القائمة

أخبار  

دياسبو # 195: سليمان بن عبادجي.. موسيقي بالنمسا يحلم بنقل الموسيقى المغربية للغرب

 سليمان بن عبادجي، مهاجر مغربي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا، هو عضو في فرقة الروك النمساوية ديزرت ماي بلوم، يعيش حاليا في العاصمة النمساوية فيينا. يرتبط ببلده الأصلي الذي ترعرع فيه، ويحلم بإحياء حفلات بالمغرب، وأيضا بنقل الموسيقى المغربية إلى الغرب.

نشر
سليمان بن عبادجي
مدة القراءة: 4'

قرر عازف الجيتار المغربي الفرنسي سليمان بن عبادجي العاشق لموسيقى كناوة والطوارق سنة 2019، الاستقالة من منصبه في شركة العائلة، والاستقرار في فيينا بالنمسا، وتحقيق حلمه في أن يصبح موسيقيا.

ولد سليمان بن عبادجي في الدار البيضاء سنة 1993، وقضي جزءًا كبيرًا من حياته في السفر بين الولايات المتحدة وفرنسا، إلى أن استقرت عائلته في المغرب، عند بلوغه سن العاشرة.

وفي المملكة عاش الموسيقي الشاب بين المحمدية والدار البيضاء، وبعد أن حصل على شهادة البكالوريا في سن 18، توجه إلى مونبلييه لمتابعة دراسته في المبيعات والتسويق، لكن سرعان ما ترك مقاعد الدراسة من أجل استكشاف العالم، وأمضى سنة ونصف في أستراليا ثم أربعة أشهر في أمريكا الجنوبية.

وبعد عودته إلى المغرب رافق عائلته في جولة حول العالم أخذته إلى 16 دولة لمدة سنة واحدة، ضمن مشروع "القرى المفتوحة" الذي أطلقته العائلة، وقال "كان الهدف هو العيش في قرية نائية ذات بنية تحتية ضعيفة، ودون الاتصال بالمجال الحضري، ومعرفة كيف يعيش السكان المحليون ويديرون مواردهم".

"خلال رحلاتي مررت بالكثير من التجارب علمتني أن أكون أكثر انفتاحا.لقد ساعدني ذلك في اختيار متابعة مسار غير عادي".

سليمان بن عبادجي

 وهكذا أثرت هذه الرحلات على أسلوب حياته ودفعته إلى إطلاق مشروع مواز يقوم على تسجيل موسيقى القرى التي يزورها، وقال "لم أقم مطلقًا بإصدار هذه التسجيلات التي سمحت لي بتعلم الكثير...، وأثرت على طريقة تأليفي للموسيقى".

وبالعودة إلى المغرب وتحديدا في سنة 2016، عمل سليمان بن عبادجي، لمدة ثلاث سنوات في شركة العائلة. وتم إطلاق مشروع القرى المفتوحة في المغرب، في شكل جمعية لتنمية القرى المغربية، وأوضح "في كل مرة كنت أفعل شيئًا آخر غير الموسيقى على الرغم من أنني كنت أرغب في تكريس نفسي لها لفترة طويلة جدًا. بالعودة إلى المغرب هذه المرة، شعرت وكأنني كائن من خارج كوكب الأرض".

وليقينه بعدم إمكانية الجمع بين العمل في شركة العائلة وحلمه في أن يصبح موسيقيا، انضم المهاجر المغربي إلى صديق موسيقي التقى به في الأرجنتين، واستقرا في العاصمة النمساوية فيينا، وقال "لذلك قررنا إعادة إطلاق فرقته وتوظيف موسيقيين آخرين". بعد شهور من العمل، أصدرت الفرقة أول أغنية لها في يناير الماضي وتخطط لإصدار أغنية واحدة كل ثلاثة أشهر، على الرغم من جائحة فيروس كورونا المستجد.

وستستغل المجموعة الموسيقية ديزرت ماي بلوم، المدعومة ماليًا من الدولة النمساوية، هذه الفترة بشكل خاص لتحسين استراتيجيتها، وأوضح قائلا "صحيح أن فيروس كورونا أثر علينا أيضًا كموسيقيين، لأننا لم نكن قادرين على إقامة الحفلات الموسيقية، ولكن في الوقت نفسه سمح لنا ببناء مشروعنا على أسس أكثر صلابة".

"كان من الصعب حقًا أن نظل متحمسين، لأننا كموسيقيين نحب العزف على المسرح، وأن يكون لدينا جمهور وأن نشعر بتفاعله. في غضون عام ونصف، أقمنا ثلاث حفلات فقط، وهذا رقم ضعيف جدا. لكننا تمكنا من تطوير قدراتنا".

سليمان بن عبادجي

إقامة فنية بالمغرب السنة المقبلة

على المستوى الشخصي، يعترف الموسيقي المغرب، بأن وباء كورونا أثر عليه، ومنعه من العودة لزيارة عائلته وأصدقائه وإعادة شحن طاقته في المغرب. وقال إن حلمه هو "أن يكون قادرًا على اللعب في المغرب على مسرح كبير". وواصل حديثه قائلا "لا أعلم إن كنت سأحضر في مهرجان موازين أو مهرجان كناوة، لكنني أعلم أن مهرجان أطلس الإلكتروني في مراكش يوجه الدعوة أحيانًا لمجموعات أجنبية". وقال "غزو المغرب بالموسيقى سيكون حلما كبيرا".

وكشف سليمان بن عبادجي أن فرقته كانت تنوي تنظيم "إقامة فنية في المغرب" هذا الصيف من أجل "العمل على ألبوم وأغاني وتقديمها في النهاية"، إلا أن هذا المشروع تم تأجيله للسنة المقبلة. وأكد أنه "في الوقت الحالي، لدينا استراتيجية تركز على أوروبا بدلاً من الذهاب إلى مكان آخر، لكن قريباً جداً سيكون المغرب ضمن أهدافنا".

"بالنسبة لي ، من المهم جدًا أن تعرف أوروبا كيف تقدر شيئًا آخر غير موسيقى الروك أو موسيقى البوب وأن تهتم أيضًا بالموسيقى الشرقية. في المغرب، أنا أستمتع بموسيقى كناوة والموسيقى الصحراوية".

سليمان بن عبادجي

ووعد المهاجر المغربي الفرنسي بإدخال "تأثيرات شرقية، ربما موسيقى كناوة" على أغاني ديزرت مي بلوم.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال