القائمة

مختصرات

أكاديمية المملكة تنظم لقاء حول العلاقة التاريخية والهوياتية بين الأندلس والمغرب الكبير  

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

نظمت أكاديمية المملكة المغربية خلال العامين الماضيين سلسلة من اللقاءات العلمية والفكرية حول إفريقيا وآسيا وأمريكا كآفاق للتفكير.

 وبمناسبة التحضير لتنظيم دورتها السنوية السابعة والأربعين، تواصل الأكاديمية هذا العمل الاستكشافي الجغرافي والتاريخي والثقافي والهوياتي من خلال التركيز على "البحر الأبيض المتوسط كأفق للتفكير"، حيث نظمت، يوم الأربعاء 7 أبريل 2021، لقاء حول العلاقة التاريخية والهوياتية بين الأندلس والمغرب الكبير، تمهيدا لتنظيم الدورة السابعة والأربعين للأكاديمية حول موضوع "البحر الأبيض المتوسط أفقاً للتفكير".

وقال عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، تمهيدًا لمداخلة الأستاذ محمد بن عبود يوم الأربعاء 7 أبريل 2021 بمقر الأكاديمية بالرباط، في إطار سلسلة المحاضرات التمهيدية للدورة السنوية "هذا الفضاء ليس مجرد امتداد بحري تعيش على أطرافه مجتمعات أفريقية أو أوروبية أو عربية.  بل هو أيضًا مهد الديانات السماوية الثلاثة ونقطة انطلاق للحضارات الإنسانية العظيمة، لدرجة أن البحر الأبيض المتوسط كان يعتبر في الماضي مركزًا للعالم". 

وتناولت مداخلة الأستاذ بن عبود، العضو المراسل في الأكاديمية الملكية للتاريخ بمدريد والأكاديمية الملكية للآداب بإشبيلية، موضوع "القنطرة الثقافية عبر البحر الأبيض المتوسط : المغرب الكبير والأندلس". 

استهل الأستاذ بن عبود عرضه بالتذكير بأن "البحر الأبيض المتوسط كان دائمًا أحد أكثر المناطق استراتيجية وثراءً، جغرافيًا وثقافيًا، في العالم. كما شكل دوما جسرا ثقافيا سمح للتوجهات الثقافية المختلفة بالتفاعل مع بعضها البعض".

وأوضح أن  العلاقات بين الضفتين تغيرت بشكل كبير على مر القرون "اشتبكتا في بعض الأحيان. تعايشتا معًا. أو كانت جزءًا من نفس الإمبراطوريات. كلها حقائق تذكر بأن تاريخ البحر الأبيض المتوسط مليء بالتناقضات التي يجب قبولها كجزء من الواقع التاريخي للمنطقة"،

وعلى الرغم من هذه البيئة المتغيرة، والحروب التي اندلعت أحيانًا في المنطقة، إلا أن فرص التبادل والتواصل لم تنفذ أبدًا. 

وأوضح "كانت منطقة البحر الأبيض المتوسط منطقة مشتركة للملاحة والتجارة والتبادل والتفاعل الثقافي (...) للوصول إلى مكة والمدينة في العصور الوسطى، كان على السكان الأندلسيين والمغاربة عبور جزء من البحر الأبيض المتوسط، سواء عن طريق البحر أو البر. وقد أدى هذا الارتباط الروحي إلى مجموعة متنوعة من الاتصالات، لا سيما بين الأكاديميين ورجالات الدين الباحثين عن معرفة جديدة".  

وزاد قائلا "على المستوى الثقافي، لعبت اللغة العربية دورًا رئيسيًا في التواصل بين العلماء وعلماء الدين على كلا الضفتين. فقد ولد المذهب المالكي بالتأكيد في المدينة المنورة خلال القرن الثاني للإسلام، لكنه تطور في القرويين ليأخذ شكله النهائي. العديد من علماء الأندلس، من قرطبة أو إشبيلية أو غرناطة، عاشوا جزءًا من حياتهم في فاس أو مراكش". 

وهذا يعني قوة "العوامل الموحدة" بين ضفتي المتوسط، رغم الخلافات والانقسامات، التي سمحت ببناء هذه القنطرة الثقافية بين الأندلس والمغرب الكبير.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال