القائمة

الرأي

إعادة هيكلة الحقل الحزبي في المغرب

 

ليس من الظلم أو المبالغة القول إن كثيرا من الذين يتحكمون في مصير الجزائر قوم مصابون بالانفصام السياسي وربما الشخصي. هناك حالة إفلاس قادت إلى نوع من الفاحشة تتمثل في الاتجاه نحو منع الجزائريين المقيمين في الخارج ومزدوجي الجنسية منهم من تولي مناصب سياسية وقيادية في البلاد. 

هناك تحول جوهري في الخطاب السياسي السائد بين الفرقاء الحزبيين في المغرب يتوقع معه المراقبون تغيرا جوهريا في الحقل الحزبي المغربي في اتجاه وضوح أكبر في مواقف الأحزاب السياسية..هذا التحول ترافق مع تغيير واضح في التموقعات السياسية داخل أحزاب المعارضة..

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

حزب الاستقلال أعلن رسميا فك ارتباطه مع حزب الأصالة والمعاصرة، ووضع مسافة واضحة معه وأعلن اصطفافه إلى جانب «المعارضة الوطنية الديمقراطية» في إشارة إلى النشأة الملتبسة لحزب الأصالة والمعاصرة، وهي الإشارة التي التقطهاعبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بسرعة ورد التحية بأحسن منها حينما هنأ الأمين العام لحزب الاستقلال على موقفه الأخير، وأثنى عليه باعتباره حزبا عريقا، فاتحا بذلك إمكانية الدخول في علاقة جديدة مع حزب علال الفاسي في المستقبل..

حميد شباط الذي خاض معركة ضروسا داخل هيئته من أجل تثبيت زعامته على الحزب، نجح في تحقيق مصالحة داخلية في وقت دقيق مع تيار «بلا هوادة للدفاع عن الثوابت» وهو التيار الذي يقوده نجل الراحل علال الفاسي منذ تداعيات المؤتمر الوطني الأخير، «انشق» عن الحزب بعد خلافات سياسية كبيرة بسبب طعنه في نتائج المؤتمر وبسبب تحفظات جوهرية على الانسحاب المفاجئ للاستقلال من حكومة العدالة والتنمية..

امحمد بوستة الأمين العام الأسبق للحزب بعد علال الفاسي، اعتبر في لقاء المصالحة بأن خروج الاستقلال من حكومة بنكيران كان خطأ كبيرا، وهو ما يعترف به جميع الاستقلاليين في مجالسهم الخاصة..

حزب آخر، ينتظر أن يعرف تغييرات في خطابه السياسي وفي مواقفه التي أطرت هذه المرحلة، ويتعلق الأمر بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي فقد الكثير من توهجه السياسي في الآونة الأخيرة..

فبغض النظر عن الأخطاء التي وقع فيها الاتحاد الاشتراكي كأي تجمع بشري يمارس السياسة باعتبارها عملا نسبيا لا وجود فيها للكمال، ينبغي الاعتراف بأن حزب المهدي وعمر وَعَبد الرحيم وَعَبد الرحمن قام بأدوار تاريخية من موقع المعارضة ومن موقع التدبير أيضا..لفائدة المغرب و لفائدة الديمقراطية..

نعم، ليس من السهل أن يقضي الحزب في السلطة 15 سنة، ويبقى بنفس التوهج والعطاء، ومع ذلك فإني أعتقد بأن الأقدار جرت بشكل جعل الحزب يخطئ بعض المواعيد السياسية الكبرى: لقد أخطأ الإتحاد في تزكية الحكومة في نسختها التي لم تحترم المنهجية الديمقراطية كما أنه عندما إختار المعارضة في أول حكومة لدستور 2011 لم يساعده كثيراً..

ومع ذلك لا يمكن إنكار الدور الذي قام به الاتحاد منذ الاستقلال..

لقد اختار الحزب الدخول إلى حكومة إدريس جطو رغم تحفظه على عدم احترام المنهجية الديمقراطية آنذاك، واختار الحزب عدم الدخول إلى حكومة عبد الإله بنكيران ليس لأسباب إيديولوجية أو فكرية، ولكن لأسباب فسرها باحترام المنهجية الديمقراطية واحترام أصوات الناخبين الذين بوأوا حزب العدالة والتنمية الرتبة الأولى!!

نعم لقد بوّأ المواطنون الرتبة الأولى للعدالة والتنمية في انتخابات 2011، لكن لم يبوؤوه الأغلبية المطلقة وكان من الضروري أن يلجأ إلى بناء تحالفات..

لقد اختار الاتحاد الاصطفاف إلى جانب «الوافد الجديد» في خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام، ظهر بأنها كلفته الكثير سياسيا وانتخابيا..

المغاربة اليوم، والطبقة السياسية التي تناضل من أجل الديمقراطية، مطالبون باحتضان هذا الحزب العريق على قاعدة العرفان والاعتراف بالدور التاريخي للاتحاد..من أجل مستقبل الديمقراطية في البلد.

في محطات سياسية دقيقة لابد من الخوض في مستلزمات البناء الديمقراطي بعيدا عن الحزبيات الضيقة.

البلاد بحاجة إلى أحزاب سياسية حقيقية خرجت من رحم الشعب، يعرفها المواطن وتعرفه، جربت المعارضة كما المشاركة في الحكم، تمتلك أطروحة سياسية واضحة وتنهل من مذهبيات فكرية متعددة و واضحة.

ينبغي القول بأن حزب القوات الشعبية ترك فراغا سياسيا جديا في الساحة، لم تستطع بعض أحزاب المعارضة الاصطناعية أن تملأه..

منبر

عبد العالي حامي الدين
أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال
الامر يتعتق بشبح الاتحاد الاشتراكي
الكاتب : mohammedabouyoussef
التاريخ : في 26 يناير 2016 على 01h26
الاتحاد الاشتراكي لا يتوفر علئ مقومات استرجاع تماسك الذات وصلابة اتموقف الذي عرفه به المواطنون من الفءات التواقة الئ حياة كريمة ومغرب ديمقراطي مكرس لسياسة تروم تاوزيعا عادلا لمقدرات البلاد علئ مواطنيه ة
اين هو من قياداته اتوطنية الشامخة الجسورة
لقد تشتت الاتحاديون وحجزوا مواقع بالطليعة الديمقراطي وبالاشتراكي الموحد وبالمءتمرالاتحادي وبحساسيات اخرئ بعد طردهم من التنظيم او علئ اتر مناهضتهم لاسلوب معالجة نتاءج المءتمرات اما الاخرون فقد غيبهم الموت
وكما جاء علئ لسان الاستاذ حامي الدين فقد اطلق الاتحاد الاشتراكي علئ نفسه رصاصة اذا لم تكن قد اصابته في مقتل فقد جعلته ينزف بعدما اتخذ موقفا متخاذلا تجاه ما سماه القفز عن المنهجية الديمقراطية وجنح الئ الاستظلال بمظلة المناصب الوزارية في حكومة بقيادة التقنوقراطي ادريس جطو
فبالاضافة الئ نزيفه الذي لم يفتر ضيع هذا الحزب فرصته الذهبية عندما رفض الانضمام الئ حكومة بنكيران الاولئ وقد شارك فيها كل من حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية
لقد فرط الاتحاد الاشتراكي في رصيده الموروت من الاتحاد اتوطني للقوات اتشعبية وهجره منا ضلوه الاقحاح لكل اسبابه ومنطلقاته ودبرترشيحاته في الانتخابات بعيدا عن منطق الهوية الحزبية فجاءت النتاءج كما كان منتظرا مخيبة للامال
علئ الاتحاد الاشتراكي ان يتامل محيطه السياسي وان يتساءل عن اسباب التطور الايجابي لحزب مثل التقدم والاشتراكية وعن دواعي تفكك وانحذار واضمحلال حزب كحزب الشورئ والاستقلال وان يلجا الئ مصالحة جادة بعيدا عن الطموحات القيادية وان يحدد بتان وبصيرة سبيله وعاءلته السياسية ذات اتجذور النضالية اتوطنية