القائمة

مختصرات

"النهر قد جف" يفتتح مهرجان "أوروبا والشرق" بالمغرب وفلسطين ضيف شرف

على وقع تقاسيم العود العربي، وقصائد من وحي النضال الفلسطيني، ومشاهد سينمائية توثّق تفاصيل التراجيديا الفلسطينية بكل رموز المعاناة والقهر والصمود الطافحة بها، انطلقت، أمس، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان "أوروبا والشرق للفيلم الوثائقي" بمدينة أصيلة المغربية، محتفية بفلسطين كضيف شرف المهرجان، ومعيدة فتح نقاش حضاري عبر "السينما الوثائقية" حول علاقة الشرق بالغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

ويشارك في المهرجان الذي تمتد فعالياته في الفترة ما بين 10 و13 سبتمبر، حوالي 10 أفلام وثائقية تمثّل كلاً من المغرب، وفلسطين، والصين، وإسبانيا، وفرنسا، والجزائر، وإيرلندا؛ للمنافسة على 5 جوائز يقدمها المهرجان في مقدمتها الجائزة الكبرى، وجائزة النقد، وجائزة الإخراج، وجائزة السيناريو، وجائزة التحكيم.

وتم انتقاء هذه الأفلام الوثائقية من ضمن لائحة ضمت 50 فيلمًا وثائقيًا من مختلف دول العالم، كما وقع الاختيار على فلسطين كضيف شرف على المهرجان، حيث تشارك بفيلمين وثائقيين يرصدان واقع المعاناة الفلسطينية مع الحصار والاحتلال.

واعتبر السفير الفلسطيني في المغرب، أمين أبو حصيرة، الذي تسلم "درع التكريم" من طرف وزير الاتصال المغربي، مصطفى الخلفي، أن السينما الوثائقية الفلسطينية ساهمت بشكل كبير في نقل واقع معاناة الشعب الفلسطيني في مختلف أطوار الصراع العربي الفلسطيني ووثّقته، وكان إحدى وسائل المُقاومة المناهضة للاحتلال الفلسطيني والفاضحة لانتهاكاته المستمرة ضد الفلسطينيين.

وأشاد السفير الفلسطيني بالمُبادرات المغربية الرسمية والأهلية التي تدعم القضية الفلسطينية وتساند صمود أبناء الشعب الفلسطيني، داعيًا المثقفين والسينمائيين العرب إلى مساعدة نظرائهم الفسلطينيين على رواية واقع ما يعيشه الشعب الفلسطيني من تفاصيل المعاناة والاحتلال، مؤكدًا على عدالة القضية الفلسطينية وما يتعرّض له أهلها منذ عقود من ظلم وعدوان.

من جانبه، نوّه وزير الاتصال المغربي، مصطفى الخلفي، بالعطاءات التي قدمتها السينما الوثائقية الفلسطينية خدمة لقضية هذا الشعب، معتبرًا أن " الشعب الفلسطيني هو ملهم لكل الشعوب في مقاومتها ونضالها"، وأن المغرب في حاجة إلى مثل هذه المواسم الثقافية والفنية السينمائية لإعادة الاهتمام بهذا الفن واستعادة دوره في خدمة قضايا الإنسان.

واختار القائمون على المهرجان الفيلم الفلسطيني الذي يحمل عنوان "مع أني أعرف أن النهر قد جف" لمخرجه "عمر روبيرت هاملتون" لافتتاح المهرجان، ويروي حالة ضياع الهوية التي يعاني منها اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات في مختلف أصقاع العالم، وحلمه الدفين بالعودة المؤجلة إلى أرضه منذ عقود، ارتباطًا بهويته الأصلية وبحثًا عن ملاذ يؤمّن له الإحساس بالانتماء.

وكان المهرجان الذي يقام للمرة الثانية على التوالي قد احتفى في دورته الأولى بـ"إسبانيا كضيف شرف" المهرجان، ويقول القائمون عليه إنهم يتطلعون من خلال تبادل الخبرات والتجارب السينمائية الوثائقية بين ضفتي الشرق وأوروبا، إلى مد جسور التواصل الثقافي والحضاري "سينمائيا" بين الشرق والغرب، وفتح قنوات التواصل والحوار بين مختلف التجارب الإنسانية التي تنقلها عدسات المخرجين الوثائقين لرواية قصص التاريخ والإنسان والحضارة التي تضجُ بها ذاكرة شعوب أوروبا والشرق.

ومن المرتقب أن تعيش مدينة أصيلة على إيقاع زخم من الأنشطة الثقافية الموازية التي ينظّمها المهرجان، من بينها ورشات تكوينية وتدريبية للشباب المهتم بالإخراج السينمائي، وأخرى لفائدة الأطفال تهدف لنشر الثقافة السينمائية في وسط الناشئة، كما يناقش خبراء ومثقفون خلال ندوتين فكريتين "صورة أوروبا في المتخيل المغربي" و"دور السينما الوثائقية الفلسطينية ودورها في المقاومة".

ويترأس لجنة تحكيم الدورة الحالية للمهرجان المُخرج المغربي جمال السويسي إلى جانب المخرج المصري كمال عبد العزيز، والفرنسية دومينيك كرو، والإسباني خليو أسكراطي، والمخرج الإيطالي أوفيدو. سالزار.

وينظّم هذا المهرجان من قبل الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية والتي ترى أن الساحة الثقافية في المغرب بحاجة متزايدة لمثل هذه المواعيد السينمائية، خاصة تلك التي تعنى بالفيلم الوثائقي من أجل انفتاح التجربة المغربية على صناعة الأفلام الوثائقية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا السياق، حسب بيان للجمعية.

وتحفل الأجندة الثقافية في المغرب على مدار شهور السنة بعدد من الملتقيات والمهرجانات السينمائية، تتنوع بين عالمية وإقليمية وأخرى محلية، وبات لافتًا حرص المغرب على إقامة تلك الفاعليات، التي تحظى بدعم حكومي لافت، وسط جوار عربي مضطرب، يمُوج بتحولات سياسية واجتماعية متسارعة.

ونجح المغرب خلال السنوات القليلة الماضية في أن يشكّل مركز استقطاب إقليمي ودولي للصناعة السينمائية وتنظيم مهرجانات فنية سينمائية أضحت تكتسب صيتًا وشهرة عالمية، كالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال