القائمة

interview_1

المحجوب السالك: قيادة البوليساريو تتاجر بمعاناة سكان المخيمات ولا اتصالات لنا مع الجانب المغربي [حوار]

وصف المحجوب السالك المنسق العام لتيار خط الشهيد المعارض لقيادة جبهة البوليساريو، في حوار خص به موقع "يابلادي"، المؤتمر الأخير للجبهة بـ"المسرحية"، وطالب بالاعتماد على الأساليب الديمقراطية  في تدبير شؤوون الحكم داخل مخيمات تندوف.

ونفى السالك الذي يعتبر من بين ابرز مؤسسي جبهة البوليساريو، أن تكون له أي اتصالات مع الجانب المغربي، بالمقابل طالب بتعجيل تطبيق وتفعيل مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب.

كما تحدث السالك في هذا الحوار عن وضع حقوق الانسان في الصحراء، وفي مخيمات تندوف، وعن حركة خط الشهيد وتأثيرها داخل المخيمات...

نشر
DR
مدة القراءة: 9'

بداية ما هي حركة خط الشهيد؟

الجبهة الشعبية خط الشهيد، حركة إصلاحية نابعة من صميم نضال وكفاح ومعاناة الشعب الصحراوي، أملتها ظروف ذاتية اتسمت بعجز قيادة البوليساريو عن أداء المهام المنوطة بها، و تفريطها في مكتسبات ثورة 20 ماي الخالدة، و عدم توفرها على استراتيجية محكمة و واضحة كفيلة بالرد على كل الاحتمالات الممكنة. وظروف موضوعية، اتسمت أيضا بتغيير جذري في موقف المملكة المغربية بتنكرها لكل التعهدات والاتفاقيات التي وقعتها مع الطرف الصحراوي تحت رعاية الأمم المتحدة. هذه الأخيرة أبدت هي الأخرى تماطلا، بل تراجعا مكشوفا في تأدية مهمتها المتمثلة أساسا في إجراء استفتاء حر، عادل و نزيه، يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وتحولت إلى حارس يحمي الوضع الحالي، ولا تحرك ساكنا ومواطنونا يهانون ويعذبون أمام أعينها وكأن الأمر لا يعنيها..

وتشبثا بروح بيان العاشر ماي 1973 الهادف إلى جعل البوليساريو أداة لتحرير الوطن و صيانة كرامة الشعب الصحراوي و مقدساته، و الرقي به إلى مصاف الشعوب المتحضرة، يهدف خط الشهيد إلى الإصلاح و التجديد، لتحقيق الديمقراطية، داخل جبهة البوليساريو من خلال برنامج عمل شمولي، مبني على إشراك كل المواطنين و المواطنات في صنع القرارات، و رفع التحديات والقضاء على كل المخاطر التي أصبحت تهدد كينونة شعب عظيم ناضل وصمد وقاوم. ولازال مستعدا للمزيد من البذل و العطاء في سبيل الحرية و الاستقلال. و اكبر توضيح لظروف النشأة يتجلى في البيان التأسيسي، والذي تمت صياغته بنفس الطريقة والأسلوب الذي صاغ به الشهيد الولي البيان التأسيسي للبوليساريو، منذ اكثر من ثلاثين سنة مضت. (البيان التأسيسي للجبهة الشعبية خط الشهيد)

ماذا حققتم منذ تأسيس الحركة؟

مراحل التطور التي مررنا بها تميزت بالعديد من المصاعب، نظرا لدعاية القيادة وحملة التشويه التي شنتها ضدنا منذ البداية، تارة تصفنا بحركة قبلية وتارة بالعمل للعدو إلى غير ذلك من الدعايات المسمومة التي كذبتها الأيام، زد على ذلك، عدم السماح لنا بحرية العمل والتنظيم والتحرك داخل شعبنا في المخيمات، وضعف الوسائل المادية، لأن كل املاكنا تحت ايادي القيادة الحالية، أضف إلى ذلك محاولة القيادة شراء ذمم بعض الرفاق... ولقد كانت قمة النصر بالنسبة لنا هو الاستقبال الذي خصصه السيد اكريستوفر روس لنا كحركة معارضة ضد هذه القيادة الفاسدة.

هذا الاستقبال الذي تجاوز ساعتين من الزمن، نزع من قيادة الجبهة أحقية التحدث باسم الصحراويين... وبعد أن استطعنا بوسائلنا الذاتية البسيطة استرجاع صفحتنا التي قرصنوها بعد لقائنا مع السيد روس،  للتعبير عن رأينا بكل حرية، اختلت حسابات القيادة، لأن لدينا ما نرد به مباشرة على ألاعيبهم ومناوراتهم، فلا غرو إذا كانت زيارة صفحتنا تتجاوز المئات يوميا بناء على مصداقيتها وتقديمها للواقع على حقيقته رغم مرارته.

واستطعنا إظهار وسائل إعلام القيادة على حقيقتها، باعتمادها على لغة الخشب التي اكل الدهر عليها وشرب من اجل الدعاية الرخيصة لهذه القيادة الفاسدة...

هل لكم تواجد داخل المخيمات؟

تواجدنا بالمخيمات، هو الذي دفع القيادة لعقد مهرجانات، عممت خلالها بيانات تصف فيها أفراد خط الشهيد بالعدو رقم واحد، داعية إلى محاصرتهم ومقاطعتهم، لأنهم حسب زعمهم، يعملون لصالح للعدو... واكبر دليل على قوة تواجدنا بالمخيمات وبالقواعد الشعبية للجبهة هو رفض القيادة عقد مؤتمر حقيقي بعيدا عن وصايتها، ورفض إجراء انتخابات حرة وديمقراطية للسماح لأهالينا بالمخيمات، باختيار القيادة التي تمثلهم...

 هل لكم تواجد داخل جبهة البوليساريو؟

نحن مناضلون من البوليساريو، ومتواجدين داخل البوليساريو لأن كل اهالينا بالمخيمات، وهم من يشكلون البوليساريو، فالمشكل ليس في البوليساريو، ولكن في القيادة المتسلطة التي تتاجر باسم البوليساريو...

يتهمكم البعض بأنكم من صنع المخابرات المغربية، ما ردكم؟

قيادة البوليساريو والصهاينة يلتقون في نقطة مشتركة ضد معارضيهم، فكل من ينكر المحرقة، تلفق له اسرائيل تهمة معاداة السامية، ليظل طول حياته يدافع عن نفسه بأنه ليس معاديا للسامية، وكل من يعارض قيادة البوليساريو، فهو في عرف القيادة، عميل للمغرب وصنيعة المخابرات المغربية... وهذا الخطأ الفادح والقاتل الذي تقع فيه هذه القيادة الفاسدة والديكتاتورية اكبر دليل يفند حتى ما ينادون به من ثورة وشعب ودولة، فهم بتعريفهم هذا يعدون عملاء للجزائر، ومعارضيهم عملاء للمغرب، وبذلك يحكمون على انفسهم بالاندثار، وبان ما ينادون به ليس الا حلما بعيد المنال، وان اي دولة او حكم في الصحراء، إما أن يكون مغربيا أو جزائريا، وبالتالي فبالنسبة لهم لسنا شعبا قادرا على تشكيل معارضة ضد قيادة بزعامة ديكتاتوري يتواجد في السلطة منذ اكثر من 40 سنة، ليكون بذلك اقدم رئيس في العالم...

هل لكم اتصالات مع السلطات المغربية؟

حتى الآن ليست لدينا اي اتصالات مع السلطات المغربية.

كيف تقيمون نتائج المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو؟

هو فضيحة ومسرحية هزلية، بما في الكلمة من معنى، اكدت كل ما قلناه في ادبيات الجبهة الشعبية خط الشهيد، من انعدام الديمقراطية، ومن تسلط عبد العزيز وبيادقه، وقد كان ردنا عليهم ببيان نشرناه عقب ختام هذه المسرحية الفضيحة. (بيان خط الشهيد)

هل تتعرضون لضغوطات لوقف نشاطكم؟

العديد من رفاق خط الشهيد يتعرضون لضغوطات من طرف قيادة الجبهة سواء عن طريق القبلية بالضغط عليهم عبر اقاربهم في البوليساريو، او عن طريق عرقلة تجديد وثائق السفر الجزائرية الخاصة بهم، والتي تربطها الجزائر بالولاء للقيادة الفاسدة بالرابووني، اما المضايقات داخل المخيمات فحدث ولا حرج، فلا حق لنا في الاجتماع او عقد الندوات والمهرجانات للتعبير عن راينا، وكل من تحداهم يسلمونه للسلطات العسكرية الجزائرية بتندوف لتتولى مهمة تلفيق التهم له، وأخفها الإرهاب او التنسيق مع المجموعات الإرهابية، او المخدرات، او العمل لمصلحة المغرب...

بعد سنوات من الدعوة لاستقلال الصحراء، دعوتم قبل أيام في بيان رسمي ملك المغرب إلى التعجيل بتطبيق الحكم الذاتي الموسع، ما الذي تغير؟

الذي تغير هو ان آخر أمل للصحراويين تحطم مع نتائج هذا المؤتمر الفضيحة، الذي كان مجرد مسرحية سخيفة، وسيئة الإخراج، وتأكدنا من انه لم يعد هناك امل في تصحيح هذه القيادة التي تبين ان أمرها ليس في يدها، وبالتالي وجهنا طلبا للملك المغربي بناء على خطابه من العيون بمناسبة مرور 40 سنة على المسيرة، بأن يعجل بتطبيق وتفعيل الحكم الذاتي الموسع، لإنقاذ أهالينا في المخيمات من مخالب الجزائر وهذه القيادة الفاسدة، التي تتاجر بمعاناتنا. ولم يعد هناك امل في حل معهم، يضمن عودة اهل الصحراء الحقيقيين لوطنهم...

كيف ينظر تيار خط الشهيد للخطاب الملكي المغربي الأخير بمناسبة المسيرة الخضراء؟

نتمنى ان يتم تفعيله ميدانيا، بالرغم من وجود بعض من يرون في تنزيله على ارض الواقع، تهديدا لمصالحهم الذاتية...

ماهو تقييمكم لأوضاع حقوق الانسان بالصحراء؟ وبمخيمات تندوف ؟

خلال 40 سنة من النزاع، تمت انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان الصحراوي بالصحراء والمخيمات: اكثر من 800 مفقود صحراوي بين اكدز وقلعة مكونة والسجن الكحل بالعيون، واكثر من 750 مفقود صحراوي بين سجن الرشيد وكارة بيلة، وخنادق الربوني، ومدرسة 12 اكتوبر، وابيرات لعطاطفة.

ولا اتكلم من فراغ، فوالدي وإخوتي الثلاثة، كانوا ضحايا السجون السرية بالمغرب، في الوقت الذي كنت انا فيه ضحية للسجون السرية في سراديب جلادي البوليساريو، ولكن وللتاريخ، فنحن نحيي الملك المغربي الشاب محمد السادس على شجاعته لطي صفحة سنوات الرصاص وتقديم التعويضات وجبر الضرر، للضحايا، والسماح للأقارب بزيارة قبور الضحايا، في الوقت الذي لم تقم قيادة البوليساريو حتى اليوم، لا بالاعتذار ولا بجبر الضرر، ولا بتقديم تعويضات للضحايا كما لم تسمح لأقاربهم بزيارة قبورهم، لأن العديد من أفراد القيادة الحالية للبوليساريو كانوا من المسؤولين المباشرين عن الجرائم في السجون السرية، وتطالب منظمات حقوق الإنسان الدولية بمحاكمتهم...

 لذلك ننادي في البوليساريو خط الشهيد، بضرورة ضغط المنظمات الحقوقية الدولية على القيادة ومن ورائها الجزائر التي ارتُبكت الجرائم والانتهاكات الصارخة لحقوق الصحراويين فوق ترابها، من اجل جبر الضرر وتقديم تعويضات للضحايا، والسماح للعائلات بزيارة ذويهم من شهداء السجون السرية، الذين ما زالت اماكن قبورهم مجهولة حتى اليوم، وتقديم المجرمين والجلادين من قيادة البوليساريو المسؤولين عن هذه الجرائم، للمحاكمة.

لماذا لا تعود إلى المخيمات من أجل النضال من داخلها؟

لقد تم نزع جواز سفرنا الجزائري، بمجرد إعلاننا المعارضة ضد القيادة الفاسدة لجبهة البوليساريو، فكيف تريدون منا الدخول للجزائر او المخيمات المتواجدة بالتراب الجزائري، ولكن، ورغم وجودنا خارج المخيمات فنحن معهم يوميا عبر صفحة خط الشهيد، بفضل تقدم وسائل الاتصالات التي جعلت من العالم قرية صغيرة..

في نظركم الصحراويون بتندوف لاجئون أم محتجزون؟

الصحراويون بالمخيمات، هم لاجئون باعتبارهم خرجوا من بلادهم لما رفضوا تقسيم وطنهم بين المغرب وموريتانيا من دون استشارتهم، ولكن ليس لديهم اي حق من حقوق اللاجئين المعترف بها دوليا عبر اتفاقيات جنيف... ومحتجزون لأن قيادة البوليساريو حولتهم إلى ضحايا للمتاجرة بمعاناتهم دون السماح لهم خلال اكثر من 40 سنة بالتمتع بحقوقهم كلاجئين، واختيار قيادة تمثلهم وتنهي معاناتهم، عبر انتخابات حرة وديمقراطية وبشهادة ملاحظين دوليين مستقلين، مفضلة  الاستفادة من معاناتهم عبر المتاجرة بالمساعدات الدولية التي يستجدونها باسمهم على انهم لاجئون...

من يستفيد في نظركم من هذا النزاع الذي عمر طويلا؟

المستفيد الأول من هذا النزاع الذي طال اكثر من اللازم، هو المافيا المتحكمة في البوليساريو، ومافيا جزائرية استغنت على حساب هذا النزاع، ومافيا في المغرب، من اصحاب سياسة الريع، جمعت الأموال الطائلة على حساب هذا النزاع، والمتضرر، هم النساء والأطفال والكهول الذين يعانون تحت الخيام، بالإضافة لآلاف العائلات المشتتة...

كيف تنظرون في خط الشهيد لقرار المحكمة الأوروبية الأخير بخصوص الاتفاق الفلاحي المبرم بين المغرب والاتحاد الأوروبي؟

إذا اكتفى المغرب بشعار "الصحراء مغربية، والمغرب من طنجة حتى الكويرة"، ولم يقم باي مجهود يذكر لإقناع الدول بذلك الشعار، فستكون هنا قرارات اكبر وربما اخطر من قرار المحكمة الأوروبية الأخير...

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال