القائمة

الرأي

بالدارِجة وعلاش لاَّ؟

رميُ حجرٍ في البركة، خير من تأمُل الوَحْل.. هذا ما حاوله الفاعلُ المدني نور الدين عيوش من خلال توصيات مذكرتُه حول التربية والتعليم ..

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

 بتوصيته الجريئة التي تقترح التدريسَ بالدارجة في المرحلة الابتدائية، يكون قد رمى الحجارة الأولى في البِركة الساكنة، التي ركدت بفعل تراكم الوحل والنفايات والجثث التي خلفتها حرب الإبادة الثقافية في حق أبناء الشعب، بسبب الاختيارات الفاشلة للسياسة التعليمية.

لا يهم هل توصية التدريس بالدارجة صائبة أم خاطئة، ولا يهم الآن أن نحسم وبسرعة في اختيارنا اللغوي، المهم هو أن لا نترك البركة راكدة..علينا تحريك دوائرها بالنقاش الرزين بدون تشنج إيديولوجي، وعلينا أن نواجه الحقيقة ونعترف بأن هناك خللا عضويا في منظومة التعليم سببه الانفصام اللغوي وسياسة التعريب.. علينا أن نفتح حوارا مجتمعيا ونحاول ابتكار حلول بديلة وناجعة، بدل تخوين الآخرين والاختباء خلف نظرية المؤامرة، أو الاحتماء بقداسة اللغة العربية، أو الاكتفاء بالقول بأن اللغة الوطنية قد حُسمت دستوريا ونغلق باب النقاش. 

اللغة «طابو» حارق لا يجرؤ أحد على الاقتراب من لهيبه، إنه الملف المسكوت عنه من طرف كل النخب السياسية.. الكل يتحدث عن فشل منظومة التربية والتكوين، لكن لا أحد يعترف بالحقيقة وبأن أحد أهم أسباب هذا الفشل كان الاختيار الخاطئ لتعريب التعليم واعتماد لغات غير منسجمة ومتغيرة خلال المسار التعليمي، اختيار يعيق التحصيل المعرفي ويحد من أفق الترقي العلمي، ويتسبب في تدني مستوى التلميذ المغربي في الكثير من المواد، أولها اللغة العربية نفسها.

كل التقارير الدولية تشخص واقع التعليم بالكارثي وتصنفنا في أدنى المراتب، والكل يعترف بالأمر الواقع، لكن لا أحد يجرؤ على النبش في الجرح المفتوح  وكشف العلة اللغوية المعيقة للمنظومة التعليمية خوفا من حملات التكفير والتخوين. لهذا يفضل أصحاب الحل والعقد على مدار الحكومات المتعاقبة، إما تجاهل المشكل أوالاكتفاء بإصلاحات ترقيعية تجنبا للاصطدام السياسي مع مناصري التعريب الذين يوظفون أسلحة الهوية والقومية والمقدس..

استمرار الوضع اللغوي المرتبك على ما هو عليه، هو الحل السهل الذي يلجأ إليه أصحاب القرار، مادام الأمر لا يعنيهم، أو بالأحرى، لا يعني أبناءهم الذين حسموا في هويتهم اللغوية واختاروا أن يَكُونوا سلوكا وثقافة وفكرا ناطقين بلغات مدارس البعثات الأجنبية، التي تؤهلهم شهاداتها للترقي والفوز بأعلى المناصب؛ وما تبقى من أبناء الشعب أو فئران التجارب لسياستهم المتعثرة، فليغرقوا في وحل البركة، وليواجهوا مصيرهم بهشاشة لغوية لا هي تربطهم بواقعهم اليومي ولا هي تفتح لهم أبواب العالم .

مأساتنا اللغوية، هي أننا ممزقون لسانيا ووجدانيا وفكريا وطبقيا بين عدة لغات،  لغة نتكلم بها، ولغة نكتب بها، لغة نلبسها لنترقى اجتماعيا، ولغة تلبسنا لنتواصل إنسانيا، لغة للعبادة، وأخرى للحب، لغة للسياسة، ولغة للاقتصاد، لغة للمراسلات الرسمية، ولغة للرسائل الهاتفية، لغة نبدأ بها التعليم الأولي ولغة ننهي بها رحلة الفشل...

 تائهون نحن بلا هوية لغوية مشتركة تشبهنا وتجمعنا ونفخر بها على منصات التتويج في العلوم والثقافة والفنون دون حاجة لتقمص لغات الآخرين.. تائهون في دائرة لغوية مغلقة ومنغلقة، لن يخرجنا منها إلا الحوار المجتمعي والمواجهة والجرأة في طرح الأسئلة الحارقة، بالحرقة نفسها التي  تطرحها أغنية ناس الغيوان بدارجتنا الجميلة والمعبرة: وَاشْ احْنَــا هُمَــا احْنــَا أَقـْلْبـِــــي وْلا مُحــَـــالْ؟؟؟

منبر

فاطمة الإفريقي
إعلامية
فاطمة الإفريقي
الدارجة لماذا؟
الكاتب : Lord-Jawad
التاريخ : في 19 نوفمبر 2013 على 22h15
أما عن استعمال الدارجة :

((ملاحظة : الدارجة تستعمل للتدريس الآن .. شرح الدرس يتم بالدارجة .. يعني توظف كل لغة لمجالها .. الدارجة : شفويا .. والفصحى : كتابيا))

الدارجة كلغة للتعليم (شفويا وكتابيا) .. لماذا؟ .. هل يجد التلاميذ صعوبة في تعلم الفصحى؟ .. لا .. هل يجدون صعوبة في التعلم بالفصحى؟ .. لا .. لماذا الدارجة إذن .. أولا : لأن المفرنسين لا يجيدون الفصحى .. وهم أصحاب فكرة التدريج .. وثانيا : لإبعاد المغاربة عن الفصحى وعن الوطن العربي وعن الإسلام

الدارجة كلغة للتعليم .. أي دارجة؟ .. الشمالية؟ .. الشرقية؟ .. الغربية؟ .. البدوية؟ .. أم الجنوبية؟ .. الدارجة كلغة للتعليم

الدارجة كلغة للتعليم .. الدارجة لم تكن يوما لغة علوم .. لتصبح كذلك يجب إغناؤها بكم هائل من المفردات من الفصحى .. ويجب ترجمة كل ما كتب بالفصحى إلى الدارجة

ومع كل هذا .. إذا كان التعليم العالي أيضا سيكون بالدارجة وليس بالفرنسية .. فأنا مع التدريج

وأما عن لوم التعريب :

(طاحت الصمعة، علقوا الحجام) .. مظامنا التعليمي فاشل، التعريب هو المسؤول .. كيف ذلك؟ .. أليست الدارجة لهجة عربية؟ .. أليست أقرب لغة للدارجة هي الفصحى؟ .. إذا لم يتمكن التلاميذ من الفهم بالعربية هل سيفهمون بالفرنسية؟

أنا درست بالفرنسية .. قرأت ملحمة "الأمير حمزة البهلوان" (أربع مجلدات) وأنا ابن 10 سنين .. بينما لم أتمكن من قراءة رواية بالفرنسية حتى صار عمري 15 سنة .. ومع ذلك بالفرنسية درست الرياضيات والفيزياء والطبيعيات .. أيعقل هذا؟ .. وجاء التعريب ليصحح هذا الوضع الخاطئ .. ولكن المفرنسين حالوا دون استكمال عملية التعريب .. فبصار تعليمنا أعرج .. اليوم نحن بين من أقحم الأمازيغية .. ومن يريد التدريج .. ومن يريد الرجوع للفرنسية

الحقيقة : ما دام كل يغني على ليلاه .. لماذا لا نجعل المسألة اختيارية بلغة واحدة من السنة الأولى إلى الدكتوراه؟ .. عربية فصحى .. أو عربية دارجة .. أو أمازيغية ..أو فرنسية
تدني المستوى اللغوي والعلمي للجميع
الكاتب : MPHilout
التاريخ : في 18 نوفمبر 2013 على 12h15
المشكل بالمغرب ليس هو اللغة الأولى أو الثانية أو الثالثة وإنما هو مستوى أبي، أمي وأهلي، ومن جاورني. كثير هو اللغو وقليل هو ما يسمن أو يغني من جوع. مستوى ثقافي وعلمي نحيف ضعيف في اللغات الثلاث أو الأربع التي نسمعها طيلة أيامنا. فلو كانت الدارجة متمكنة من كل جوانب الحياة والتقنية والطب ...أو لو كانت اللغة الفصحى مستعيبة لكل مناجي الحياة أو لو كانت الأمازيغية بمثل ذلك لما طرحنا مشكل اللغات المستعملة التي ما زال من يتداولها ضعيف المستوى.
الحل هو : فلنختر أي لغة شئتم ولن نتقنها ولنتشبث بها ولنملأها بمحتوى عصري وليس بما ورثناه عن مسلم والبخارى ومن جاور قبرهما وعصرهما.
أحمد الرواس
الكاتب : الرواس
التاريخ : في 17 نوفمبر 2013 على 21h00
هذا الاقتراح هو ردة نحو التخلف لأن تطبيقه يعني حرمان التلاميذ في المرحلة الابتدئية من الاستفادة من أي كتاب أو نشرة بالعربية الفصحى.. مع توفرها بكثرة و عدم توفر كتب علمية أو أدبية جادة بالدارجة.
و يعني أيضا القطيعة مع العربية التي تجمعنا مع محيطنا العربي و الإسلامي فبدل التفكير في الدفع نحو الانفتاح على محيط غني و استراتيجي واعد قوامه أكثر من 400 مليون إنسان، و يضم مآت الملايين من المؤلفات و الكتب و ضارب في الحضارة الإنسانية و مؤثر في كل اللغات الأوروبية و الأسيوية و ضاربا جذوره في التاريخ و الحاضر نريد أن نكبت أنفاس فلذات أكبادنا داخل زنازن اللهجات المحلية و التي تختلف من منطقة إلى أخرى.
إنها مؤامرة بكل الأبعاد، و لن تنجح مع كامل احترامي للدارجة المغربية.