القائمة

أخبار  

دياسبو # 258 : فتاح عبو.. مغربي يدرس الأمريكيين الموسيقى الأمازيغية

أسس المهاجر المغربي فتاح عبو، فرقة موسيقية أمازيغية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقدم حفلات في عدة دول، وإلى جانب ذلك يدرِّس الأمريكيين الموسيقى الأمازيغية، ويأمل مستقبلا، في إنشاء فروع لمدرسته وتوسيع مجال اهتمامها، ليشمل باقي الأنواع الموسيقية المغربية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

يرتبط فتاح عبو، بالموسيقى الأمازيغية منذ نعومة أظافره، بحكم ترعرعه في منطقة تعرف بالأغاني الأمازيغية الجماعية، وبعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الألفية الثالثة، لم يفارقه حب هذه الموسيقى، وأخذ على عاتقه مهمة التعريف بها في بلاد العم سام.

ولد فتاح سنة 1973 في قرية قرب شيشاوة، وبعد أن تلقى تعليمه الابتدائي بها، انتقل رفقة عائلته إلى إمنتانوت التي درس بها الإعدادي والثانوي.

وقال لموقع يابلادي إن علاقته بالموسيقى بدأت في القرية التي ولد بها، والتي تعرف بالعديد من الألوان الموسيقية الجماعية، كأحواش وتاسكيوين، كما أن والدته كانت كثيرة الاستماع إلى فن الروايس.

"أثناء دراستي الثانوية، أسست رفقة أصدقائي فرقة موسيقية، وكنا نغني في الأعراس والحفلات موسيقى الروايس وإزنزارن...، كان يقتصر نشاطنا الموسيقي على العطلة الصيفية، ومع العودة إلى المدرسة كان آباؤنا يطلبون منا التركيز على الدراسة".

فتاح عبو

بعد ذلك توجه إلى مراكش من أجل متابعة دراسته بجامعة القاضي عياض تخصص أدب إنجليزي، وبعد حصوله على الإجازة، بدأ يفكر في الهجرة إلى الولايات المتحدة، بحثا عن حياة أفضل.

الاستيقاظ من السبات

وفي سنة 2000، وصل إلى كاليفورنيا، وقال "نظر للصدمة الثقافية لم أعد أهتم بالجانب الموسيقي الذي تربيت عليه، قضيت سنة دون أن ألمس أية آلة موسيقية، كما لم أخبر أحدا عن اهتمامي وولعي بالموسيقى الأمازيغية، لأنني كنت أعاني من مركب النقص، وكنت أرى تراث الآخر أفضل من تراثنا، كنت أعتقد أن لا أحد سيهتم بالموسيقى الأمازيغية".

"في أحد الأيام، كنت جالسا في مقهى، وبدأ أحد الأشخاص يعزف على آلة البانجو، ودون أن أشعر قمت وجلست بجانبه، عندما انتهى طلبت منه أن أعزف لبضع دقائق، وبدأت أعزف الموسيقى الأمازيغية، وتابعني باهتمام وعلامات الاندهاش بادية على محياه".

فتاح عبو

وتابع "وبعيدا منا ببضعة أمتار، كانت سيدة تتابع عزفي باهتمام، توجهت نحوي، ومدتني برقمها الهاتفي، وأخبرتني أنها تقدم برنامجا إذاعيا يهتم بالموسيقى، وعبرت لي عن رغبتها في استضافتي".

ولبى فتاح الدعوة، وشارك في البرنامج، وتفاعل المستمعون مع عزفه، وعبروا عن في مكالمات هاتفية مباشرة عن إعجابهم به.

وقال "آنذاك علمت أن هذه الموسيقى لها قيمة، وأني غير واع بذلك، وأنه علي بدل مجهود لتثمينها والتعريف بها".

أمريكيون يؤدون أغاني أمازيغية

إثر ذلك أسس فتاح عبو فرقة موسيقية، رفقة أمريكيين، كان يغني وهم يعزفون، وبعد مدة قرر تأسيس فرقة احترافية، أطلق عليها اسم "أزا"، تضم مغربيا آخر إلى جانبه، وأربعة أمريكيين، وسجلت المجموعة أول ألبوم سنة 2003، تحت عنوان "ماريكان".

وتقدم المجموعة سهرات في المهرجانات في أمريكا وكندا وأوروبا، وفي المغرب أيضا، وفي شهر يوليوز الماضي شارك فتاح عبو في مشروع موسيقي بولاية نيو ميكسيكو.

وتقوم فكرة المشروع على استضافة موسيقيين من مختلف الثقافات، وخصصت نسخة هذه السنة لموسيقى حوض البحر الأبيض المتوسط.

وقال "اتصل بي المنظمون ووافقت، على المشاركة في المشروع الذي يطلق عليه اسم "الحج"، طبعا الحج لا يحمل دلالات دينية، وإنما يعنون به السفر، تم تقديم موسيقى من لبنان ومصر وإسرائيل وتركيا وفرنسا وإسبانيا، ومثلت أنا شمال إفريقيا".

وقدم فتاح عبو ثلاث سهرات، وأكد أنه "بعد إعجاب مدير المشروع بالأغاني التي كنت سأقدمها، قام ببرمجتها في النهاية، وهو تشريف لنا، تراوح الحضور بين 800 وألف شخص، كما تم بث الحفل عبر منصات على الأنترنيت".

وإلى جانب المجموعة الغنائية، يعمل فتاح أيضا على تعليم أمريكيين الموسيقى الأمازيغية، وقال "منذ 2017، أحرص على اصطحاب طلابي إلى المغرب، هذه السنة قاموا بتقديم أغاني أمازيغية أمام المغاربة، في تزنيت وأكادير...، كما التقينا مع طلبة وتلاميذ".

ويتوفر فتاح على مدرسة لتعليم الموسيقى، كما أنه خصص جزءا من منزله للغرض ذاته، وقال "هناك إقبال، هذه السنة أدرس حوالي 20 طالبا، حلمي هو توسيع المدرسة، وتأسيس فروع في جهات أخرى، وعدم الاقتصار على الموسيقى الأمازيغية، وإنما تدريس باقي الأنواع الموسيقية المغربية".

وأنهى حديثه قائلا "أنا أقوم بهذا العمل بحب وقناعة، عندي ارتباط كبير بالمغرب، أقوم بما يلزم بوسائلي للتعريف بالثقافة المغربية، ولا أتنظر مقابلا من أحد".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال