القائمة

أخبار

أسامة معني.. طالب مغربي حياته مهددة والسلطات الأوكرانية تمنعه من عبور الحدود إلى بولندا

أسامة معني طالب مغربي في أوكرانيا، وجد نفسه عاجزا عن عبور الحدود الأوكرانية البولوندية نتيجة مشاكله الصحية، وهو ما يهدد حياته بالخطر. وتناشد عائلته السلطات المعنية بالتدخل من أجل إعادته إلى أرض الوطن.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

وجد آلاف الطلاب المغاربة في أوكرانيا أنفسهم مجبرين على مغادرة البلاد، بعد الهجوم العسكري الروسي للبلاد، وتوجهوا إلى الحدود مع رومانيا، وبولندا، وسلوفاكيا وهنغاريا، ولحد الآن نجح حوالي 5000 طالب مغربي في الخروج من البلاد، ووصل 320 منهم إلى المملكة على متن رحلات جوية للخطوط الملكية المغربية.

وفي الوقت الذي تستمر فيه حركة النزوح باتجاه البلدان المجاورة من قبل الأوكرانيين والأجانب، وجد الطالب المغربي أسامة معني البالغ من العمر 23 سنة، عالقا على الحدود بين أوكرانيا وبولندا بسبب وضعه الصحي، الذي لا يسمح له بالسير على قدميه، نتيجة ضياع أدويته.

وفي اتصال مع موقع يابلادي، قالت شقيقته هدى معني، بحسرة إنه "لا يقدر على الكلام، بسبب عدم أخذه أدويته، بالكاد نسمع صوته عند الاتصال به، حالته جد حرجة وهو بحاجة إلى أدويته".

وكان هذا الطالب الذي يدرس في السنة الخامسة بشعبة الصيدلة بمدينة زاباروجيا، قد قام بحجز تذكرة الطيران بعد تصاعد التهديدات الروسية، غير أن الأمور لم تجري كما كان يأمل.

"لكن لم يتمكن من الحصول على جواز سفره الذي كان بحوزة إدارة الجامعة، التي طلبت من الطلبة دفع تكاليف الدراسية المتبقية، قبل تمكينهم من وثائقهم، وبعدما قام بتسوية وضعيته، حصل على الجواز، وحجز تذكرة طيران، لكن لسوء الحظ تزامن ذلك مع اندلاع الحرب".

هدى معني 

وبعد إغلاق المجال الجوي لأوكرانيا، وجد أسامة نفسه مضطرا للاتجاه نحو الحدود مع بولونيا، على غرار آلاف الأشخاص الذين قرروا الفرار من ويلات الحرب.

بدأت معاناته الحقيقية التي لم يكن يتوقعها، بعدما ركب القطار باتجاه مدينة لفيف، حيث تحكي شقيقته أنه بعد نزوله من القطار "ركب سيارة أجرة، وبمجرد وصوله تم الاعتداء عليه من طرف الجيش الأوكراني، وقاموا بسرقة حقيبته التي كان يحمل فيها دواءه. شقيقي يعاني من مرض في الجهاز العصبي، كما تمت سرقة نقوده أيضا، ولحسن الحظ أن جواز السفر بقي بحوزته".

ووجد أسامة نفسه مضطرا للمشي لمسافة 40 كلم، للوصول إلى الحدود الأوكرانية البولونية "بعدها سقط أرضا وفقد القدرة على الحركة، في البداية حاول بعض أصدقائه تقديم المساعدة، لكن في النهاية اضطروا إلى المغادرة وعبور الحدود، وحلت سيارة الإسعاف بعين المكان لإسعافه، لأنه لم يعد قادرا على التنفس أو الكلام".

ويوجد أسامة على الحدود منذ خمسة أيام، قضي ثلاثة منها في الثلج، ما زاد من تدهور وضعه الصحي. وبحسب هدى فإن سيدة أوكرانية قامت بنقله إلى منزلها والتكفل به، ورغم ذلك فإنه لا زال دون دوائه.

وتابعت بصوت تعلوه نبرة حزن "السلطات الأوكرانية منعته من عبور الحدود مع بولندا، عبر سيارة الإسعاف، وطالبته بأخذ دوره في الصف الطويل رفقة الراغبين في المرور، وهو ما يتطلب ساعات وفي بعض الأحيان أيام للعبور، غير أن أخي غير قادر على ذلك نتيجة تدهور حالته الصحية".

"والداي لا يعلمان شيئا عن هذه التفاصيل، لأنهما كبار في السن ولن يتحملا سماع أن ابنهما في حالة حرجة. أخي سوف يفقد حياته إذا لم تتحرك السلطات، يجب إيجاد حل على وجه السرعة لأن حالته استثنائية، عندما اتصلت به قال لي: لا أعلم ما إذا كنت سأتمكن من النجاة، كما أن السيدة التي يتواجد في منزلها أخبرتني أنه لا يستطيع حتى الأكل".

هدى معني 

ورغم تواصل عائلته مع السفارتين المغربيتين في أوكرانيا وبولندا ومع وزارة الخارجية، سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، إلا أن الأمر لا يزال على حاله.

وقالت هدى " تلقينا وعودا، لكن لاشيء تغير" وواصلت "تواصلنا مع خلية الأزمة في السفارة المغربية بأوكرانيا وقمنا بمدهم بجميع المعلومات اللازمة، لإيجاد حل له في أقرب وقت ممكن، وذلك قبل يومين، لكن لم يتم لحدود الآن أي شيء". 

وأكدت أن شقيقها رغم وضعه الصحي الحرج "سيحاول هذا اليوم العبور عبر السيارة رفقة السيدة الأوكرانية، ولا نعلم ما إذا كان سيتم السماح له بالمرور هذه المرة أم لا".

وخلال اليومين الماضين قام عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتداول وسم "أنقذوا أسامة معني" من أجل تسليط الضوء على وضعيته، وإيصال صوت عائلته إلى السلطات المغربية.

أسامة معني يصل إلى بولندا

بعد مقالنا، أكدت نجلاء بن مبارك مديرة الدبلوماسية العامة والفاعلين غير الحكوميين بوزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في تدوينة على حسابها في تويتر أن أسامة معني تمكن من عبور الحدود إلى بولندا، وهو ما أكدته شقيقته هدى لموقع يابلادي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال