القائمة

أخبار

هل يتغير موقف البرازيل من قضية الصحراء بعد وصول دا سيلفا للسلطة؟

يعتبر حزب العمال البرازيلي، الذي ينتمي إليه لولا دا سيلفا الرئيس المنتخب حديثا، من بين الأحزاب الداعمة لجبهة البوليساريو. فها سيخضع الرئيس الجديد لضغوط حزبه، أم أنه سيحافظ على سياسة البرازيل "المعتدلة" بخصوص ملف الصحراء.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

فاز الرئيس اليساري الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية التي جرت بالبرازيل نهاية الأسبوع، بحصوله على 50.9% من الأصوات، مقابل 49.1% لمنافسه المنتهية ولايته جايير بولسونارو مرشح أقصى اليمين.

وقال بعد إعلان النتائج إن بلاده "عادت" إلى الساحة الدوليّة ولم تعد تريد أن تكون "منبوذة"، وتابع "اليوم نقول للعالم إنّ البرازيل عادت".

ورحب زعماء العالم بانتخابه، كما هنأه زعماء أمريكا اللاتينية بعودته لرئاسة أكبر دولة في المنطقة  معززًا المد اليساري، فبفوزه انضمت البرازيل إلى قائمة الدول التي يحكمها اليسار والتي تضم كولومبيا والمكسيك والأرجنتين وتشيلي وبيرو، وبوليفيا و فينزويلا. وسبق للولا دا سيلفا ان انتخب سابقًا لولايتين رئاسيتين بين العامين 2003 و2010.

سليفا وقضية الصحراء

وبعد تراجع تأثير جبهة البوليساريو في أمريكا اللاتينية خلال السنوات الماضية، مكنتها عودة اليسار إلى الحكم في عدد من دول المنطقة، من العودة إلى الواجهة، وكسب اعتراف بعض الدول بـ"جمهوريتها" المعلنة من طرف واحد.

ولم يسبق للبرازيل أن اعترفت بـ"جمهورية" البوليساريو، غير أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس المنتخب حديثا، يعتبر من بين الأحزاب الداعمة للجبهة الانفصالية في أمريكا اللاتينية.

وسبق للملك محمد السادس أن التقى، بالرئيس البرازيلي المنتخب، في ولايته الأولى سنة 2004، ضمن جولة في أمريكا اللاتينية، زار خلالها أيضا المكسيك والبيرو وتشيلي والارجنتين.

لكن، وفي عهد خلفه الرئيسة ديلما روسيف (1 يناير 2011 - 31 غشت 2016)، والتي تنتمي لنفس الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس المنتخب، صادق البرلمان البرازيلي في شهر غشت من سنة 2014 على قرار بالإجماع يؤيد الاعتراف بالبوليساريو كدولة، والأكثر من ذلك قارن المشرعون البرازيليون في قرارهم بين قضية فلسطين، وقضية الصحراء.

وجاء آنذاك في نص القرار الذي يخاطب رئيسة البلاد ديلما روسيف "تحظى فخامتك بدعمنا الكامل والمطلق من أجل اتخاذ القرار الذي يتم بموجبه التأسيس لبداية العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية، بالشروط والضوابط نفسها التي تم بها إنشاء العلاقات الديبلوماسية آنذاك مع دولة فلسطين".

ورغم ذلك لم تتخذ الرئيسة البرازيلية قرار الاعتراف بـ"جمهورية" البوليساريو، نظرا لأنها كانت تحاول اتخاذ مواقف أكثر اعتدالا فيما يخص القضايا الدولية.

وخلال هذه الفترة نشط حزب العمال، بشكل كبير في الدفاع عن أطروحة البوليساريو، وخلال مؤتمره الخامس الذي عقد في يونيو من سنة 2015، والذي تميز بحضور رئيسة البلاد آنذاك ديلما روسيف والرئيس الأسبق (المنتخب حديثا) لولا داسيلفا، صادق على وثيقة السياسة الخارجية التي تضمنت دعمه لـ"نضال الشعب الصحراوي الذي يخوضه من اجل اقامة دولته الحرة والمستقلة".

وخلال مؤتمره السادس الذي عقد في يونيو من سنة 2017، أعاد الحزب التأكيد على "تضامنه مع الشعب الصحراوي".

وفي شهر دجنبر من نفس السنة، زار وفد من الحزب، مخيمات تندوف، والتقى بزعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي.

الموقف من الصحراء بين اليمين واليسار

وبعد تولي جايير ميسياس بولسونارو الذي ينتمي للحزب الليبرالي الاجتماعي اليميني المحافظ، في شهر يناير من سنة 2019 السلطة، وتراجع الأحزاب اليسارية داخل البرلمان، بدأت الأمور تأخذ منحى آخر، وانتقلت المؤسسة التشريعية البرازيلية من الدعوة إلى الاعتراف بـ"جمهورية" البوليساريو بالإجماع، إلى دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يعتبره المغرب الخيار الوحيد لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية.

وصادق مجلس الشيوخ البرازيلي في شهر يونيو من سنة 2019، على ملتمس يدعو لتأييد مقترح الحكم الذاتي، بأغلية 62 صوتا من مجموع 81 عضوا.

وبعد العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية لتحرير معبر الكركرات، في نونبر من سنة 2020، دعت البرازيل، إلى ضمان حركة الأشخاص والبضائع "دون عوائق" على مستوى المعبر الحدودي مع موريتانيا.

كما أن البرازيل كانت خلال عهدة الرئيس المنتهية ولايته، من بين زبناء المكتب الشريف للفوسفاط، رغم محاولات جبهة البوليساريو الضغط على الشركات البرازيلية، ودعوتها لعدم استيراد الفوسفاط المستخرج من الصحراء.

لكن، ومع وصول سيلفا إلى الحكم في البرازيل، بات من المؤكد أنه السياسة الخارجية لبرازيليا ستشهد تغيرا كبيرا، لكن المصالح الاقتصادية والأمن الغذائي للبرازيل في السياق العالمي الحالي، تدفع إلى استقرار العلاقات مع الرباط، لكون المكتب الشريف للفوسفاط يعتبر لاعباً أساسياً في الحفاظ على الأمن الغذائي بهذا البلد.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال