القائمة

أخبار

قضية الصحراء تبعثر أوراق الجزائر داخل الجامعة العربية

فشلت الجزائر في حشد التأييد لمواقفها داخل الجامعة العربية، بالمقابل عبر وزراء الخارجية العرب يوم أمس عن وقوفهم إلى جانب المغرب في قضية الصحراء، من خلال إدانة تسليح إيران لجبهة البوليساريو، وكذا إدانتهم قيام الجبهة الانفصالية بتجنيد الأطفال.

نشر
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
مدة القراءة: 4'

رغم أن الجزائر تردد أنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، وأنه نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو، إلا أنها تضعه على رأس أولويات دبلوماسيتها، وتحرص على ترديد مواقف الجبهة الانفصالية في المحافل والمؤتمرات الدولية.

وإذا كانت الجزائر تجد من يساندها داخل الاتحاد الإفريقي، وخصوصا بعض دول جنوب القارة، فإنها تجد نفسها معزولة في العالم العربي، في ظل تفضيل الدول الكبيرة دعم مغربية الصحراء، وبقاء أخرى على نفس المسافة من الرباط والجزائر.

وأدى إصرار الجزائر على إقحام النزاع في القمة العربية التي كان مقررا أن تحتضنها في شهر مارس الماضي، بحسب بعض المصادر إلى تأجيل القمة إلى موعد لاحق، قبل الاتفاق على عقدها بداية شهر نونبر المقبل.

وعكس ما كانت تأمله الجزائر، فقد استبقت الجامعة العربية، انعقاد القمة، بتوجيه عدة رسائل إلى قصر المرادية، وكانت البداية بالتأكيد على اعتماد خريطة المغرب كاملة في كافة الاجتماعات التي تعقد تحت لوائها.

وبعد الجولة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير خارجيته، إلى مصر وتونس ودول خليجية بحثا عن دعم عربي لمواقف الجزائر قبل انعقاد القمة، جاءت النتائج عكسية، إذ أعلن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، المنعقد يوم أمس الأربعاء بالقاهرة، عن جملة من القرارات الداعمة للمغرب في نزاع الصحراء.

وأقر الاجتماع الوزاري العربي قرارا يقضي بالتضامن مع المملكة المغربية في مواجهة تدخلات النظام الإيراني وحليفه "حزب الله" في شؤونها الداخلية، خاصة ما يتعلق بتسليح وتدريب عناصر انفصالية تهدد وحدة المغرب الترابية وأمنه واستقراره.

وكان المغرب قد أعلن في ماي 2018 قطع علاقاته مع إيران، بسبب تورط" حزب الله اللبناني" الموالي لطهران في إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو عن طريق عنصر في السفارة الإيرانية بالجزائر. وردت الجزائر في حينها بأن هذه التصريحات "غير مسؤولة".

كما تبنى وزراء الخارجية، العرب يوم أمس، مشروع قرار تقدمت به المملكة المغربية يقضي بالتصدي لظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة. ويتهم المغرب جبهة البوليساريو بتجنيد أطفال فوق التراب الجزائري في مخيمات تندوف، وهو ما تنفيه الجزائر أيضا.

وبعدما ظلت الجامعة العربية بعيدة عن الصراع المغربي الجزائري بخصوص الصحراء، لم تفلح الجزائر في إضافة النزاع إلى جدول أعمال القمة، علما أن المغرب يطالب بأن ترى الأمم المتحدة بشكل حصري البحث عن حل سياسي للنزاع.

فشل جزائري في ليبيا وسوريا

دعم الجامعة العربية للمغرب، يظهر بجلاء أيضا من خلال إعلان وزراء الخارجية العرب يوم أمس عن أن اتفاق الصخيرات، الذي وقعته الأطراف الليبية في المملكة المغربية سنة 2015، يبقى الإطار السياسي العام لتسوية الأزمة الدائرة في ليبيا منذ سنوات.

هذا الدعم لم تتقبله الجزائر، التي تركز دبلوماسيتها على الصراع في ليبيا، وإن بدرجة أقل من نزاع الصحراء، وتحاول دفع الفرقاء الليبيين إلى عقد اجتماعات بالجزائر من أجل التوصل إلى اتفاق "بديل" عن اتفاق الصخيرات، ويردد المسؤولون الجزائريون في تصريحاتهم أنه "لا حل في ليبيا من دون الجزائر" دون أن يكون لهم تأثير كبير على الأرض.

وإلى جانب ليبيا، فشلت الجزائر في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها في نونبر 2011، وكانت الجزائر من بين الدول العربية القليلة التي احتفظت بعلاقات مع النظام السوري بعد ثورة 2011، وعبر تبون صراحة في تصريحات إعلامية عن رغبته في مشاركة سوريا في القمة التي ستحتضنها بلاده.

ويوم أمس أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنه "لم يرصد" توافقا بين أعضاء الجامعة حول إعادة سوريا إلى مقعدها في المنظمة.

وتشير القرارات الصادرة عن الجامعة العربية، إلى فشل زيارات الرئيس الجزائري ووزير خارجيته إلى العديد من الدول العربية الكبرى خلال الآونة الأخيرة.

وتتحدث الجزائر عن عودة دبلوماسيتها بقوة إلى الواجهة، بعدما غيبت لسنوات في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وكانت تخطط لتجعل من القمة العربية المقبلة، منطلقا لحشد التأييد لمواقفها، لكن هذا الرهان لا يزال بعيد المنال.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال