 ٪ في استشارات لها علاقة بالجهاز التنفسي و 4٪ لالتهابات الجهاز التنفسي الحادة.

تقليل عوامل الخطر وتحسين جودة الهواء

وتشير النتائج أيضًا إلى "وجود تأثير كبير على اعتلال تلوث الهواء الخارجي بواسطة NO2 و SO2 و O3 و PM10"، بينما يبدو أن عدد الزيارات لأقسام المستعجلات بسبب أمراض الجهاز التنفسي مرتبط بزيادة ملوثات الهواء.

وأوضحت الدراسة أيضًا أنه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، تشير العديد من الدراسات الوبائية والتجريبية إلى وجود علاقة بين تلوث الهواء وكوفيد -19، مشيرة إلى أن "تلوث الهواء قد يلعب دورًا في الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بسارس كوف 2".

بالنسبة للمشرفين على هذه الدراسة، فإنه "يمكن أن يعود الانخفاض في مستوى عوامل الخطر بفائدة كبيرة على صحة سكان الدار البيضاء الكبرى". وشددوا على ضرورة "التفكير في إمكانيات تطوير إجراءات قابلة للتحقيق لاعتماد أهداف منظمة الصحة العالمية الأكثر صرامة. يجب على صناع القرارات إعطاء الأولوية لتطوير وتنفيذ هذه الإجراءات لتحسين مراقبة جودة الهواء المحيط على المستوى المحلي وزيادة الوعي وتحسيس المواطنين بتأثير تلوث الهواء على الصحة ".

"تحسين نوعية الهواء من شأنه تحسين نوعية الحياة الصحية للسكان، وزيادة إنتاجية العمل وتقليل مشاكل الصحة العامة."

 ويشار إلى أنه تم تجميع البيانات الخاصة بالاعتلال (الاستشفاء والاستشارة) لسكان المنطقة التي شملتها الدراسة (خلال الفترة ما بين 1 نونبر 2011 إلى 31 أكتوبر 2013)، من مجموعة من المنشآت، بما في ذلك مستشفى ابن رشد الجامعي بالدار البيضاء، بالإضافة إلى 9 مستشفيات أخرى و 35 مركز رعاية أولية و 9 مراكز للأمراض التنفسية و 11 مكتب صحة بلدي. وفي نهاية كل يوم، كان الأطباء يملؤون نموذجًا مخصص لهذه الدراسة، ويتم إرساله إلى جامعي البيانات.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال