القائمة

أخبار

دياسبو # 236 : مونية علالي.. شاعرة وأكاديمية في بلاد المهجر تنسق بين جامعات مغربية وإيطالية

تشتغل مونية علالي منسقة لماستر الدين والسياسة والمجتمع العالمي، الذي يدرس بشراكة بين الجامعة الدولية للرباط وجامعة بادوفا، وجامعة بيمونتي أورينتالي الإيطاليتين. وإلى جانب عملها الأكاديمي، تهتم هذه المهاجرة المغربية بالميدان الأدبي حيث أصدرت ديوانين شعريين.

نشر
مونية علالي
مدة القراءة: 4'

بعد أن حصلت على شهادة الإجازة في الدراسات الإسلامية، من جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، واشتغالها في العرائش، مع منظمة "ميديكوس ديل موندو" الإسبانية التي تقدم الرعاية الطبية للفئات السكانية الضعيفة، غادرت سنة 2002 كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الأسر بأقاليم بني ملال، في اتجاه إيطاليا، في إطار هجرة أسرية.

أول العقبات التي صادفتها في بلاد المهجر، كانت اللغة، وهو ما جعلها تخصص سنواتها الأولى للاطلاع على عادات البلاد ولغتها. وكان من حسن حظها أنها عثرت في مدينة بيزارو التي تقيم بها على جمعية تساعد على الاندماج، وبعد مدة وجدت نفسها تساعد هذه الجمعية على تنظيم الأنشطة والتواصل..

ولأن حب الدراسة لم يفارقها، انتظرت إلى أن أتقنت اللغة الإيطالية، وتوجهت إلى كلية الوساطة الثقافية واللغات الشرقية، بالجامعة التي تتواجد بمدينة إقامتها، لدراسة اللغات الشرقية، وبعد سنتين من الدراسة، تم الاعتراف لها بالإجازة المغربية والتحقت بماستر الإسلام في أوروبا، بجامعة بادوفا.

وهذا الماستر خاص بالأجراء والموظفين، لذاك كانت مونية تحرص على العمل طيلة أيام الأسبوع والدراسة يومي السبت والأحد.

"وبعد أحداث 11 شتنبر 2001، وما تلا ذلك، أصبح لهذا الماستر صيت في إيطاليا، لأنه كان أول ماستر من نوعه. هذا الماستر فتح لي آفاقا للتعرف على باحثين يشتغلون على موضوع الإسلام في أوروبا، وتتلمذت على يدهم".

مونية علالي

ارتباط بالعالم الأكاديمي

بعد نهاية الماستر بقيت مونية مرتبطة بالعالم الأكاديمي، إلى أن اشتغلت كمنسقة للماستر الذي درست به، سنة 2017. وقالت في حديثها ليابلادي "الماستر تحول إلى ماستر دولي، يشارك فيه طلبة من العالم العربي، ما أعطاه إشعاعا كبيرا، تقريبا نصف الطلبة مغاربة".

وأضافت "مهمتي هي التنسيق بين الطلبة والأساتذة، لأن الماستر يدرس في جزء كبير منه عن بعد، والدراسة عن بعد تفرض علينا نوعا من التحدي. نحاول البقاء على تواصل دائم مع الطلبة".

وأوضحت أنه منذ سنة "2017 ونحن نشتغل عن طريق منصة إلكترونية متطورة، تقتضي مشاركة مستمرة من الطلبة، وهذه أمور أشرف عليها، أنا بمثابة جسر بين الطلبة والأساتذة نحاول أن نحافظ على المستوى المتميز للماستر".

وفي سنة 2021، اصبح اسم الماستر "الدين والسياسة والمجتمع العالمي"، وذلك بعد احتضانه من قبل المشروع العلمي الدولي بريماد الذي يهدف إلى الوقاية من التطرف الديني، وتموله الحكومة الإيطالية، ويقوم على إنشاء شبكات جامعية، بين الجامعات الإيطالية، وجامعات تنتمي إلى دول منظمة التعاون الإسلامي.

"التجربة الأكاديمية منحتني غنى كبيرا، خصوصا أنها تظل في إطار تخصص الدراسات الإسلامية".

مونية علالي

أدب وسياسة

ولأنها مهتمة بما يجري في بلدها، قررت مونية علالي دخول تجربة العمل السياسي في المغرب من باب حزب الاستقلال، ووصفت هذه التجربة بأنها "جميلة جدا خصوصا في المرحلة الانتخابية الأخيرة، كنت أتنقل إلى المغرب كثيرا، عندي فضول للاشتغال على قضايا المشاركة السياسية لمغاربة العالم ".

"أشتغل على حق التصويت من بلدان الإقامة، ولو أننا نراه لا يزال بعيد المنال، لكنه يبقى طموح مشروع، فالدستور يعطينا هذا الحق ما ينقصنا هو لاشتغال على تنزيل بنوده".

مونية علالي

وفي إيطاليا تنتمي مونية لحزب الخضر، وقالت "كمهاجرين لا نزال بعيدين عن المشاركة بقوة في الحياة السياسية...، الهجرة المغربية في إيطاليا، لا تشبه الهجرة المغربية في فرنسا أوبلجيكا مثلا، الهجرة المغربية في هذين البلدين هي هجرة مستقرة، وفي إيطاليا قد نسميها هجرة مؤقتة أو هجرة مرور، لأن الأسر تستقر لوقت معين، وبعد الحصول على الجنسية تهاجر لدولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي".

وإلى جانب العمل الأكاديمي والسياسي، تهتم مونية علالي بالأدب، وقالت "أكتب الشعر والقصة القصيرة، نشرت ديوانين باللغة العربية إلى الآن، الديوان الأول هو "هل تهوى النفوس على هواها"، والديوان الثاني هو "ثمن البوح" الأول صدر سنة 2017 والثاني 2018".

وإضافة إلى ذلك، استغلت مونية فترة الأزمة الصحية العالمية، وكتبت بعض القصص القصيرة، التي تناقش فيها الحركات النسائية والنضال النسائي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال