القائمة

أخبار

حزب الاستقلال يقف في مفترق الطرق

يشكل يوم الأحد المقبل محطة مفصلية في تاريخ أقدم حزب في المغرب، حيث سينعقد المجلس الوطني لحزب الاستقلال لانتخاب أمين عام جديد و لجنة تنفيذية جديدة، علما أن الحزب يواجه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه خطر الإنشقاق.

نشر
عبد الواحد الفاسي و حميد شباط و الأمين العام الحالي عباس الفاسي جنبا إلى جنب
مدة القراءة: 2'

ازدادت حدة التوتر داخل حزب الإستقلال الذي يعد أقدم حزب في المغرب -فقد تأسس فعليا إبان تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال سنة 1944- بعدما فشل المؤتمر السادس عشر الذي انعقد في يونيو الماضي ولأول مرة٬ في تاريخ هذا الحزب في انتخاب قيادة جديدة.

و يتنافس رجلان قويان داخل الحزب هما عبد الواحد الفاسي نجل القائد التاريخي للحزب علال الفاسي، و حميد شباط الكاتب العام للإتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي للحزب، و الذي يشغل أيضا منصب عمدة مدينة فاس.

و يتخوف الكثير من القياديين داخل الحزب من أن تعصف الخلافات الحادة بين الرجلين بوحدة الحزب وتجعله عرضة للإنقسام، و لم تنجح المبادرات السابقة للتقريب بين الفاسي و شباط في إيجاد حل وسط، فقد رفض هذين القياديين القويين داخل الحزب المشارك في الإئتلاف الحكومي التخلي عن طموحهما في الفوز بالأمانة العامة.

و سبق لحميد شباط أن صرح لجريدة الشرق الأوسط أن فوز عبد الواحد الفاسي الذي اعتبره عدوا للديمقراطية سيكون كارثة على المغرب و ليس على الحزب فقط، و عبر عن رفضه لما أسماه التوريث داخل حزب الإستقلال، و اعتبر الأشخاص الدين يدعمون الفاسي هم فقط المستفيدون من طريقة إدارة آل الفاسي للحزب وممتلكاته.

و انتقد شباط في هذا الحوار وزراء حزبه بشدة وقال أنه لو كان على رأس الحزب لطلب من عاهل البلاد إقالة نزار البركة وزير الإقتصاد و المالية.

أما عبد الواحد الفاسي، فقد اعتبر حميد شباط غير مؤهل لقيادة الحزب، "لأنه ببساطة لا يصلح" على حد قوله في إحدى تجمعات أنصاره، و اعتبر أن حديث شباط عن الأفكار والبرامج لا يتفق وانخراطه في إثارة قضايا تافهة تتحدث عن التوريث والعائلة، وذلك من أجل تغليط المناضلين الذين طالهم التجريح أيضا، عندما سمح لنفسه بوصف الاستقلاليين بـ"بقر علال"، والكلام لعبد الواحد الفاسي.

فهل سيشكل يوم الأحد المقبل آخر فصل من فصول المواجهة بين شباط و الفاسي بفوز واحد منهما بالأمانة العامة للحزب، أم أنه سيشكل منعطفا في تاريخ الحزب الذي يعد من بين أكبر الأحزاب المغربية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال