القائمة

أخبار  

العلاقات التونسية المغربية.. تاريخ من الأزمات والتضامن بين البلدين

بعد سنوات طويلة من الدفء في العلاقات المغربية التونسية، طفا على السطح توتر دبلوماسي حاد بين البلدين خلال الأيام الماضية. ويعود أول خلاف دبلوماسي بينهما إلى سنة 1960 حول موريتانيا. لكن بعد سنوات عادت الأمور إلى نصابها، وكان المغرب يصر بعد ذلك على التضامن مع تونس في عهد الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس.

نشر
الملك الحسن الثاني رفقة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة
مدة القراءة: 3'

تسبب استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي في قصر قرطاج، في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين المغرب وتونس، وقام المغرب باستدعاء سفيره للتشاور، فيما ردت تونس بقرار مماثل.

وتعود أول أزمة دبلوماسية بين البلدين المغاربيين بعد نيلهما الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، إلى سنة 1960، إثر إعلان قيام الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وقرار الرئيس الحبيب بورقيبة رعاية ترشيحها لعضوية الأمم المتحدة.

وتسبب قرار بورقيبة في توتر دبلوماسي شديد بين البلدين، استمر إلى غاية سنة 1964، وبدأت الأمور تعود إلى نصابها ستة 1964، بعد زيارة الحسن الثاني لتونس، وطويت صفحة التوتر بشكل نهائي، بعد قرار المغرب الاعتراف  بالدولة الموريتانية في عام 1969.

المغرب مستعد عسكريا للدفاع عن تونس

ومع بروز نزاع الصحراء قرر النظام التونسي البقاء على مسافة واحدة من أطراف النزاع، بل وحاول الحبيب بورقيبة التوسط بين المغرب والجزائر، غير أن مساعيه باءت بالفشل.

وفي سنة 1980، واجهت تونس عملية مسلحة لقلب النظام، قام بها كوموندوس من المعارضين التونسيين ذوي التوجه العروبي، كانوا مدعومين من الزعيم الليبي معمر القذافي بعد تسربهم إلى مدينة قفصة عبر مدينة تبسة بالجزائر، ما أدى إلى توتر في علاقات تونس مع ليبيا والجزائر أيضا.

وبعد أسبوع من الهجوم، استعاد الجيش التونسي السيطرة على المدينة، وأعلن الحسن الثاني رفضه للعملية، وقال في حوار مع قناة فرنسية "الاستقرار في تونس لا يمكن أن يتزعزع، لأن تونس هي شعب، ولا يمكن زعزعة استقرار شعب".

وأضاف الحسن الثاني "يمكن للبلد أن يتعثر ويتأخر لسنوات، لكن لا يمكن مسح وعي الشعب التونسي"، مضيفا "أن لتونس أصدقاء لن يكتفوا بالدفاع عنها في الصحافة والراديو... عسكريا وفي حال تعرضت تونس لهجوم، نحن مستعدون لنكون إلى جانب الشعب التونسي".

تضامن مستمر

وبقيت العلاقات جيدة بين البلدين، وفي سنة 2014، تعرضت تونس لسلسلة من الهجمات الإرهابية، من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش، ما تسبب في تراجع عدد السياح الوافدين، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

آنذاك قرر الملك محمد السادس الذي توجه في زيارة إلى تونس، التعبير عن تضامنه مع هذا البلد المغاربي بطريقته الخاصة، ومدد إقامته لأيام أخرى، وبدأ يجوب شوارع العاصمة ويلتقط الصور مع المواطنين، لتشجيع السياحة في البلاد، وهو ما قابله الرئيس التونسي آنذاك المنصف المرزوفي بالترحيب.

وفي 9 يوليوز 2016، وبعد ثلاثة أسابيع من الهجوم الإرهابي على سوسة، سافر وزير الخارجية السابق صلاح الدين مزوار إلى تونس "حاملاً رسالة تضامن وصداقة" من محمد السادس إلى الرئيس التونسي الجديد الباجي قائد السبسي. 

لكن ومع وصول قيس سعيد إلى الحكم في أكتوبر 2019، بدأت العلاقات المغربية التونسية تتدهور، وحاول المغرب تجاوز الوضع حيث سافر وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى تونس في يونيو 2020 ويوليوز 2021، والتقى الرئيس قيس سعيد وسلمه رسائل من الملك محمد السادس.

كما تفاعل المغرب مع دعوة الحكومة التونسية لمساعدتها في مواجهة موجة جائحة كورونا في يوليوز 2021، وأمر محمد السادس بإنشاء جسر جوي بين البلدين وتشييد مستشفى عسكري ميداني، على بعد حوالي 14 كيلومترًا من العاصمة. وبعد تجاهل المبادرة المغربية في البداية قام قيس سعيد بزيارة المستشفى الميداني وأشاد بالمساعدات المغربية.

لكن وبعد ثلاثة أشهر قررت تونس التخلي عن حيادها في نزاع الصحراء، وفي أكتوبر 2021 امتنعت عن التصويت على القرار 2602 من مجلس الأمن حول الصحراء، وفي دجنبر  من نفس العام ، شاركت الحكومة التونسية في اجتماع، نظمته الجزائر في وهران بهدف دفع الدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن للدفاع عن البوليساريو بشكل أفضل. 

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال