القائمة

أخبار

دياسبو # 194: وعمرو عبد الغني.. مغربي يعمل شرطيا مدينة هيوستن الأمريكية

بعدما حالفه الحظ، واختير اسمه في قرعة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عمل وعمرو عبد الغني ابن مدينة طاطا في مطعم بمدينة نيويورك، لينتقل إلى مدينة هيوستن ويصير شرطيا يعمل على حفظ النظام وتعقب المجرمين.

نشر
وعمرو عبد الغني يمين الصورة
مدة القراءة: 3'

الحظ وحده، هو الذي قاد المهاجر المغربي وعمرو عبد الغني إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي يعمل بها في الوقت الحالي شرطيا في هيوستن بولاية تيكساس.

ولد عبد الغني في دوار تمكرت بإقليم طاطا سنة 1983، وبعد أربع سنوات هاجر رفقة أسرته إلى مدينة سلا التي تابع بها تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب العصرية، التحق بجامعة محمد الخامس واختار دراسة الإنجليزية.

ويحكي لموقع يابلادي أنه في السنة الثالثة من دراساته الجامعية، كان في أحد الأيام "رفقة عمي في مخدع هاتفي يملكه، وكنت أساعده فيه، وطلب مني أن أشارك في قرعة الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية، ورفضت لأنني شاركت في ثلاث مناسبات ولم أوفق، لكنه ألح علي".

وتابع "في سنة 2007 عدت من الجامعة إلى المنزل، وأخبرتني أمي أنه وصلني ظرف بريدي، وقالت لي أعتقد أنهم أرسلوه لك لكي تعمل في الرباط، وعندما فتحته قلت لها إن العمل ليس في الرباط ولكن في الولايات المتحدة".

وإلى جانب عمله في المخدع الهاتفي، كان عبد الغني يشتغل أيضا إلى جانب منظمة أمريكية في المغرب، كانت تعمل على إرشاد السياح الأمريكيين في الرباط، وهو ما جعله يطلع على جزء من الثقافة الأمريكية.

وفي شهر فبراير من سنة 2008 هاجر إلى الولايات المتحدة، وبالضبط إلى مدينة أوكسفورد بولاية كونيتيكت وأقام في منزل مواطن أمريكي كان قد تعرف عليه في المغرب.

"كان هذا الشخص من معتنقي الديانة اليهودية، وعندما وصلت وجدته قد وضع لي سجادة للصلاة في الغرفة، إضافة إلى القرآن الكريم، لأنه كان يعرف أنني مسلم، وبقيت معه لمدة شهر تقريبا".

ويحكي عبد الغني أن مناخ هذه الولاية كان قاسيا، حيث كانت الثلوج تغطي المدينة، ولم يتمكن من التعود على ذلك، فأخبر الشخص الذي استقبله برغبته في تغيير المدينة، "وأخبرني أنه يعرف سيدة في مدينة نيويورك يمكنها أن تستقبلني بمنزلها".

وهكذا توجه المهاجر المغربي الشاب إلى نيويورك وهناك "رحبت بي تلك السيدة وسلمتني مفاتيح الطابق السفلي من بيتها. في هذه المدينة الكبيرة شعرت بصدمة ثقافية، استغرق مني الأمر وقتا لاستيعاب كثير من الأمور".

وبدأ عبد الغني في البحث عن عمل "عثرت على عمل في مطعم يملكه شخص من الأردن، ووجدت مستخدما من المغرب بداخله، ساعدني على الاندماج مع باقي العمال. وكنت أعمل 12 ساعة في اليوم".

وأضاف "أول أجر كان هو 350 دولار عن الأسبوع الأول، شعرت بسعادة غامرة، وعند عودتي إلى البيت أخبرت السيدة التي أقيم عندها، فانفجرت غضبا وقالت لي إن صاحب المطعم أعطاني أجرا زهيدا".

وبالموازاة مع العمل كان عبد الغني يدرس عبر الانترنيت، واختار شعبة الترجمة الطبية وفي سنة 2013 حصل الشهادة من جامعة كينتاكي الغربية.

بعد ذلك بدأ يزاوج بين العمل في المطعم والعمل في ميدان الترجمة الطبية، وقال "كنت أترجم من العربية والأمازيغية إلى الإنجليزية".

"في إحدى المناسبات أخبرني طبيب أن مريضا كان في المستشفى يقوم بحركات غريبة، يجلس ثم يقوم ويتكلم لوحده، وأكد لي أنه أصيب بالدهشة، وأنه ينوي أن يطالب بعرض هذا المريض على طبيب نفسي، فأخبرته أنه لا داعي لذلك وأنه مسلم يؤدي شعائره الدينية".

وفي سنة 2014 قرر عبد الغني تغيير المدينة مرة أخرى وتوجه إلى هيوستن بولاية تكساس، وبدأ يعمل في شركة للملابس، وفكر في التقدم لوظيفة في شرطة المدينة، وقال "بما أنهم كان يبحثون عن أشخاص يتحدثون لغات أجنبية قبلوا ملف ترشيحي. وبعد المقابلة الأولى والامتحان الكتابي، نجحت. استغرق الأمر ثلاثة أشهر بين الفحوص الطبية والطب النفسي قبل قبولي".

وولج أكاديمية الشرطة في أكتوبر 2015، وقضى بداخلها ستة أشهر من التداريب القاسية، ثم، قضى بعد ذلك تدريبا ميدانيا مدته ستة أشهر أيضا.

ليلتحق رسميا بعد ذلك بالعمل في شرطة المدينة، وأكد أنه تعامل مع "مختلف الجرائم مثل السرقة والمخدرات..".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال