القائمة

الرأي

قــبـّـعـة المؤامرة و لــَـمــشــاش الألـيــفـة

غـير كـيحصل الضعيف، المهزوز، ما يـلقى مـْـنـاين إدوز، لأنه كـيـعرف غير لوطى، كـيـتهم اللي ما مـتــّـافقش مـعاه فى الـرّي بأنه تآمر عليه، أو حزب العدالة أو التنمية التركي بحال عشيقـو فى المـغـرب، بجوجهم غير كـتـحـفى ليهم كـيـعـوّضوا النـّـهار باللـيل، النــّـور بالظلام، الدقـيـق بالـمـبـهم، الحقيقـة بالتــّـبـوحيط ، الـمنـطق بالمؤامرة، "بالقبعة البهلوانية"، باش يتنصــّـلوا من كل محاسبة ولا ّ مسؤولية، المقرئ "أبو زيد"، "أبـو غـيـر كــْـســيـري"، خطأ، عتاذر، "خــَـلاص!" كيف قالوا المصريين، ولاكن الله الغالب، "حـرّاس العشيرة" باقيين كـيــلــوّكـوا فى الهضرة، باش إبـشــّـرونا من بـعـد: "بالـرّب أو الـمــلــّـة إيـلا حزبنا مـُـستهدف".

نشر
DR
مدة القراءة: 6'

بحال أردوغان "تمامًا"، فى عوط ما يعترف للشعب التركي: "بالفعل، ما حنا إيــلا ّ بشر، كـنـفـلحوا كيف كـنخـطؤوا، أو كاين اللي معانا فى الحزب شهوتو كـبر من كرشو، بحال بعض الوزراء أو أولادهم"، هادا خطاب المعقــّـلين، أمـّـا اللي خارجين عليه أو على التاريخ كـيفـضــّـلوا يرميوْا فوق راسهم "قبعة المؤامرة" باش ما إشوفهم حـدّ، يــا حســرة!

شـنو عـْـمل أردوغان فى هاد الحالة؟ بدّل النائب العام بواحد آخور على قـدّ يـدّيـه أو هـْـواه، فى عوط ما إساعد النائب اللول أو الديمقراطية حتى توقف على رجليها. هاد الشي ما كـيـدلّ غير على ضطراب عصبي مزمن اللي مرتابط فى العمق بالسلطة، التحكم أو الخوف من مصير مجهول بلا تاج ولا صولجان.

أكيد، حزب العدالة أو التنمية أول حزب شعبي عرفو التاريخ التركي، من قبل كان العسكر كيحكم كيف أمـّا بغى مع النخبة فى غرب تركيا، شرائح عريضة من الشعب التركي اللي كانت عايشة فى البادية ولا ّ فى الشرق ما كان عندها صوت، جا الحزب، أردوغان أو سلــّـفـهم صوتو، شريطة إخضغوا ألأوامرو، تصورو أو توجيهو، ما كـيـتـعالاش، ما كـيـهضرش أردوغان بلغة ما كـيـفـهموش الناس، كـيـفــضــّـل يـدْوي "لغة الشعب"، كيف كيخـمـّم، كـيحلم الرّاجل البسيط ، أو بن كيران أتـــّـاخذ نفس الستراتيجية فى الخطاب السياسي ديالو، غير بن كيران كـيـهــضر مع الناس فى شـكل أو إخــطــّـط ليهم فى شكل آخور، يعني كيخاطب الناس بالمغربية، التامغرابية، أو باغي يفرض عليهم العربية فى المدرسة، هادي هي الخدعة السياسية. فاين أمــّـا كان الرّبح، الكـاميلة، لــَـكـفـوت، هـز ّ صـبـعــك، ما تحشمش!

الحكماء الـقـدام دياولنا صنعوا، بـتـاكـروا شحال هادي أمثال رائعة، غـير إمــّـا بالأمازيغية ولا ّ بالمغربية، بلغاتنا الحية الـجــّـوج، باش ما أنــّـساوهمش ولا ّ أنــّــكــروا خـيرهم، غير قالوا: "كــيــكـــول خــيـرنا أو يـخـدم غـيـرنــا"، أو اللي خاف من الـتــّـخـمة، آرا بـرّع، هـا البديل: "الفقيه بسبع جلالب، فعايلو بحال الثعالب أو إيلا لـَـمتيه، ردّ لـيـك: الله الغالب".

أو "الله الغالب"، بسملة قاموس الإخوان الثري، هي "المؤامرة"، "عفا عن ما سلف"، "العفاريت والتماسيح" و "ما سيبـبشرنا به في المستقبل القريب الأستاذ الفـذ عبدالإله بن كيران"، النكات الحامضين رجعوا اليوما "علامة تجارية" خاصة بالحزب الحاكم، باقي ما نسيناش عنتريات الأستاذ عبدالإله: "والله إيلا كونت غادي نعاود نكتة حامضة ألــْــســيــدنا"، غير النكتة زعمة؟ شوف تشوف!

المهم، عـْـيا الخصم السياسي ما إحارب أردوغان، شحال من واحد قال ما إكـون غير عميل إسرائيل، ولو كان من أشدّ المناهضين ألــْـبطش الدولة العـبرية، وحدين أوخرين تهموه أنه عندو أجندة خاصة: أسلمة الدولة، ولاكن "الحق يقال"، عرفات تركيا زدهار قـتصادي "غير مسبوق" على يـدّو، قـلـّـص من دور العسكـر فى تدبير الشأن العام، ساعد المحرومين أو المسحوقين يتسلقوا سلــّـم الرقي الإجتماعي أو الرفاهية، صلح البلاد، ستثمر أموال باهضة فى التعليم أو البحث العلمي، أو هاد الشي كـولــّـو كـيقراوه بلـُـغـتهم التركية اللي هي دارجة، يعني لغة حية، فى الأصل، لــمــّـا كان قوي أو ناجح، ما عـمـّـرو ذكر ولا ّ كان فى حاجة يذكر "المؤامرة"، ولاكن غير بداوْا الفضايح ديال الفساد أو الرشوة غير كـيـتـفـجـّـروا فى وجهـو، ما طاقش، صاح فى الـطــّـاقة أو الإعـصار: "هـادي المؤامرة يـا عــْـمــارة!" أو هاد الشي مبني "أساسًا" على ضعف العزيمة أو الموقف، بحال بن كيران، لأنه إيـلا كونتي ثـايق فى نفسك أو فى مشروعك، عارف شنو كـتــدير، ما عندكش الوقت اللي أضـّـيع فى مهاترات، خزعبلات الناس أو التاريخ، كـتـشوق ّ طـريقك بخطوات ثابتة فى أوسط الغلو أو المعيقات، لأنه كتدرك أن الصـحّ دايم، أمـّـا الكلام ديما هايم فى خـُــمولـو نايم.

شحال هادي كان الإسلام السياسي المعتدل اللي عـرف فتح الله كولان يستنبت فى تركيا، صاحب الهمة أو الشــّـان، حتى شحال من دولة غربية تقـبـــّـلات هاد النموذج، قالت مع راسها: "علاش ألا ّ ولا الإسلام السياسي الوهـّـابي. يمكن للدولة اللي معتارفة بالإسلام كدين تكون دولة ديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان بصفة عامة، الحقوق الفردية أو حرية المعتقد بصفة خاصة، بلا ما تنكر دينها".

ولاكن فى عوط ما يضبط أردوغـان أعصابو، إحافظ على هدوؤو، طلق فى هاد الصيف الكلاب أو البوليس على المحتـجـّـين اللي رفضوا يقضي على الـجــّـردة الوحيدة، على الرّيـيــّـة الخضرة ديال الحومة، المتواجدة فى ساحة تقسيم، لأن بعض صحابو من تجار الدين أو الملــّة بـغاوْا إشـيــّـدوا تـمــّـا مركز تجاري "هاي كـلاص"، بلا ما إســوّلوا السـُـكان، عاد زادها بالكذوب أو أطروحة المؤامرة. هاد الشي كـولــّـو غير باش يبقى متربـّـع على العرش أو الكرسي، بحال بن كيران اللي ضاعت منــّـو البوصلة أو بدا غير كيخبط ، إسـبّ، يشتم أو يتهم كل واحد جا فى طريقو، أو إيلا كان هاد الشي بالصحّ، كيف أورد فى بعض اليوميات المغربية، أن "الحالة" كـتـكـبــّــلو 4 أيام، كل مرة غضب، رعـد، زبد، ضروري نـقولوا ليه، صـحّـتك غالية علينا، خـلـــّي شي واحد آخور إنوب عليك، بحال عبدالعزيز الرباح، ياك المعاش مضمون، فينا هو المشكل؟

أردوغان بحال بن كيران، ما كـيعرفوا غير معايا ولا ّ ضـدّي، غير بيض ولا ّ كحل، الخير ولا ّ الشر. أو البين البين ولا ّ ما مع هادا لا مع لاخور؟ "لا يجوز"، زعمة؟ مزاج أردوغان بحال خوه فى العـقيدة أو الـتـــّـوبة، ما كرهش أردوغان إقـطــّـع خصمو طراف، طراف، بحال شي وحش فى القفص، اللي قـرّب ليه، كـيفـرّغ فيه كـُـبـتـو، ما مشى أردوغان حتى بغى إشن حرب جديدة سمـّـاها "حرب الإستقلال"، ضد الخونة، الجواسيس أو المؤامرة الدولية، هاكدا كتفلت السياسة الحكيمة من بين يدّ العقـل أو كل نقد، إكون بـنــّاء، تفوّه بيه شي حـدّ إلا ّ أو دخـول صـحـّـة عالم الزندقة، الهرطقة أو التجديف.

موعدنا 30 مارس الماجي، فى حالة إيلا ربح حزب أردوغان الإنتخابات الجماعية، غادي تكون إشارة سياسية كارثية، لا بالنسبة ألــْـتركيا، ولا لـَجميع الدول المجاورة، فى عوط توسيع هامش، رقـعة الديمقراطية، غادي تعرف تراجع، نـكوص "لا يحمد عليه".

منبر

د. مراد عـلمي
أستاذ جامعي و مترجم
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال