القائمة

مختصرات

المالي "باسكو كوياتي " والمغربي "حميد قصري" يختتمان مهرجان "كناوة ..موسيقى العالم"

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

أسدل الستار مساء أمس الأحد بمدينة الصويرة غربي المغرب على فعاليات الدورة ال17 لمهرجان "كناوة .. موسيقى العالم"، إحدى أشهر أصناف الموسيقى الروحية الأفريقية، على إيقاع حفل أحياه رائد هذا الفن "المعلم الكناوي" (قائد فرقة موسيقية)المغربي حميد القصري، والمالي "باسكو كوياتي" المشهور بعزفه على آلة "النجوني" التقليدية، ودعت من خلاله الصويرة جمهور عشاق "فن كناوة" بعد أن عاشت على مدى 4 أيام على وقع نغمات "موسيقى العالم".

"باسكو كوياتي" الذي يعد أحد أشهر الفنانين الماليين الذي حافظوا على تراث قبائل مدينة تومبكتو التاريخية، ومن بين أهم أعلام الفن الذين أسهموا في تطوير الموسيقى المالية المعاصرة، والتعريف بها في مختلف أصقاع العالم، كان قد أحيا مساء الجمعة الماضية حفلا على وقع نغمات موسيقى "تومبكتو" وغيرها من الحواضر المالية، إلا أنه عاد في حفل اختتام المهرجان ليلتقي أحد أبرز "معلمي فن كناوة" حميد القصري، حيث أديا سويا وصلات موسيقية امتزجت خلالها إيقاعات آلة "النجوني" المالية وأنغام آلة "الكنبري" المغربية، مجسدا عمق الروابط الثقافية بين الشعوب الأفريقية، وبشكل خاص بين المغرب ودول جنوب الصحراء.

وفي حديث للأناضول، قال القصري إن "فن كناوة الروحي والموسيقى المالية يشتركان في أصل واحد، ما جعل العرض الموسيقى الذي قدمه إلى جانب "كوياتي" لا يكلف الفرقتين الموسيقتين أي جهد من أجل ضبط إيقاعاتهما ومزجها في لوحة تراثية تجسد شكلا من أشكال الحوار بين الشعوب والثقافات الأفريقية المختلفة.

واستضافت الدورة السابعة عشر لمهرجان "كناوة ...موسيقى العالم" التي احتضنتها مدينة الصويرة بين 12 و15 يونيو / حزيران الجاري، عددا من فناني أفريقيا جنوب الصحراء، حيث استمتع الجمهور الغفير الذي استقطبه المهرجان بهذا التراث الغنائي لهذه المنطقة الأفريقية التاريخية، كما أعادته موسيقى كناوة التي تمتد جذورها إلى ذات المنطقة (جنوب الصحراء) إلى زمن أسطوري وفلكلوري مميز، فيما أضفت على العروض التي مزجت بين هذه الألوان الموسيقية القديمة وموسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين طابعا فريدا، جعل من مدينة الصويرة ملتقى يلغي كل الحدود الجغرافية والسياسية الفاصلة بين الأمم ليوحدها على إيقاعات نغمة إنسانية واحدة.

ويعتبر مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم" أحد أبرز المهرجانات الفنية والثقافية التي تقام في المغرب في فصل الصيف.

وتعد موسيقى كناوة، صنفا من الموسيقى الدينية الروحية، اشتهر بها الزنوج المغاربة الذين استقدموا ألحانها وآلات العزف عليها ومن بينها "الهجهوج" و"القراقب" (آلتان موسيقيتان مغربيتان) من الموروث الشعبي الأفريقي، وكثير من إيقاعاتها تشبه موسيقى القبائل الأفريقية في مناطق جنوب الصحراء، لكنها تؤدى بكلمات عربية تدور أغلبها حول تيمات روحية ودينية.

ولعقود، عاشت موسيقى "كناوة" الصوفية كلحن مغمور في أزقة مدينة الصويرة ودروبها العتيقة، وبعد سنوات، جعل منها المهرجان الذي تحتضنه مدينة الصويرة، موسيقى عالمية، تنافس موسيقى الجاز، وتصنف في خانة الإيقاعات الروحية لشعوب العالم.

وتعود الأغاني الكناوية لدى العديد من القبائل الأفريقية إلى أساطير قديمة، حملها المهاجرون إلى المغرب في رحلات هجرة قسرية حينا وطوعية حينا آخر، حيث يقول المعلمون الكناويون إن هذه الموسيقى هي إرثهم الخاص، الذي يرؤخ لهذه الحقبة.

وانطلقت، الخميس الماضي، فعاليات مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم"، في دورته السابعة عشر، ويشكل المهرجان، حسب المنظمين، تجربة موسيقية فريدة، إذ تجمع خليطا متناغما من التراث الكناوي الغني ومختلف موسيقى العالم، تمت برمجتها في 30 عرضا موسيقيا على ستة أماكن طيلة مدة المهرجان.

واستقبل المهرجان أسماء كبيرة في عالم الجاز وموسيقى العالم، من أجل إقامة عروض فنية، كعازف الكمان الفرنسي "ديديي لوكوود" و الأمريكي "ماركوس ميلر" والموسيقي اللاتيني "ماريو كانونج" والمالي "باسكو كوياتي"، حيث أحيا هؤلاء الموسيقيون العالميون حفلات موسيقية بمشاركة فرق محلية لفن كناوة، مزجوا خلالها الإيقاعات العالمية بأهازيج موسيقى كناوة الروحية.

وبالموازاة مع المهرجان، تتميز الدورة الحالية، بتنظيم منتدى "أفريقيا المستقبل" بمشاركة شخصيات بارزة وأساتذة جامعيين وباحثين.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال