القائمة

أخبار

دار كناوة.. فضاء تاريخي في طنجة مهدد بالخراب

بعد ستة أشهر من الإعلان عن انطلاق ترميم "دار كناوة"، وهو مركز تاريخي يمثل ثقافة موسيقى كناوة بطنجة، لم يتم الشروع في الأشغال لحدود الآن. علما أنه تم إخلاء الأسرة المسؤولة عن الحفاظ على هذا المركز، ما جعله مهددا بالخراب.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 2'

منذ فبراير 2021، تم إخلاء المركز الثقافي التاريخي دار كناوة في طنجة، من أجل الشروع في ترميمه، وذلك في إطار حماية تراث المدينة. لكن بعد ستة أشهر، لم يتم الشروع في العمل بعد. كما لم يتلقى عبد الله الكورض، البالغ من العمر 75 سنة، والذي يعيش في الطابق الثالث من البناية مع أسرته منذ عام 1953 ويهتم بالمركز منذ أكثر من 30 عامًا، الدعم الذي تم التعهد له به، من أجل استئجار شقة، في انتظار الانتهاء من الأشغال.

وتعتبر دار كناوة المكونة من ثلاثة طوابق، والتي تم بناؤها في خمسينيات القرن التاسع عشر، على الطراز المغربي، مركزا ثقافيا تاريخيا، تم الاعتراف به رسميًا في عام 1980 باعتباره مكانا مخصصًا للاحتفال بموسيقى كناوة والحفاظ عليها. وقام عبد الله الكورض، وهو موسيقي مشهور عالميًا، ولد في قصبة طنجة عام 1947، بتحويل المكان إلى متحف موسيقي، يشجع من خلاله على نقل تراث الموسيقى الكناوية. وفي عام 1967، اجتمع عبد الله الجورض فيه بالموسيقي راندي ويستون لتنظيم جولات حول العالم يمزجان فيها موسيقى الجاز وكناوة.

واليوم يواجه هذا الفضاء التاريخي مستقبلاً مجهولا. ونبه سكان المدينة إلى اقتلاع "الزجاج المعشق و(أشياء أخرى) من المنزل"، فيما انتهز صاحب المبنى المجاور "هذه الفرصة لهدم شرفة ودرج في الطابق الثاني من دار كناوة. بهدف ضم جزء من بيت الكورض". وأمام هذا الوضع، تم إطلاق حملة لحفظ المكان وتجديده.

وتم إطلاق هذه الحملة من طرف، هشام عيدي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا، الذي نشأ في مدينة طنجة القديمة، بعدما رأى المكان مهدّدا بالدمار. وذكّر بأن "هذا المبنى هو نصب تذكاري للثقافة الشمال إفريقية وتاريخ الجاز العالمي"، داعياً إلى "دعم الجهود لإنقاذ دار كناوة وتجديدها" من خلال جمع التبرعات.

وأوضح الباحث أن جائحة فيروس كورونا المستجد "ألحقت أضرارا بالمدينة القديمة في طنجة" خاصة مع قيود السفر والحجر الصحي التي أوقفت السياحة وكذلك أنشطة المراكز الثقافية. وقال "في دجنبر 2020 ، رأى أصحاب العقارات والمسؤولون المحليون، أن فترة الحجر الصحي، هي فترة مناسبة لترميم وتجديد المباني المعرضة للخطر في المدينة القديمة" ودار كناوة كانت معنية أيضا.

لكن في السنوات الأخيرة، أثار مشروع إعادة تأهيل المدينة القديمة بطنجة نقاشا كبيرا، حيث اعتبره بعض الفاعلين في مجال الحفاظ على التراث، هجوما على آخر رموز التراث الثقافي للمدينة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال