القائمة

أخبار

المدن الجديدة في المغرب.. فجوات كبيرة بين الطموحات والواقع

انطلقت سنة 2004 الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى بناء مدن جديدة، وأبانت دراسة جديدة عن أن تشييد هذه المدن لم يكن وفق الوعود المقطوعة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

منذ ما يقرب من 18 عامًا، أعلن المغرب عن استراتيجيته الطموحة لبناء مدن جديدة لمواجهة تحديات التوسع الحضري غير المنضبط ودعم النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المملكة. وهكذا، ولد 19 مشروعًا جديدًا لمدن موجودة أو قيد التشييد. لكن على الرغم من أن المملكة تعتبر من أكثر دول العالم نشاطا في مجال بناء مدن جديدة، إلا أن هذا المسار الطموح لا يزال يتسم بالعديد من الإخفاقات بدءا بالفجوات بين الوعود والحقائق على أرض الواقع.

وفي أطروحة دكتوراه بعنوان "مملكة المدن الجديدة: التطلعات الوطنية والتخيلات الحضرية وسياسات البناء المعاصر لمدن جديدة في المغرب"، ناقش الباحث الكندي لورانس كوتيه روي موضوع إنشاء ثلاث مدن جديدة في المغرب.

المدن في صراع دائم من أجل "تأكيد طابعها الحضري"

وهكذا تحدثت الباحث مع سكان تامسنا، وزناتة البيئية، ومدينة بن جرير الخضراء من أجل استكشاف "الطريقة التي يتفاعل بها المواطنون مع المستقبل الحضري الموعود في المدن الجديدة". وبالنسبة له، فإن سكان المدن الثلاث الجديدة "يواجهون خيبة أمل مشتركة" مرتبطة بفكرة أن "هذه المدن الجديدة تفتقر إلى الإحساس بالتطور الحضري".

ومن خلال مقابلاته مع الناس استنتج الباحث أن "المدن الجديدة تكافح باستمرار لتأكيد طابعها الحضري بينما تعود الاستخدامات القروية باستمرار إليها". بالإضافة إلى ذلك، "يعزو السكان نقص الحساسية الحضرية في المدن الجديدة إلى بطء نشر الخدمات الحضرية وسوء الإدارة".

"في كل من المنطقة السكنية الأولى في تامسنا ومدينة زناتة البيئية، خدمات جمع القمامة غير فعالة أو غير موجودة ومجاري الصرف الصحي معطلة. حالة انقطاع متكررة للإضاءة العامة تمثل تذكيرا دائما بالوعود غير المحققة لهذه المدن".

لورانس كوت روي

توقعات بمستقبل "يواجه تحديات"

وتؤدي عوامل مرتبطة بـ"ندرة وسائل النقل وظهور وسائل النقل غير الرسمية" ، إلى "تفاقم التصورات عن المدينة كمنطقة قروية نائية وتولد إحساسًا بالعزلة، خاصة بين الأسر التي ليس لديها سيارة خاصة" . كما أشار الباحث إلى "عدم كفاية خدمات الطوارئ في المدينة، وخاصة ندرة الشرطة"، الأمر الذي أدى إلى "إحساس واسع النطاق بانعدام الأمن في الأحياء".

وإلى جانب الافتقار إلى الخدمات الأساسية، فإن الظروف الحضرية "يعيقها غياب النشاط الديناميكي والحياة المجتمعية التي لا تزال بحاجة إلى التطوير". إضافة إلى حقيقة أن "هذه المدن الجديدة تشكل أيضًا تحديات في تنمية الروابط الاجتماعية بين السكان". وبالنسبة للباحث "فعلى الرغم من الطموحات المروجة رسميًا، فإن التوقعات بمستقبل شامل في المدن الجديدة تواجه بعدة عقبات ويعبر العديد من السكان عن شكوكهم في إمكانية الوفاء بالوعود".

وفي المدن الثلاث التي شملتها الدراسة تواجه الوعود المقدمة " تحديًا في المقام الأول من خلال الطبيعة المنفصلة للمخططات الرئيسية، والتي تنعكس في تخطيط بناء المدن". ولاحظ القائم على الدراسة وجود تفاوتات اجتماعية واقتصادية في هذه المدن، ويتجلى ذلك في "التباينات القوية من حيث جمالية المباني والجودة المعمارية بين الأحياء".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال