القائمة

مختصرات

دراسة علمية مغربية تبرز وجود "دوامة محيطية" ببحر البوران في عرض الحسيمة

(مع و م ع)
نشر
DR
مدة القراءة: 2'

 أظهرت دراسة علمية ميدانية قام بها فريق مغربي متخصص في علوم البحار، تابع للمرصد البحري بالحسيمة، وجود " دوامة محيطية" (GYRE) بمنطقة بحر البوران ، عرض سواحل الحسيمة.

وأطلق المرصد البحري بالحسيمة، التابع لمشروع التعاون "Odyssea" الممول من قبل الاتحاد الأوروبي وبتعاون مع المندوبية السامية للمياه والغابات والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وجامعة عبد المالك السعدي، في شهر نونبر الماضي مسبارا للمسح البحري (Glider) له القدرة على أخذ قياسات آنية لعناصر حيوية وكيمائية لمياه البحر، من قبيل الحرارة والملوحة وتركيز البلانكتون وجزيئات البلاستيك، في تجربة استمرت لأسابيع.

وقدم الفريق العلمي، الأسبوع الجاري، مقالا علميا حول النتائج الأولية لهذه الدراسة العلمية، الأولى من نوعها بجنوب البحر المتوسط، في إطار مؤتمر النظام الأوروبي لمراقبة المحيطات بالعالم (EuroGoos) ، بمشاركة ثلة من العلماء وممثلي المختبرات البحرية الأوروبية والعالمية.

وأكد الحسين نيباني، رئيس جمعية التدبير المندمج للموارد (أجير) المنفذة للمشروع، أن الدراسة مكنت ، لأول مرة وبشكل ملموس ، من إثبات وجود " دوامة محيطية" ببحر البوران، وهي الظاهرة التي كان يتم رصدها فقط عبر الأقمار الصناعية، موضحا أن الدراسة مكنت من الحصول على معطيات دقيقة في الزمان والمكان لعاملي حرارة وملوحة مياه البحر، والذين يعتبران مهمين في تشكيل ما يعرف بالدوامات المحيطية.

واعتبر أن الدوامة الموجودة في بحر البوران بسواحل الحسيمة تعمل على تلطيف المياه القادمة من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وتوزيعها على الجهة الغربية للبحر الأبيض المتوسط، الذي يعد أكثر حرارة وملوحة من المحيط الأطلسي.

وتابع نيباني، في تصريح حصري لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن القياسات الدقيقة التي قام بها المسبار (Glider) على مساحات كبيرة وفي أعماق تراوحت بين 0 و 500 مترا تحت سطح الماء، مكنت أيضا من توفير مؤشرات مادية تثبت وجود المكون العمودي للدوامة المحيطية (GYRE) ببحر البوران، بينما الأقمار الصناعية تكشف فقط عن جانبها الأفقي السطحي.

وأضاف أن جهاز "الغلايدر " يتوفر على مجسات قادرة على أخد 20 قياسا كل نصف ثانية، وأن عدد القياسات المنجزة خلال الشهرين الذين استمرت فيهما الدراسة تجاوز 4 ملايين قياس، موضحا أن هذا الكم الهائل من المعلومات سيشكل قاعدة بيانات علمية مهمة للباحثين والعلماء في علوم البحار.

وخلص إلى أن نتائج الدراسة مكنت من سد النقص الحاصل في الدراسات العلمية حول جنوب بحر البوران، معلنا عن سعي المرصد، بتعاون مع شركاء مغاربة وأجانب، إلى توسيع نطاق الدراسات لتشمل الساحل الأطلسي مستقبلا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال