القائمة

interview_1

خالد السفياني : نتدارس إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الوفد الذي زار إسرائيل بتهمة "التخابر مع دولة أجنبية" [حوار]

أثارت زيارة وفد مغربي قبل أيام إلى إسرائيل ولقائه ببعض المسؤولين في الدولة العبرية جدلا كبيرا في المغرب، وصل إلى حد اتهام أفراده بالخيانة والتخابر مع إسرائيل، ومع عودة أعضاء هذا الوفد إلى المغرب أكد المحامي خالد السفياني منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، في حوار مع موقع "يابلادي" أنهم يتدارسون إمكانية رفع دعوى قضائية ضددهم.

نشر
خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين
مدة القراءة: 5'

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

ما موقفكم من الزيارة التي قام بها وفد مغربي قبل أيام إلى إسرائيل؟

نحن ندرس كل الاحتمالات بما في ذك رفع دعوى قضائية ضد هؤلاء، وتوجد جريمة في القانون الجنائي تسمى "التخابر مع دولة أجنبية"، وإن كنا لا نعترف بأن هذا الكيان دولة، فزيارته أخطر وأشد لأنه كيان عدو وعنصري، ويمارس الإرهاب ضد شعب وأرض ومقدسات فلسطين، وبالتالي أي زيارة له هي إشادة بالإرهاب، والإشادة بالإرهاب هي جريمة أيضا في القانون الجنائي.

ما أود التأكيد عليه هو أننا  ندرس الاحتمالات كلها وسنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

هؤلاء اختاروا أن تتزامن زيارتهم المشؤومة للكيان الصهيوني مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بالمقابل اخترنا نحن في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن نحتفل بهذا اليوم بمعرض تشكيلي كبير حضرته أميمة الخليل (فنانة لبنانية معروفة بدفاعها عن القضية الفلسطينية) وقيادات من مختلف التنظيمات وكلهم جاءوا من أجل قضية فلسطين.

لكن أعضاء الوفد الذي زار إسرائيل أدلوا بتصريحات إعلامية قالوا فيها إن إسرائيل ليست عدوا للمغرب، وأنهم كانوا هناك للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ما تعليقكم؟

لم يكلفهم أحد بزيارة "الكنيست" (البرلمان) الإسرائيلي، للدفاع عن وحدتنا الترابية، ثانيا الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني مشروع تفتيت وتجزئة وليس مشروع توحيد، هم يريدون تفتيت الدول العربية ما أمكن، وبالتالي فالصهاينة لا يمكن أن يكونوا معنا على أية حال، بما في ذلك من يقولون إنهم يحبون المغرب. وقد بدا جليا في العديد من المناسبات أن الصهاينة يعملون على تفتيت المغرب والدول العربية الأخرى، ولا أدل على ذلك محاولتهم خلق نعرات طائفية وعرقية في العديد من البلدان.

والذين لهم صله بالمخابرات الصهيونية يرددون باستمرار بأن المغرب بلد الأمازيغ، أو بلد العرب بغية خلق الفتنة، بينما المغرب هو وطن كل المغاربة لا فرق بين مواطن يسكن في السمارة ومواطن يسكن في الحسيمة...، والذي يدافع عن الوحدة الترابية لا يدافع عن خلق نعرات طائفية داخل البلدان.

وهناك من ذهب من هؤلاء الذين زاروا إسرائيل إلى حد اعتبار إسرائيل صديقا للإمازيغ، ونحن نعلم أن معنى كلمة أمازيغ هو الرجل الحر أو المرأة الحرة، وبالتالي لا يمكن للأمازيغي إلا أن يكون وطنيا حرا مدافعا عن كيانه وهويته، ولا يمكن أن يكون داعيا للتجزيء ولا داعية لدعم الإرهاب.

إذا قلنا إن الصهاينة أصدقاءنا معنى ذلك أننا نقول أن الملك محمد السادس ليس رئيسا للجنة القدس، ولا يعمل في سبيل تحرير القدس، ويكفي أن نقول لهؤلاء أن محمد بن عبد الكريم الخطابي الرجل الأمازيغي الحر كان هو من أسس مكتب المغرب العربي في القاهرة بعد لجوئه إلى مصر، وكان يستقبل هناك الخلايا المسلحة التي نذرت نفسها للدفاع عن قضية فلسطين، وقيادات الأمازيغ في تاريخ المغرب كانت مع فلسطين ومع الوحدة العربية، ولما نقول الوحدة العربية لا نقصد العرق كما يحاول هؤلاء القليلين جدا والذين لديهم إمكانيات مالية كبيرة أن يسوقوه، بغية زرع الفتنة في الوطن.

 نذكر أيضا أن الزعيم الأمازيغي الفقيه البصري كان من مؤسسي المؤتمر القومي العربي، كما أن أمازيغيا يوجد اليوم على رأس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع...

الأمازيغ أكبر بكثير من أولئك الذين يحاولون أن يخدموا المشروع الصهيوني، والذين يروجون لمقولة طرد الجنس العربي من بلاد المغرب.

العروبة هي وعاء لكل أبناء الوطن بدون استثناء، وجزء كبير من الأمازيغ جاءوا من اليمن العربية، ولم يكن هذا الأمر يشكل أي إشكال ببلادنا، ولم يعرف المغرب محاولة للتفرقة على أساس العرق في تاريخه، العنصرية هي أن تقول أنا أمازيغي والباقي يجب أن يطرد من الوطن.

نعم نحن نعترف بأن هناك تقصيرا في التعريف بالثقافة الأمازيغية...، وهذا شيء يجب تداركة، ونحن نؤكد على أنه يجب أن يكون المغرب وعاء لكل الثقافات والحضارات، وهو ما يعني أنه لا فرق بين أمازيغي وغير أمازيغي...

ما تعليقكم على الموقف الرسمي المغربي من هذه الزيارة؟

نحن نتأسف للموقف الرسمي، وسبق لنا أن طالبنا المسؤولين المغاربة بمختلف مستوياتهم أن يتخذوا الإجراءات الضرورية لإيقاف أي تخابر مع الاحتلال الصهيوني ولإيقاف أي دعم للإرهاب الصهيوني كيف ما كان شأنه، غير أنه أحيانا تتم الاستجابة، وفي أحيان أخرى لا يتم الاستجابة لنا.

كيف تنظرون إلى بقاء مقترح تجريم التطبيع الذي تقدمت به عدة فرق نيابية حبيس الرفوف؟

نحن نسعى جاهدين لإخراج هذا المقترح الذي قدمه أكثر من ثلثي أعضاء مجلس النواب إلى الوجود ولكي يصبح قانونا، لكي يتم الحسم مع هذا النقاش نهائيا.

لكن كل عمل مهم يتطلب الكثير من الوقت، وهناك من أبدى تخوفا من هذا المقترح، ونحن نقول إنه مجرد مقترح قابل للنقاش والتعديل، لكن طبيعا مع التركيز على وجوب الحسم مع التطبيع مع هذا الكيان المغتصب.

هل تؤمنون بأن يصير هذا المقترح قانونا في يوم ما؟

أول كتاب كتبته كان عنوانه "الحق في الحلم"، والمناضل الذي لا يحلم بالأفضل لا يمكن أن يكون مناضلا أومواطنا صالحا، نحن نحلم بالأفضل ولم نفقد الأمل.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال