القائمة

أخبار

دياسبو # 204: كمال جهيد.. مغربي في بولندا يطمح للترويج للمغرب عبر المنتجات الجلدية

بدأت قصة حبه لبولندا خلال فترة تدريب مدتها ستة أشهر قضاها في وارسو. ودفعته رغبته للتعريف بالمغرب إلى إطلاق علامته التجارية " Meqnes"، والتي يطمح من خلالها أن يمثل المغرب في المتخصصة المتخصصة في المنتجات المغربية الجلدية الفاخرة.

 
نشر
كمال جهيد
مدة القراءة: 5'

خلال الشهر الماضي خصصت مجلة الأعمال الأمريكية المرموقة "فوربس" مقالا للحديث عن "رجل أعمال يقدم الأسلوب المغربي للعالم". ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تهتم فيها وسائل الإعلام بالمهاجر المغربي المقيم في بولندا كمال جهيد، ففي سنة 2011 نشرت مجلة Wirtualna Polska البولندية حوارا معه بمناسبة إطلاق علامته التجارية "Glamorous Pochette".

وجاءت فكرة إطلاق هذه العلامة التجارية، عندما كان كمال جهيد يبحث عن محفظة جيب في بولندا. وفي سنة 2016، أطلق اسم جديد لعلامة تجارية لنفس المنتوج، واختار لها جهيد اسم " Meqnes "، وذلك نظرا لجودة المنتجات الجلدية المغربية.

حب ولد في وارسو

ولد كمال جهيد البالغ من العمر 35 سنة في مدينة مكناس، وترعرع في مدينة الرباط، والتحق بإعدادية لالة عائشة، ثم ثانوية مولاي يوسف، قبل حصوله على الإجازة في الاقتصاد، وفي الماستر تخصص في التسويق. وفي سنة 2008 سافر إلى بولندا للتدريب لمدة ستة أشهر. وفي وارسو، انضم إلى قسم التسويق في شركة Pkn Orlen متعددة الجنسيات.

وعاد إلى المغرب بعد هذه التجربة، لكنه سرعان ما بدأ يخطط للعودة والاستقرار في بولندا وقال "رأيت عالمًا آخر ومستوى آخر وفجأة صرت مصمما على العودة"، وواصل "الثقافة والأشخاص المنفتحون ... أحببت الطريقة التي يعملون بها ويحتفلون بالحياة ويحترمون الآخرين. لقد أعجبني أسلوب الحياة ".

ولم يجد كمال فرصة للعمل في بولندا آنذاك، لكنه تمكن من الحصول على تدريب سنة 2010، في برلين، ضمن شركة ناشئة متخصصة في تطبيقات للهواتف الذكية، داخل قسم التسويق، وبعد ذلك عاد إلى وارسو التي أصبح مرتبطا وجدانيا بها.

"لدي حساسية تجاه الأشخاص العنصريين، في البلدان الأخرى دائمًا ما ترى أشخاصا ينظرون إليك بازدراء. لذلك أردت أن أذهب إلى مكان ما لأتغلب على هذا الأمر. هنا، يمنحك الناس فرصة ويسعدني التحدث إلى الناس عن المغرب وثقافته ".

كمال جهيد

علامة مغربية عالمية للمصنوعات الجلدية

في سنة 2016 وأثناء رحلته إلى المغرب، اشترى رجل الأعمال المغربي حقيبة جلدية، وبعد أسبوعين تعرضت للتلف، وقال "اتصلت بأمي لترسل لي واحدة أخرى، لكن لم تكن جودة الجلد في المستوى".

وانطلاقا من هذه التجربة جاءت فكرة إطلاقه لمشروع طموح وقال "كان عليّ أن أتقبل حقيقة الأشياء: يمتلك الحرفيون التقنية والخبرة والمعرفة، ولكن نظرًا لنقص الموارد، فإنهم يصنعون منتجات عادية، اعتقادا منهم أنه لا أحد يمكنه أن يشتري منتجًا فاخرًا يباع فقط في السوق لكن بثمن باهظ".

"كما أنني أدركت أن المغرب كدولة، قامت باختراع فن الجلد المغربي، لكن رغم ذلك لا توجد علامة تجارية دولية تمثل المملكة، لذلك فكرت بالقيام بشيء ما من شأنه الترويج للمغرب، لهذا قررت إطلاق علامة Meqnes".

كمال جهيد

وإدراكًا منه أن "فن الجلد المغربي تم نقله من المغرب إلى أوروبا عبر الأندلس" وأن "المغاربة نسوا هذا الأمر" قال المقاول المغربي، إن الهدف وراء إطلاق علامته التجارية كان "الترويج للمغرب وأن تصبح أول علامة تجارية مغربية ودولية للمصنوعات الجلدية " وأضاف "نجد على صفحة ويكيبيديا، شركات للمنتجات الجلدية الفاخرة ولكن لا توجد من بينها أي شركة مغربية، مما أراه أمر غير عادل. لذلك آمل أن أضع علامة Meqnes على هذه القائمة".

ومن أجل تحقيق ذلك، أطلق المغربي حملة لاقت نجاحا، على منصة التمويل الجماعي Kickstarter  في عام 2017 وتمكن من جمع 50000 دولار في مدة شهر قبل أن تشرع الشركة في تطوير منتجاتها. وقال كمال "خلال العام الماضي وبسبب وباء كوفيد 19، ارتفعت المبيعات بفضل التجارة الإلكترونية. لقد ربحنا أكثر من 3 ملايين درهم، ما جعلنا نتوقع مبيعات بقيمة 5 ملايين درهم، في العام المقبل".

اكتساح أسواق أخرى.. المغربية أيضا

ولكن في حين أن العلامة التجارية والتصميم مغربيان، إلا أن الجلود مستوردة في الوقت الحالي من إيطاليا واليابان. وهو الاختيار الذي يفسره كمال جهيد بعدة عوامل وقال "إن التقنية المستخدمة في المغرب، بالماء البارد، تعود إلى العصور الوسطى وعفا عنها الزمن، مع استخدام المواد الكيميائية للاشتغال على الجلد. الجودة ليست مثالية لأن عملية الصنع ليست كذلك".

"لا يستطيع جزء كبير من السكان في المغرب شراء منتجات فارهة. لذلك يجب على الحرفي التكيف من أجل كسب لقمة العيش. لقد تجذرت هذه الثقافة وفقدنا طعم هذا الفن مع مرور الوقت".

كمال جهيد

ويطمح المقاول المغربي لغزو أسواق أخرى، بما في ذلك السوق المغربية. وقال "الشرق الأوسط في صلب مخططنا أيضا، من خلال إنشاء فرع لنا في دبي وفي المغرب أيضا. أعتقد أنه بالنسبة للمملكة، علينا أن نتكيف مع الوضع ونفكر في مجموعة يستطيع المغاربة تحمل تكلفتها. ولما لا نقدم اختيار الأداء بالتقسيط، وإرساء الاحترام لهذا الفن وتثقيف الناس والحرفيين. علينا تغيير العقليات والنهوض ببلدنا".

فمن خلال علامته التجارية " Meqnes"  يحاول الشاب المغربي تغيير العقليات و "محاربة العنصرية" بطريقته. وقال "في أوروبا، تتكرر موجات العنصرية ضد العرب والمسلمين. تقابل أشخاصًا يسألونك عما تفعله هنا، إذا كنت سائقًا في أوبر أو إذا كنت تبيع الكباب. فمن خلال علامتي التجارية، أثبت للناس أنه بإمكان أي عربي أو مسلم أيضًا تصميم العلامات التجارية والعلامات التجارية الفاخرة التي تمثل بلدنا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال