القائمة

أخبار

عروض "التبوريدة" في المغرب.. محاكاة لمعارك الأباء والأجداد

ترتسم الابتسامة على وجه الحسن الدويلي، قائد فرقة الخيالة أو الفرسان المعروف باسم "العلام"، كلما نجح أعضاء مجموعته في تسديد طلقات في وقت واحد، تارة نحو "عدو" توهموه موجودا على الأرض، وتارة أخرى في اتجاه السماء، لتحدث دويا كبيرا، يسعد الحاضرين في جنبات "ساحة الوغى".

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

وبالمقابل، فإن كل فشل لدى فرسان الفرقة في تسديد الطلقات دفعة واحدة يجعل وجه "العلام" عابسا، مثلما يغضب الجمهور الذي يأتي إلى المكان من أجل الاستمتاع بعروض تذكره ببطولات الآباء والأجداد.

هذه الهواية تعرف بـ"التبوريدة"، وتجسد المعارك التي خاضها فرسان المغرب في مختلف القرون، ويقول عنها الدويلي في تصريحات لـ"الأناضول": "نحن ورثنا (التبوريدة) عن أجدادنا؛ فجهادهم ضد المستعمر ودفاعهم عن القبيلة كان يتم بكر وفر من فوق خيولهم وببنادق مثل هذه التي نحمل معنا"، متابعا: "الفروسية تسري في عروقنا وما تركه لنا الأجداد لا نستطيع التفريط فيه".

وكان فرسان فرقة الدويلي قاموا بعدة تدريبات في نفس الساحة بشكل فردي وثنائي وثلاثي ورباعي، يختبرون فيها خيولهم ومدى قدرتهم على التحكم كل على حده بجواده وسط ساحة من تراب قبل أن يبدأ العرض.

وبمجرد أن عبر جميع الفرسان عن جاهزيتهم، وفق ما عاينه مراسل "الأناضول"، حتى أصدر "العلام" تعليماته لمساعدي الفرسان من أجل إحضار البارود وتعبئة البنادق.. لتنطلق هجمات الفرقة وطلقاتها الجماعية التي تمتع المتفرجين رغم دوي البارود المفزع.

"نقوم بتدريبات مستمرة، لكن لا بد من تدريب سريع نكتشف من خلاله خصوصية الأرض التي سنقوم بالكر والفر فوقها.." يشرح الدويلي، الذي قدم بصحبة فرسان فرقته من قرية "خميس أركا" بإقليم آسفي (غرب وسط المغرب)؛ ليحلوا ضيوفا على قبيلة النواجي بمحاميد الغزلان (أقصى جنوب شرقي المغرب)، ويمارسون هوايتهم أمام جمع من المتفرجين.

وتنتشر "التبوريدة" في معظم أنحاء البلاد، وتجسد المعارك التي كان يخوضها الفرسان في مختلف الحروب التي عرفها البلد في العقود والقرون الماضية، حين كان حمل البندقية وركوب الفرس فعل ضروري لخوض المعركة.

هذه الهواية، التي تجسد الكر والفر الذي كانت تعرفه الحروب بالاعتماد على ركوب الخيل وتسديد الطلقات ببنادق معبئة بالبارود، أضحت تقليدا يفتخر به أعيان كل قبيلة وأبناؤهم؛ لتخلق أجواء من الاستمتاع لدى جمهور يتذكر من خلالها طلقات الأجداد.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال