القائمة

أخبار

نجم الكرة المغربية عبد الرزاق خيري يسترجع ذكريات ملحمة مونديال 1986

دخل الدولي المغربي السابق عبد الرزاق خيري التاريخ من بابه الواسع كأول مغربي يسجل هدفين في كأس العالم. وذلك في نسخة 1986. فماهي الأشياء التي مازالت خالدة في ذاكرته من تلك المشاركة. وكيف ينظر لمستوى المنتخب المغربي في قطر؟

(مع DW)
نشر
DR
مدة القراءة: 4'

عبد الرزاق خيري أنت من نجوم الكرة القدم ومن الأسماء التي تألقت في كأس العالم مكسيكو 1986. وأهدافك الجميلة لا يزال يتذكرها الجمهور المغربي والعربي. كيف ترى مستوى المنتخب المغربي الحالي في مونديال قطر ؟

عبد الرزاق خيري: أرى أن المنتخب المغربي يخطو بثبات نحو التأهل لدور الثمن النهائي في مونديال قطر. وأظن أنه قدم أداء متميزا في المباريات التي أجراها لحد الآن ونتائجه جد مشجعة. أتمنى أن يستمر في هذا التفوق وأن تكون المباراة الأخيرة أمام كندا مباراة إثبات الذات وفرصة إن شاء الله للحصول على المركز الأول لتجنب المنتخب الإسباني في الدور المقبل.

هناك من يشبه الجيل الحالي من المنتخب المغربي بجيل نسخة 1986 وتوقعوا أن يحقق المنتخب المغربي هنا في قطر نفس نتائج مكسيكو 86 يعني تعادلين وفوز وبالتالي التأهل كمتصدر للمجموعة. هل ترى قواسم مشتركة بين هذا المنتخب والمنتخب الذي مثلته في مونديال 1986 بالمكسيك؟ 

أكثر المتفائلين لم يكن ينتظر أن يظهر المنتخب المغربي بهذه القوة. لكن اللاعبين أبانوا على كفاءات وقدرات هائلة . نحن كنا واثقين بأنهم سيقدمون كأس عالم ممتازة. وكما تعلم أن المغاربة في التظاهرات الكبرى يكون حضورهم متميزا مثلما حصل معنا في نسخة 1986 وأيضا مع الجيل الذي خلفنا في نسخ أخرى من كأس العالم . والحمد لله لدينا من الطاقات والمواهب القادرة على مجاراة المنتخبات الكبرى.

نرجع بك للوراء عبد الرزاق خيري لنسخة مكسيكو 86 ماهي الأشياء التي مازالت عالقة بذاكرتك من ذلك الإنجاز؟

خيري: بطبيعة الحال كانت ملحمة تاريخية لأول مرة استطاع منتخب عربي وإفريقي يتأهل لدور الستة عشر. والمباراة التي تظل خالدة في الأذهان هي مباراتنا ضد البرتغال التي سجلت فيها هدفين. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يسجل فيها لاعب مغربي هدفين في كأس العالم وبعدها سار اللاعبان صلاح الدين بصير وكاماتشو على نفس المنوال وسجلا أيضا هدفين في مونديال 1998 في فرنسا.

واعتقد أن مباراة المغرب والبرتغال في مكسيكو 86 كانت أحسن مباراة لعبها المنتخب المغربي. وربما أيضا كانت هي المفتاح لباقي البلدان العربية والإفريقية لمقارعة المنتخبات الأخرى. وهو ما حدث بالفعل حيث شاهدنا منتخبات مثل غانا والكاميرون والسنغال وأيضا السعودية تصل لأدوار متقدمة في كأس العالم. 

لكن للأسف نحن العرب والأفارقة عندما نصل إلى دور الستة عشر أو دور الثمانية نعتقد أننا حققنا كل شيء وبالتالي لا نتمكن من مواصلة التألق وهذا هو الفرق بيننا وبين الأوروبيين. لكن رغم ذلك تبقى المشاركة ممتعة ومشرفة لحد الآن للمنتخب المغربي.

نبقى مع ملحمة ميكسيكو 86 بعد تحقيق التأهل للدور الثاني. كيف كانت الأجواء والفرحة في ذلك الوقت؟ هل مازلت تتذكر شيئا من ذلك؟

أتذكر أن المغاربة في جميع مدن المملكة المغربية خرجوا للشوارع للتعبير عن فرحهم وهو تقريبا ما يتكرر مع منتخبنا الحالي ونحن بدورنا أصبحنا نخرج للشارع للتعبير عن فرحنا بعدما كنا أنا وجيلي من اللاعبين سببا في خروج الجمهور للشوارع. 

في 86 كانت فرحة عارمة داخل مستودع الملابس وحتى في مقر إقامتنا آنذاك. وكان هناك شخص يمدنا بالقوة ونستمد منه القوة وهو جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني الذي كان يتصل بنا يوميا بالهاتف ويتحدث مع جميع اللاعبين بشكل مباشر وشكل لنا ذلك حافزا معنويا. وبعد تأهلنا لدور الستة عشر قال لي الملك الحسن الثاني رحمه الله شخصيا "انظر يا ولدي المغاربة قاطبة لن ينسوا هذه اللحظة التاريخية التي صنعتموها في كأس العالم ونحن لن ننسى لكم هذا الجميل". وكان هذا حافزا معنويا كبيرا لنا.

هل فعلا كان الملك الراحل الحسن الثاني يقدم أيضا خطة اللعب للاعبين في مكسيكو 86؟

الحسن الثاني كان عبقريا ومتمكنا في الكثير من المجالات. لن أقدر على الجزم بأنه كان يتدخل في خطة اللعب لكنه كان على اتصال مباشر مع مدرب المنتخب المغربي آنذاك المهدي فاريا وبشكل دائم . ربما كانت تدور بينهما مناقشات وتبادل للأراء حول اللاعبين والخطط. وأعتقد أنه كانت لديه لمسة داخل منتخب 86. 

توقعاتك لمباراة المغرب وكندا؟ 

المستوى والنتائج التي بلغناها لحد الآن لا تسمح لنا بالخسارة واعتقد أن المدرب وليد الركراكي سيعمل على ضمان نتيجة التعادل على الأقل حتى لا يدخل في حسابات معقدة. وأعتقد أن التعادل يكفينا للمرور للدور الثاني. وستبقى في الأخير مسألة حسابات. فالفوز قد يجعلنا نتصدر المجموعة وربما نتفادى مواجهة المنتخب الإسباني في الدور المقبل ونلعب أمام ألمانيا. كلها حسابات معقدة لكن المهم هو المرور إلى دور الستة عشر وآنذاك مهما يكن المنافس سيتم التعامل معه بعقلانية وبطريقة ذكية. ونتمنى أن نكون موفقين هذا المرة ونصل إلى أبعد نقطة ممكن في كأس العالم بإذن الله.

اجرى الحوار هشام الدريوش-الدوحة 

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال