القائمة

أخبار  

المغرب: "صندوق لعجب" سينما متنقلة في القرى النائية [حوار ] 

يعتزم مروان بحرار الذي يعيش بين المغرب وإيطاليا منذ خمس سنوات، ويستقر حاليا في مدينة البندقية الإيطالية، إطلاق مشروع سينما متنقلة موجه لسكان القرى، ليصبح بذلك الحلم الذي راوده منذ 12 سنة، حقيقة.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

"صندوق لعجب" هو تعبير قديم في المغرب، يتم استخدامه في سياقات مختلفة. قرر مروان بحرار واثنين من أصدقائه إطلاقه على مشروع سينمائي متنقل موجه لسكان القرى.

وستنطلق هذه القافلة السينمائية المتنقلة، ابتداءً من مارس 2022، حيث ستجوب قرى الريف وصولا إلى أقصى جنوب المغرب، وستعرف برمجة حوالي 120 شريط سينمائي. وفي انتظار الانطلاقة الفعلية للمشروع، أجرى فريق العمل بعض التجارب من أجل اختبار مقطورة السفر المخصصة لذلك، في مجموعة من الطرق الصعبة.

كيف جاءت فكرة هذا المشروع؟

جاءت الفكرة، قبل حوالي 12 عامًا، عندما حضرت مهرجانًا سينمائيًا في جنوب إفريقيا، خلال تواجدي في إحدى الورشات، التي كانت تناقش مستقبل دور السينما في قارتنا.

كانت الفكرة في البداية، تقوم على تنظيم قافلة على شكل مشروع سينما متنقل، والقيام بجولة في إفريقيا. لكن في نهاية المطاف تخلينا عنها، بسبب عدة مشاكل تهم القارة.

وخلال فترة الحجر الصحي في عام 2020، أعدنا التفكير في هذا المشروع لكن في المغرب فقط، خاصة وأن هذا النوع من القاعات السينمائية، يتلاءم مع الأزمة الصحية الحالية، حيث يتوافق 100 ٪ مع تدابير الصحة والتباعد الاجتماعي، الذي فرضته الحالة الوبائية. ومن هنا جاءت فكرة إعادة إطلاق المشروع، من خلال الاستعانة بوسيلة نقل تسمح بالسفر عبر جميع أنحاء المغرب.

هل لديكم فكرة مسبقة حول القرى التي سيستهدفها المشروع؟

سيتم القيام بثلاث جولات، مدة كل واحدة منها ثلاثة أشهر، 80 قرية التي ستستفيد من هذه العروض، تقع في أوريكة وتشكا والحوز، هناك أكثر من 80 قرية في هذه المناطق، لكن استقر اختيارنا على هذا العدد. في الوقت الحالي، نحن نعتمد على أموالنا الخاصة، لقد تمكنا من جمع ما يقرب من 90٪ من الميزانية اللوجستية والفنية المحددة للجولة الأولى.

ولا زلنا نحاول البحث عن طريقة من أجل جمع الأموال اللازمة للجولات الأخرى. تمكنا من الحصول على وعد بالدعم المالي من مؤسسة Cinecittà في إيطاليا، إذ أن القافلة ستنطلق من هناك، كما ستضع المؤسسة تحت تصرفنا، مجموعة من الأفلام من خلال تقديمها لنا أرشيف مكتبة أفلامها، وحاليا نعمل على برمجة العروض.

وفي الجانب المغربي، اقترحنا على وزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي، المساهمة في المشروع. هدفنا هو الحصول على رخصة، مثل أي قاعة سينما معترف بها، من أجل توزيع الأفلام مباشرة.

ما هي أنواع الأفلام التي يمكن أن نشاهدها في هذه العروض؟

 نريد أن نقوم ببرنامج انتقائي من مختلف الأنواع، مع أفلام من مختلف البلدان. ستخصص مساحة كبيرة للسينما المغربية، لأن هناك أفلاما تم إنتاجها ولكن لم يتم توزيعها على نطاق واسع منذ ما يقرب من عامين، بغرض تسليط الضوء عليها.

لدينا أيضًا أفلام لسينما المؤلف من جميع أنحاء العالم والعديد من الأفلام الوثائقية أيضًا من جميع البلدان. ستتمثل الفكرة في وضع برمجة لكل قرية، من أجل إلهام السكان وتثقيف الشباب وفتح أعينهم على آفاق مختلفة لاكتشاف شيء جديد.

نحن نتفاوض أيضًا بخصوص اتفاقية للتعاون مع وزارة الصحة. نقترح إنتاج كبسولات توعية ضد فيروس كورونا، لعرضها مع الأفلام في القرى التي ستتوقف فيها القافلة.

هل تنتمي إلى جمعية تساعد على إطلاق هذا المشروع؟

أنا لا أنتمي لأي جمعية مغربية، لكن هذا المشروع ترعاه في المغرب الوكالة الرقمية للأفلام المغربية، وهي جمعية خاضعة للقانون المغربي تعمل معنا، ويوجد ضمن فريق العمل، عضوان عملا سابقا بمتحف إيف سان لوران.

أنت تحمل فكرة المشروع منذ 12 عاما وتريده أن يخرج إلى الواقع رغم كل الصعاب، هل هناك دافع شخصي وراء ذلك؟

 أنا أولا وقبل كل شيء مهني سينما، إنها وظيفتي. أعمل كمدير تصوير، وحاصل على جائزة المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط، والمدرسة الوطنية للسمعي البصري في مراكش. مثل العديد من زملائي في هذا المجال، أتساءل عن تراجع سوق السينما. وتم إنتاج الأفلام على الرغم من الأزمة الصحية، لكن ليس لدينا مساحة للعرض والتوزيع في الوقت الحالي وهذا ما زاد من حدة الأزمة.

قبل ذلك، قمت بإنشاء غرفة سينما في متحف إيف سان لوران بمراكش. هذا هو أحد المشاريع الرائدة التي عملت عليها في المغرب في السنوات الأخيرة. تألمت بعد ذلك عندما رأيت المشروع يغلق. أنا خائف من التخلي عنه نهائيا، لأنه لم يمنح الوقت لتغطية التكاليف بعد الافتتاح في عام 2017.

لقد شعرت بالألم الشديد وقلت في دواخلي إن هذه هي الفرصة لولادة مشروع سينمائي متنقل مجاني ومفتوح. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الغرفة المخصصة للعروض مجانية بنسبة 100٪ ومتاحة للجميع ، مع برنامج جديد كل أسبوع ، كما كان يرغب إيف سان لوران قبل وفاته، ثم بيير بيرجي الذي كلفني بإعداد الغرفة.

 حاليًا، أعمل في إيطاليا مع متاحف في مدينة البندقية، لإنشاء تجهيزات سمعية وبصرية، كما أعمل أيضًا مع السفارة اليونانية هنا لإنشاء متاحف افتراضية وما زلت أرغب دائما في إنشاء مشروع سينمائي للمغرب.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال