القائمة

interview_1

بعد الجدل حول إدراج الدارجة في التعليم..نبيل عيوش يعلن عن ميلاد أول قاموس للدارجة المغربية [حوار]

يواصل رجل الأعمل والناشط الجمعوي المغربي نور الدين عيوش رئيس "مركز تنمية الدارجة المغربية" إثارة الكثير من الجدل، فبعد دعوته قبل سنوات لاعتماد الدارجة في التعليم خلال السنوات الأولى، أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن ميلاد أول قاموس للدارجة المغربية، معبرا عن رغبته في أن يجد هذا القاموس طريقه خلال السنوات المقبلة إلى المنظومة التعليمية المغربية.

أجرينا في موقع يابلادي حوارا مع نور الدين عيوش وسألناه عن القاموس الجديد والصعوبات التي واجهت فريق العمل في إعداده...  

نشر
نور الدين عيوش
مدة القراءة: 4'

هل من توضيحات أكثر بخصوص قاموس الدارجة الذي عملتهم على إعداده؟

منذ أكثر من أربع سنوات ونحن نعمل على هذا القاموس، وسهر على إعداده خبراء وأساتذة كبار ومختصين في اللسانيات، بمشاركة أكثر من عشرة طلبة من الذين يحضرون بحثهم لنسل شهادة الدكتوراة هذه السنة. كانت هناك اجتماعات كثيرة ومتنوعة، في السنة الأولى تم الاقتصار على مناقشة الأهداف، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى دراسة كيفية صياغة هذا القاموس، وبعد ذلك انطلق العمل، وبعد الانتهاء قمنا بإرساله إلى بعض الإخوان الذين لهم تجربة كي يقدموا لنا ملاحظاتهم حوله.

المشروع تم الانتهاء منه ولن يبقى حبيس الأوراق، بل سنعمل على إخراج نسخة إلكترونية له عما قريب، كي يتمكن كل المغاربة من الاطلاع عليه وقراءته وتحليله، ومن أراد منهم أن يقدم اقتراحات لإضافة كلمات أو أمثلة فسيكون المجال مفتوحا أمامه، فبعد كل ثلاثة أو أربعة أشهر سنعقد اجتماعا كي نختار الكلمات التي ستتم إضافتها إلى القاموس كي يتطور أكثر.

هل تتوقعون أن يحظى هذا القاموس بالإقبال من المغاربة؟

أتمنى ذلك، وأظن أن المغاربة سيقبلون عليه، لأنهم يتكلمون هذه اللغة، ويريدون أن يطَّلعوا عليه، لأنه أول قاموس في المغرب والعالم العربي تم الاعتماد في صياغته على الدارجة، لأن القواميس المتوفرة مكتوبة إما بالحروف اللاتينية، أو العربية الفصحى، ولكن هذا أول قاموس مكتوب باللغة الأم أي الدارجة.

الدارجة ليست واحدة في المغرب، وكل منطقة تتميز بدارجتها الخاصة كيف تعاملتم مع ذلك؟

المختصين اعتمدوا في صياغتهم للقاموس على الدارجة المتداولة في وسط المغرب، أي الدار البيضاء والرباط وسطات...، وهي المناطق التي يتركز بها تواجد وسائل الإعلام من صحف وإذاعات...، والمغاربة كلهم يتداولون بهذه اللغة والجميع يفهمها، وبعض الكلمات المختصة بالجنوب أو الشرق...، تم إضافتها، ولكن الدارجة التي تستعمل في وسط المغرب هي التي شكلت المادة الأساسية للقاموس.

الدارجة متغيرة وتتطور بوتيرة سريعة، كيف ستتعاملون مع هذا الأمر؟

هذا هو سبب وضع هذا القاموس، لكي يتطور ويبقى دائما التطور. وسيخرج كتاب للقواعد والنحو في غضون الثلاثة أشهر المقبلة، عمل على إعداده مختصون، وهناك أيضا أنطولوجيا  تحتوي على قصائد وملحون...، ستخرج إلى الوجود أيضا في الأشهر المقبلة، العمل مستمر ولا نعتقد أن عملنا هو جامع لكل شيء، هناك آراء أخرى سنعمل على تشجيعها ونحن منفتحين على جميع الاقتراحات.

اللغات الحية لاتموت، وخصوصا اللغة التي يتم استعمالها بين الناس، وهناك كتب ومسرحيات باللغة الدارجة، ولا يجب أن ننسى بأن الدارجة تتطور وهذا جيد، فهي لغة حية وليست لغة ميتة ومتجمدة، المختصين في العالم ككل يقولون بأن أي لغة كانت يجب أن تتطور وتنضاف إليها كلمات جديدة.

هل تعتقدون أن هذا القاموس سيجد طريقه إلى المنظومة التربوية في المستقبل؟

أتمنى هذا في المستقبل، لأننا قلنا في الاقتراحات التي قدمت لصاحب الجلالة، أنه يجب في السنة الأولى أن يتم الاعتماد على اللغات المتداولة، وهي اللغات الأم، فالذين يوجدون في جهات تتكلم بالأمازيغية مثلا، يجب أن يتم الاعتماد في تدريس أبنائهم في السنوات الأولى عليها، بل ونرى أنه  لا يجب أن يقتصر ذلك على السنة الأولى بل السنة الثانية والثالثة، ولاي جب أن تكون هذه اللغة الأم شفوية فقط ولكن كتابيا أيضا.

هذا يلزمه بعض الوقت لأنه يوجد بعض الناس الذين عندهم توجه سياسي وتوجه إيديولوجي وهم يعارضوننا، وفي كثر من الأحيان يتكلمون بالدارجة، وتدخلاتهم سواء كانت إذاعية أو في التلفزة أو في الشارع يتكلمون باللغة الأم. إذا فلا داعي لأن يقولوا بأن اللغة الأم غير صالحة أو ما إلى غير ذلك "حشومة هاد الشي"، نحن نرى أن مؤسسات عليا في جميع الدول كاليونيسكو أو اليونيسيف يقولون بأن للغة الأم أهمية كبيرة، وعلى الطفل أن يتم استقباله عندما يلج المدرسة بلغته الأم.

تحدثتم قبل أيام عن ضرورة طرد السياسيين من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، لماذا؟

لم أقل أبدا الطرد، قلت أفضل وأتمنى أن لا يبقى في هذا المجلس السياسيون، وأفضل بذل ذلك أن يضم مختصين بالتعليم ولهم كفاءات وقدرات كي يعملوا بوضوح وباستقلالية ودون خلفيات إيديولوجية أو سياسية، لأنه في بعض الأحيان فإن الأفكار التي يؤمن بها من ينتمي إلى الأحزاب والنقابات والذين أحترمهم وأقدرهم، تكون إما سياسية أو إيديولوجية، وأنا أتمنى أن يقتصر هذا المجلس على من يملك اختصاص حرفي وتجربة..، هذا رأيي وأحترم رأي الآخرين.

ولكن من خلال تجربتي في المجلس، ففي كثير من الأحيان نضيع وقتا كثيراعلى الكلام السياسي والإيديولوجي، وننسى أن دورنا أساسا هو البحث عن السبل للرقي جودة التعليم ومستقبل المدرسة المغربية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال