القائمة

أخبار

دراسة: أغلب المدرسين اختاروا مهنة التعليم "هربا من البطالة"

أفادت دراسة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن الحافـز الرئيسي الـذي يدفـع المرشحين إلى اختيــار مهنــة التعليــم هو الهروب من البطالة والرغبة في الحصول على عمل قار.

 
نشر
من احتجاجات سابقة لرجال التعليم
مدة القراءة: 4'

نشر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي نتائج الدراسة المنجزة من طرف الهيئة الوطنية للتقييم التابعة له حول "مهنة الأستاذ في المغرب : على ضوء المقارنة الدولية".

وتهدف هذه الدراسة إلى تقييم البرامج والسياسات العمومية المتعلقة برجال ونساء التعليم من أجل قياس فعاليتها، وتماسكها، وصلاحيتها؛ مع إبراز تصورات الأساتذة والأستاذات بوصفهم فاعلين رئيسيين.

كما تهدف إلى تحليل جاذبية مهنة التعليم للطلاب، وكيفيات انتقاء الأساتذة وتوظيفهم، وتكوينهم، وتحفيزهم، وتدبر مسارهم المهني، والارتقاء بحياتهم الشخصية والمهنية؛ استنادا إلى المعطيات الميدانية، والنصوص التنظيمية، و مقارنتها بالمعاير الدولية.

وأشارت الدراسة إلى أنه في المغرب تعــرف مباريــات توظيــف الأساتذة إقبالا كبيرا، ففي دجنبر 2018، ترشـح لهـذه المباريات 220000 مرشـحا للتبـاري على 15000 منصـب، اختير منهـم 149000 لاجتياز الاختبارات الكتابيـة والشـفوية.

وحاولت الدراسة الإجابة على سؤال "هـل يجـب أن نســتنتج مـن هـذا أن مهنـة التعليـم جذابـة؟" وقالت إن معـدل البطالـة المرتفع  جدا بين الشــباب الحاملين للشــهادات الجامعيــة العليــا (حوالي 28 في المائة من خريجي الكليات حسب إحصاء المندوبية السامية للتخطيط) لا يسمح بالإجابة بالإيجاب عــن هــذا الســؤال؛ خاصــة وأن مســتوى متطلبــات ولــوج هــذه المهنة منخفــض جدا.

ومــع مراعــاة بنيــة التعليــم العالي، وأنــواع الولــوج بالنســبة لحامــي شــهادة البكالوريــا، لاحظت الدراسة أن المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود هـي التـي تسـتحوذ على حصـة الأسد مــن أحســن الطلبــة الحاصلـيـن على شــهادة البكالوريــا؛ أي أولئـك الذيـن حصلـوا على أعلى الدرجـات في امتحانـات هـذه الشــهادة. ولا يبقــى أمــام الباقين مــن اختيــار ســوى ولــوج المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح.

وفي غيـاب معطيـات موثوقـة عـن خصائـص المرشحين المقبولين في مباريــات توظيــف الأساتذة، تؤكد الدراسة أن تحليــل دوافعهــم لاختيــار هــذه المهنة مفيــد جــداً لفهــم أســبابه ونتائجــه.

وأوضحت أنه من خلال نتائـج المقابلات نصـف الموجهة والمقابلات البؤريـة التـي أجريـت مـع الأساتذة خـلال هـذا البحـث الميداني يتضح أن الدوافـع الخارجيــة هــي المهيمنة على اختيارهــم لمهنة التدريــس، وخاصــة منهــا الرغبــة في الحصــول على عمــل.

وبالإضافة إلى الحصـول على عمـل، هنـاك دافـع خارجـي آخـر يؤثـر في اختيـار هـذه المهن يتمثل غي "سـاعات العمـل والعطل المدرسية". حيث أن مهنـة التدريـس تسـمح بالتوفيـق بـن الحيـاة المهنية والحيـاة الرسمية. وغالبـا مـا يكـون هـذا الدافـع هـو المحفز الأساسي الـذي يدفـع النسـاء لاختيـار مهنـة التعليـم.

وأكدت الدراسة أن غلبـة الدوافـع الخارجيـة تختلـف باختلاف المستويات التعليميــة. فأسـاتذة التعليــم الابتدائي هــم أكثـر القائليـن عـددا بهـذا النـوع مـن الحوافـر. فلفترة طويلـة، كان أسـاتذة هــذا الســلك التعليمــي يعينــون مــن بين الحاملين لشــهادة البكالوريــا؛ مــا كان يوفــر وســيلة سريعة للحصــول على شـغل.

وحتـى الأساتذة الذيـن مـروا بالمراكز الجهويـة لمهن التربية والتكويــن بعــد حصولهــم عـلى الإجازة يؤكــدون، في معظمهــم، أن الحصــول على عمــل مســتقر كان هـو الحافـز الرئيس الـذي دفعهـم إلى اختيـار مهنـة التعليـم. تأتي بعــد ذلــك الدوافــع الذاتيــة التــي تعـبـر، عمومــا، عــن اختيـار مهنــة التدريــس إمـا بسـبب الميولات والاستعدادات الشـخصية، أو بسـبب الاهتمام بالتعليـم، او الارتياح والرضـا الفكريـن المرتبطين بممارستها.

وخلصت الدراسة إلى أن البحـث عـن وظيفـة، "هـو الحافـز الرئيسي الـذي يدفـع المرشحين إلى اختيــار مهنــة التعليــم. لكــن الدراســات التــي اهتمــت بهــذا الموضوع تتفــق عـلى الآثار الســلبية التــي يمارسها هـذا النـوع مـن الدوافـع الخارجيـة عـلى التشــبث بالمهنة، والرغبــة في الاستمرار في ممارســتها، وعــى الرضــا الالتزام المهنيين.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال