القائمة

essentiel_1

4 مسائل يجب فهمها عن ظاهرة التسونامي

شهد المغرب صباح هذا اليوم مدا بحريا مهولا على الساحل الأطلسي مخلفا بعض الأضرار المادية في حين لم تسجل أية خسائر بشرية…ولقد أثار الأمر موجة من التساؤلات لدى عموم المغاربة خصوصا وأن بعض الشائعات كانت قد حذرت من حدوث تسونامي آواخر العام المنقضي، وبين ـ ميني تسونامي ــ و ــ مد بحري ــ اختلفت التسميات، ومنه ارتأينا توضيح بعض الأمور المتعلقة بظاهرة التسونامي: 

نشر
DR
مدة القراءة: 6'

 أولا : ماهو التسونامي 

ــ تعريف ويكيبيديا:

يعتبر التسونامي (تلفظ [(t)suːˈnɑːmi]) مجموعة من الأمواج العاتية تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه، مثل المحيط وينشأ التسونامي أيضا من الزلازل، والتحركات العظيمة سواء على سطح المياه أو تحتها، وبعض الانفجارات البركانية والانفجارات تحت سطح الماء، والانهيارات الأرضية والزلازل المائية، كبير وارتطام المذنبات وانفجارات الأسلحة النووية في البحار.ونتيجة لذلك الكم الهائل من المياه والطاقة الناجمة عن التحرك، تكون آثار التسونامي مدمرة. كان المؤرخ اليوناني توسيدايديس أول من ربط الزلازل تحت الماء بالتسونامي، ولكن فهم طبيعة تسونامي ظلت محدودة حتى القرن العشرين وهو ما زال محط اهتمام كثير من الأبحاث الجارية.

ثانيا: أسباب تكون موجات تسونامي:

تتكّون موجات «التسونامي» العاتية في معظم الأحيان لدى حصول زلزال يكون مركزه (Hypocentr) تحت قعر البحر (كما يمكن أن تتكّون هذه الموجات نتيجة أسباب أخرى سوف نستعرضها في ما بعد).

ونتيجة الزلزال الحاصل تحت قعر البحر تتحرك كمية هائلة من مياه المحيط (البحر) بشكل عمودي صعوداً وبصورة مفاجئة مما يفقد هذه المياه حالة الركود والاستقرار التي كانت تسودها، فينتج عن ذلك على الفور أمواج دائرية ومتلاحقة تنطلق من مركز الزلزال (أو خط الفوالق الذي أحدثه) مع فواصل متباعدة في ما بينها قد تصل إلى عدة عشرات من الكيلومترات وتتجه نحو الشواطئ المجاورة القريبة والبعيدة وفقاً لقوة الزلزال حسب مقياس ريختر. وتتحرك هذه الأمواج بسرعة تصل إلى 800 كلم في الساعة في المياه العميقة، وفي هذه الحالة يكون ارتفاعها قليلاً ولا يتعدى 60 سنتم فوق سطح البحر. ولدى اقتراب هذه الأمواج من المياه القليلة الأعماق في الجرف القاري (Shelf Continental) المحاذي للشواطئ، تنخفض سرعتها نتيجة احتكاك وفرملة قاعدتها من قبل الجرف المذكور، لتصبح قريبة من السرعة المتوسطة للسيارة، وفي المقابل يرتفع سطح هذه الأمواج ليصل ارتفاعها إلى 15 متراً، وفي بعض الأحيان إلى 30 متراً.

بعد ضربها الواجهة البحرية تخترق هذه الأمواج المناطق الساحلية المنبسطة نحو الداخل لتصل إلى مسافة حوالى كيلومتر مخلّفة أضراراً فادحة بالأرواح والمنشآت البحرية والمرفئية والاقتصادية والسياحية والسكنية الموجودة في هذا الشريط الساحلي. 

ثالثا: العوامل المسببة لموجات تسونامي

هناك عدة عوامل تتسبب بولادة أمواج التسونامي وأهمها: التحرك العمودي المفاجئ للصفائح التكتونية، انزلاق هذه الصفائح إضافة الى عوامل كونية أخرى.

• التحرك العمودي المفاجئ للصفائح التكتونية (Tectonic Plates):

يجمع العلماء الجيولوجيون استناداً الى نظرية الصفائح التكتونية (Tectonic Plates Theory) على أن القشرة الأرضية التي تغلّف الأرض والتي ترتكز عليها المحيطات والقارات والسلاسل الجبلية، تتكون من صفائح تكتونية يفصل بينها فوالق. وهذه الصفائح تتحرك أفقياً وعمودياً بمعدل بضعة سنتمترات سنوياً (6 سم). ويحصل في ما بينها عند الفوالق احتكاك تختلف قوته وفقاً لقوة الانفجارات داخل باطن الأرض والتي تتسبب بحصول زلازل.

يترافق ذلك احياناً مع ارتفاع أقسام من هذه الصفائح وانخفاض أخرى، وبالتالي ارتفاع أو انخفاض أقسام من اليابسة إذا كان موقع الزلازل على البرّ تحت المناطق القارية، كما يتسبب ذلك بتدمير المناطق التي تقع ضمن نطاقه كما حصل في منطقة «بام» الايرانية في العام 2003، حيث سقط ضحية الزلزال أكثر من 36 ألف قتيل، إضافة الى عشرات الآلاف من المشردين والجرحى.

وفي حال كان مركز الزلازل تحت قعر البحر، فإن ذلك يتسبب بتحريك مفاجئ وعمودي لكمية كبيرة من مياه المحيط كانت بوضع ثابت ومستقر، مما يتسبّب بولادة أمواج التسونامي المدمرة التي تسعى بتحركها السريع نحو الشواطئ المجاورة الى إعادة حالة التوازن والركود لمياه المحيط التي كانت سائدة قبل حصول التحرك العمودي المفاجئ. وينتج عن ذلك ضرب أمواج التسونامي للشواطئ المجاورة مسببة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

• انزلاق صفيحة تكتونية تحت أخرى (Subduction): 

يتسبب تحرك الصفائح واحتكاكها ببعضها احياناً بانزلاق إحدى الصفائح تحت أخرى ويطلق العلماء الجيولوجيون على هذه الظاهرة اسم (Subduction). ونظراً الى ارتفاع الحرارة داخل قشرة الأرض سرعان ما يتحول القسم المنزلق الى داخل الأرض الى حمم سائلة نتيجة ذوبان مكوناته، فينتج عن ذلك ارتفاع الضغط في المجموعة السائلة الموجودة داخل باطن الأرض مما يتسبب بدفع الكمية الكبيرة الزائدة من هذه الحمم الى خارج القشرة الأرضية عبر البراكين التي تعود للاشتعال والموجودة على مقربة من هذه الفوالق في المناطق القارية أو البحرية.

وإذا حصل قذف الحمم السائلة في قعر البحر، فإن ذلك يؤدي الى تحريك عمودي ومفاجئ لكميات كبيرة من مياه البحر أو المحيط وبالتالي يؤدي الى ولادة أمواج التسونامي المدمرة.

• عوامل كونية أخرى:

يمكن أخيراً أن تنتج أمواج التسونامي المدمرة عن دخول إحدى المذنبات الكونية (Meteorite) الغلاف أو المجال الجوي للأرض وسقوطها في المحيط، مما يتسبب بتكوين أمواج تسونامي ضخمة نظراً لضخامة حجم هذه المذنبات في غالب الأحيان، وتعتبر هذه الظاهرة من أخطر الكوارث التي يمكن أن تصيب الكرة الأرضية وتهدد حياة البشر على سطح الأرض.

رابعا: هل ما حدث في المغرب يعد من بوادر التسونامي

لفهم الأمر يجب وضع فرق بين موجات تسونامي و موجات المد البحري العاتية:

تختلف أمواج التسونامي عن الأمواج القوية المعروفة في الغرب تحت إسم «Raz de Marée» من حيث أسباب نشأتها وتكوينها. فبينما تتكون الأولى نتيجة زلازل بحرية أو سقوط أجسام كونية في البحر، فإن الثانية تتكون نتيجة حركة التجاذب الطبيعية ما بين الأرض والقمر، التي ينتج عنها حركة المد والجزر. وترافق حركة المد والجزر تيارات بحرية ترفع (خلال المد) مستوى المياه في المرافئ حتى حوالى عشرة أمتار، وتدخِل المياه الى اليابسة عدة كيلومترات احياناً في المناطق المنبسطة كما هو الحال في غربي أوروبا، لتعود فتنحسر خلال الجزر مجدداً بحركة معاكسة وتيارات معاكسة تفرغ كمية المياه التي تدفقت، وتتكرر هذه الظاهرة الطبيعية كل 12 ساعة أي مرتين في 24 ساعة.

عندما تترافق حركة المد بعاصفة بحرية قوية فإن ذلك يزيد من ارتفاع الأمواج ويؤدي الى تكوين أمواج تعرف بـ«Raz de Marée» يصل ارتفاعها في أوروبا مثلاً الى اثني عشر متراً، وتضرب الشواطئ والمرافئ المجاورة محدثة أضراراً في المناطق الساحلية، لا سيما في المرافئ وجدران كسر الأمواج العائدة لها، وفي جدران الدعم للطرقات الساحلية والمرافق السياحية على الشاطئ.

وهذا ما يشهده معظم البلدان خلال فترة العواصف القوية البحرية في فصل الشتاء بما فيها ما وقع في المغرب صباح هذا اليوم على الرغم من أن الفارق في مستوى البحر ما بين المد والجزر فيه لا يتعدى 50 سنتم. وتزداد حدة الأضرار مع ازدياد قوة العاصفة ومع الفارق في مستوى المياه ما بين المد والجزر.

المصادر:

http://ar.wikipedia.org/wiki/تسونامي

http://fr.wikipedia.org/wiki/Temp%C3%AAte_Xynthia

http://fr.wikipedia.org/wiki/Surcote

http://www.lebarmy.gov.lb/

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال