في الوقت الذي تلتزم فيه الأحزاب السياسية في الجزائر، من مختلف التوجهات، الصمت تجاه قرار مجلس الأمن الأخير بشأن نزاع الصحراء، خرج الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بانتقاد لاذع لما وصفه بغياب النقاش المجتمعي الحر حول قضية الصحراء "حتى لا نفاجأ بهذا التحول".
وعلى خلاف الخطاب الذي تتبناه وسائل الإعلام الجزائرية، التي تحاول الترويج لما تعتبره "نجاح الجزائر في إدخال تعديلات على المسودة الأمريكية"، أكد مقري في تدوينة مطولة على صفحته في فيسبوك أن مجلس الأمن اعتمد " قرارا ينص على أن منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية قد يكون الحل الأنجع للقضية القائمة منذ خمسين عاما ويدعو الأطراف المعنية إلى الدخول في مفاوضات على هذا الأساس".
كما طرح مقري جملة من التساؤلات التي قال إنها لا تناقش في الجزائر من قبيل: "لماذا امتنعت الجزائر عن المشاركة في التصويت؟ هل هو تسليم بالأمر الواقع؟ أم أنه خضوع لضغوطات ما؟"، و"لماذا لم يحمّل ممثل الجزائر المسؤولية للولايات الأمريكية المتحدة "حاملة القلم" المسؤولة عن هذا التحول الدراماتيكي؟".
وأضاف متسائلًا: "كيف نقيم التضحيات الكبيرة التي قدمتها الجزائر بسبب هذا الملف؟ وما تقييم الخسائر؟ من المسؤول؟ ومن يحاسب على هذا؟".
ولم يستبعد مقري أن تواصل الولايات المتحدة ضغوطها على دول المنطقة وعلى جبهة البوليساريو خلال المفاوضات المرتقبة لصالح خيار الحكم الذاتي، متسائلًا: "هل لتصريحات المسؤولين الأمريكيين بخصوص إصلاح العلاقات بين المغرب والجزائر علاقة بهذا التحول؟".
وتابع متسائلًا عن «مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية بعد هذا التطور»، وعن "موقف ونفسية المزايدين الانتهازيين، من أحزاب ومنظمات وشخصيات، الذين كانوا يصعدّون بشأن ملف الصحراء الغربية؟"، معبرا في الوقت نفسه عن استغرابه من غياب "الذباب الإلكتروني" قائلاً بسخرية " هل سيشنون حملات على هذا القرار وضد الولايات الأمريكية المتحدة؟ أم أنهم يمتنعون عن ذلك توافقا مع موقف الامتناع عن المشاركة في التصويت الرسمي؟".
وختم مقري تدوينته بسؤال يحمل نبرة أسف: هل ضيّعت دول المنطقة "فرصة الوصول إلى الحل عبر الحوار" خلال "السنوات الطويلة الماضية بما يضمن الحقوق ومصالح الجميع دون تدخل أجنبي؟".


chargement...



