القائمة

أخبار

كيف تسببت وزيرة الخارجية الاسبانية في أسوء أزمة بين المغرب وإسبانيا منذ 2002؟

بعد مضي ما يزيد عن سنة بقليل من وجودها على رأس الدبلوماسية الإسبانية، تسببت أرانشا غونزاليس لايا في دخول العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية في أزمة لم تشهد مثيلا لها منذ سنة 2002.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

توجه المعارضة الإٍسبانية، اتهامات لوزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، بالتسبب في تأزيم العلاقات مع المغرب، وتطالبها بتقديم استقالتها. كما أن سكان سبتة يحملونها مسؤولية دخول المدينة في أسوأ أزمة هجرة.

ورغم أنه بالكاد أكملت أرانشا غونزاليس سنتها الأولى في منصب وزيرة الخارجية، إلا أنها تتحمل المسؤولية في توتر العلاقات المغربية الإسبانية.

ففي 13 يناير 2020، عينها رئيس الحكومة بيدرو ساشيز مكان الدبلوماسي المحنك جوزيب بوريل الذي تولى رئاسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، وبمجرد توليها مهامها وجدت نفسها في أمام أول أزمة مع المغرب بعد مصادقة البرلمان المغربي على قانونين يرسمان الحدود البحرية للمغرب، وفي 24 يناير قامت برحلة إلى الرباط لمناقشة الموضوع مع وزير الخارجية المغربي.

وفي 14 دجنبر الماضي، أي بعد أربعة أيام من اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغربية الصحراء، أعلنت أرانشا غونزاليس عن رفضها القرار الأمريكي، وقالت إن حل هذه المشكلة "لا يعتمد على إرادة أو عمل أحادي الجانب لدولة مهما كان حجمها" وهذا الملف "بين يدي الأمم المتحدة".

وأضافت أن حكومتها بدأت "سلسلة من الاتصالات" مع فريق بايدن بهدف "العودة إلى التعددية"، مضيفة أنه "لا مكان للأحادية في إدارة العلاقات الدولية " وهو ما أغضب المغرب

وخلال شهر أبريل المنصرم وافقت على استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في مستشفى بإسبانيا للعلاج، بهوية مزورة، ودون إخبار المغرب، ودون استشارة أجهزة المخابرات الإسبانية.

وأمام الغضب المغربي، ظلت الوزيرة الاسبانية تكرر في تصريحاتها لوسائل الإعلام، أن استقبال بلادها لزعيم البوليساريو، جاء "لأسباب إنسانية".

ولم يقتنع المغرب بهذا المبرر، كما أن الأحزاب اليمينية الإسبانية لم تقتنع هي الآخرى، وصف بابلو كاسادو، زعيم الحزب الشعبي، إدارتها للعلاقات مع المملكة بأنها "غير مسؤولة".

وأما تزايد الضغوط عليها عبرت أرانشا غونزاليس لايا يوم 11 ماي الجاري، عن انزعاجها من أسئلة الصحفيين حول موضوع إبراهيم غالي وقالت "ليس لدي ما أضيفه".

وأدى عدم التشاور مع المغرب في هذا الملف، إلى توتر غير مسبوق منذ سنة 2002 (حكومة ماريا أثنار)، في العلاقات بين الرباط ومدريد.

وبعد أسابيع قليلة من إبداء المغرب انزعاجه، تخلت المملكة عن تعاونها الأمني مع إسبانيا، مما أدى إلى ونزوح آلاف المغاربة إلى سبتة، واستدعاء السفيرة المغربية في إسبانيا للتشاور، لتبدأ الأزمة بين البلدين بشكل رسمي وقد تستمر لأشهر.

وإضافة إلى اليمين ينتقد بعض أعضاء الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم إدارة أرانشا غونزاليس لعلاقات إسبانيا مع المغرب، فيوم أمس الثلاثاء نشر خافيير سولانا، وزير الخارجية الأسبق (1992-1995) (عن الحزب الاشتراكي العمالي) تغريدة قال فيها "يجب أن تتميز دبلوماسيتنا مع المغرب بدقة أكثر".

وبعد حكم ماريا أُنار الذي تميز بأزمة جزيرة ليلى مع المغرب في يوليوز 2002، بات الحفاظ على علاقة "سليمة" مع الرباط، يشكل مصدر قلق كبير للحكومات الإسبانية، سواء اليسارية أو اليمينية.

ويذكر أنه سبق لخوسيه مارغالو من الحزب الشعبي ورئيس الدبلوماسية الإسبانية بين عامي 2011 و2016 أن تحدث في مقابلة مع وسائل الإعلام الإسبانية في غشت 2020 عن واقعة اعتراض يخت كان على متنه الملك محمد السادس في سنة 2014، من قبل الحرس المدني الإسباني، وقال إنه عاش فترات مرعبة خلال هذه المرحلة، وتابع "كنت أخشى أن يرسلوا (المغاربة) 15000 مهاجر إلى الساحل الأندلسي"، وأضاف "علينا أن نكون حذرين للغاية مع المغرب".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال