القائمة

أخبار

وسائل الإعلام تقع في الفخ..هل حقا يحتل المغرب المرتبة الرابعة إفريقيا في مؤشر الجريمة العالمي لسنة 2016؟

تناقلت العديد من وسائل الإعلام المغربية والعربية قبل أيام، خبرا يفيد بأن "قاعدة بيانات (موقع إلكتروني)" يدعى "نامبيو"، أصدر ترتيبا للدول التي تعاني من انتشار الجريمة، حيث حل المغرب في المرتبة 40 من أصل 117 دولة، غير أنه وبعد بحث تبين أن هذا الترتيب لا يقوم على أساس علمي، حيث تم الاعتماد على آراء بعض متصفحي الموقع فقط.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

نشرت العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية قبل أيام، خبرا يفيد بأن المغرب احتل المرتبة 40 بعدما حصل على 50.28 نقطة من أصل مائة، في "مؤشر الجريمة العالمي لسنة 2016" الذي صدر عن "قاعدة البيانات الشهيرة نامبيو"، متقدما على باقي دول المغرب العربي باستثناء تونس.

غير أن اللافت للانتباه هو أن هذا الموقع الذي سهر على إعداد هذا الترتيب الذي لا تتعدى زياراته العشرات، اعتمد في ترتيبه للدول على آراء زواره فقط دون الاعتماد على أي أساس علمي، حيث اعتمد في تقيمه للمغرب على آراء عينة تتمثل في 128 شخصا، في حين اعتمد في منحه إثيوبيا المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث الدول الأكثر أمانا على آراء 37 شخصا فقط.

كما كان لافتا للانتباه أن دولا تعاني من فراغ أمني كبير كسوريا، تم تصنيفها في مرتبة متقدمة مقارنة مع دول أخرى تشهد استقرارا نسبيا كالجزائر ومصر، وهو ما لا يستقيم والمعطيات على أرض الواقع.

المغرب في المرتبة 91 عالميا

بمقابل الترتيب الذي أصدره موقع "نامبيو"، يظهر مؤشر السلام العالمي لسنة 2016 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في سيدنى بأستراليا، الصادر في شهر يونيو الماضي، والذي يتمتع بقدر كبير من المصداقية، بحيث يعتمد منهجية واضحة في ترتيب الدول المختلفة مع توضيح خلوها من النزاعات والجرائم والإشارة إلى معدلات القتل والانتحار وانتشار الإرهاب والحروب وعدد المسجونين ومعدل الإنفاق العسكري بالنسبة لإجمالي الناتج المحلى ومعدل الوفيات فى الحروب والنزاعات.

واحتل المغرب في هذا المؤشر المرتبة 91 من بين 162 دولة في العالم، خلف تونس التي حلت في المركز 64 عالميا، فيما حلت الجزائر في المرتبة 108 عالميا، وموريتانيا في المركز 123 عالميا، فيما جاءت ليبيا التي تعاني من حرب داخلية وتواجد لتنظيمات إرهابية على أراضيها في المرتبة 154 عالميا.

وأظهرت نتائج التقرير أن الدول التي تتمتع بالسلام، والتي تتوفر فيها أركان السلام تتمتع بحصة عالية لدخل الفرد، وتوزيع للموارد أكثر عدلا، وحالة صحية وتعليمية أفضل، وتحسن مشاعر الثقة بين المواطنين، ومزيد من التآلف والتماسك والتضامن الاجتماعي.

وفي مقارنة صغيرة بين ترتيب موقع "نامبيو" و "مؤشر السلام العالمي لسنة 2016" يتضح مدى الاختلاف الكبير بينهما، ففي الوقت الذي يبوء هذا الأخير المرتبة 91 عالميا من أصل 163 دولة، والعشرين إفريقيا، يضعه موقع "نامبيو" في المرتبة 40 عالميا والرابع إفريقيا، وفي الوقت الذي يضع المؤشر الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام إثيوبيا في المرتبة 30 في القارة السمراء يضعها الموقع الذي "خدع" الكثير من وسائل الإعلام العربية والمغربية في المرتبة الأولى إفريقيا !

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقع وسائل الإعلام المغربية ضحية لموقع  "نامبيو" المغمور، فقد سبق للعديد منها أن نقلت عنه في شهر شتنبر الماضي أن مدينة الدار البيضاء خامس أكثر المدن تلوثا في العالم، وكانت جريدة "الصباح" قد وصفت في حينه الموقع بأنه "مركز أمريكي شهير متخصص في دراسة مستويات المعيشة، والسلامة والتلوث، والبيئة..".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال