القائمة

أخبار

بلوكاج تشكيل الحكومة من وجهة نظر حسن بناجح ومصطفى البراهمة وعبد السلام العزيز

بعد مرور ما يقارب الثلاثة أشهر على تعين الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة، لم ينجح هذا الأخير ولحد الآن في تشكيل تحالف يضمن له الأغلبية في مجلس النواب، فما هي الأسباب الخفية للبلوكاج الغير مسبوق في تاريخ المغرب من وجهة نظر حسن بناجح القيادي في جماعة العدل والإحسان ومصطفى البراهمة الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، وعبد السلام العزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي ؟

نشر
عبد الإله بنكيران وعزيز أخنوش
مدة القراءة: 6'

بعد مرور ما يقارب الثلاثة أشهر من تعيين بنكيران على رأس الحكومة، إثر تصدر حزبه للانتخابات التشريعية التي جرت في الاسبع من شهر أكتوبر، لا يزال عاجزا عن تشكيل تحالف حكومي.

حسن بناجح: الملك ومحيطه يسيرون البلاد والحكومة مجرد ديكور

أرجع حسن بناجح عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، شبه المحظورة البولوكاج الحاصل في تشكيل الحكومة إلى المنطق والأسلوب السياسي المنتهج في المغرب، وأضاف في تصريح خص به موقع يابلادي أنه "لو كانت لدى الحكومة أهمية في النظام السياسي المغربي، ولو كانت فعلا تحكم، ولها دورها التمثيلي في البناء السياسي في المغرب، لكانت مدة ثلاثة أشهر من عطالتها كارثة ما بعدها كارثة".

وأشار في معرض حديثه للموقع إلى أن "الحكومة في المغرب لا تحكم، بدليل أن الأمور تسير بشكل طبيعي لأن الجهات التي تحكم، والمتمثلة في الملك ومحيطه، يحكمون سواء كانت الحكومة أم لم تكن، وبالتالي فوجود الحكومة من عمها سيان"، وزاد قائلا أن الوصف المناسب "لما سمي بالبلوكاج هو التوصيف الذي كنا دائما نقوله عن العملية الانتخابية، والتي هي عملية عبثية من بدايتها إلى نهايتها". واسترسل قائلا:

 "الانتخابات لا تنظم على أساس البرامج، فالتنافس يكون خارج البرامج، وأيضا بعد الانتخابات وبعد بروز النتائج، يتم مباشرة ضرب ما يسمى بشرعية الصناديق وإرادة الناخبين عرض الحائط، فتنطلق المشاورات لتشكيل تحالفات لا علاقة لها أصلا بإرادة الناخبين، مع أن الناخبين في المغرب ما هم إلا أقلية في حين أن الأغلبية المطلقة مقاطعة لهذا المسلسل".

وزاد قائلا أنه "سواء كان هذا البلوكاج أو لم يكن فالحكومة لن تخرج على التوليفة المعتادة، حيث ستكون مشابهة للحكومة السابقة، وستتشكل من تحالف غريب وعجيب لا شيء يجمع بينه يفتقد لأهم شيء يجب أن يكون في المؤسسة التنفيذية وهو الانسجام".

وأوضح القيادي في جماعة العدل والإحسان التي دأبت على الدعوة لمقاطعة الانتخابات أن "قمة العبث هو أن ثلاثة أشهر من البلوكاج كانت نتيجة للسعي لإدخال حزب كان يضعه رئيس الحكومة وحزبه عنوانا للتحكم، وهذا ما يعني في النهاية أن هذه الثلاثة أشهر مارس فيها المخزن وشركاؤه أكبر حملة طويلة للدعوة لمقاطعة الانتخابات، وبالتالي نترقب أن تكون نسبة المقاطعة في الانتخابات المقبلة أكبر مما تم تسجيله في الانتخابات السالفة".

وتطرق حسن بناجح لحديث رئيس الحكومة عن القوة القاهرة، التي قد تجعله يتخلى عن حزب الاستقلال وقال "هذا المفهوم الجديد الذي أبدعه رئيس الحكومة وهو "القوة القاهرة"، والذي يبرر به ما يجري، هو شيء معروف منذ عقود، فكل ما كان موجودا خلال العقود الماضية هو الاستبداد، لكن الفرق هو بين من يسعى لأن يجر الشعب للتطبيع والخضوع وتصبح له قابلية الخضوع للتحكم وللقوة القاهرة، وبين من فضل أن تبقى للشعب مناعة مجابهة ومواجهة الاستبداد والفساد".

البراهمة: الدولة كانت ترغب في تصدر البام للمشهد الانتخابي لكن..

في حين رأى الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي مصطفى البراهمة، الذي قاطع حزبه بدوره الانتخابات الماضية أن "الدولة العميقة أو المخزن كان يرغب في أن يتبوأ حزب الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى في انتخابات السابع من أكتوبر، لكن رغبته لم تحقق لأنه الوعي بدأ ينتشر نسبيا داخل فئات واسعة من الشعب المغربي، ولم تعد توجيهات المقدمين والشيوخ تأتي أكلها بل صار من الممكن أن تكون ردة الفعل معاكسة". وأضاف أن "المخزن" لجأ بعد ذلك إلى:

 "الخطة البديلة والتي تنص على تعيين أخنوش رجل القصر الموثوق به على رأس الأحرار، ودفعه للمشاركة في الحكومة، كي يصبح هو المخاطب الرئيسي للقصر داخل الحكومة بدل رئيسها، بحيث يصير بنكيران رئيسا شكليا للحكومة، في حين أن الرئيس الفعلي هو أخنوش وبالتالي هذه القوة جعلته يشترط أن يتم استبعاد حزب الاستقلال لأنه كانت هناك إرادة من طرف الدولة العميقة، لمعاقبة حزب الاستقلال على ارتباطه بالعدالة والتنمية وعلى رفضه القيام بالانقلاب عليه مباشرة بعد الانتخابات".

واسترسل قائلا "وبعد أن جاءت زلة شباط التي اعتبرت معاكسة لخطة الدولة التي تسعى لربط علاقات واسعة في إفريقيا، رغم أن حزب الاستقلال معروف عليه بأنه يردد من زمان بأن حدود المغرب تصل إلى نهر السينغال، تم استغلالها لإزاحة شباط من حزب الاستقلال وهو ما يجري الآن، وإزاحة حزب الاستقلال من الحكومة".

وخلص البراهمة إلى أن ما يجري الآن يبين بوضوح أنه لا وجود "لاستقلالية القرار الحزبي، وبأن القرار يؤخذ من خارج الأحزاب"، وهذا لا يعني بحسبه بأن "الأحزاب تنصاع نهائيا، بل إنها تتفاعل مع هذه التوجيهات، وهناك من يحاول الخروج عن ذلك ولو بشكل بسيط وهو ما لاحظناه  مثلا بالنسبة لحزب العدالة والتنمية حين تشبث بحزب الاستقلال". وأضاف أنه "لو كان هناك فعلا استقلالية للقرار الحزبي لكانت الحكومة قد تشكلت في الأيام الأولى بين حزب العدالة والتنمية وأحزاب الكتلة، ولكن بما أن بنكيران يعلم جيدا التوجه الذي تريده الدولة العميقة فهو غير مستعد للتخلي عن حزب الأحرار".

عبد السلام العزيز: ألا يمكن أن تشكل الحكومة من دون حزب الاحرار؟

فيما ذهب عبد السلام العزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي عضو تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي الذي تضم أيضا حزبي الطليعة والاشتراكي لموحد، إلى القول في تصريح للموقع ان البلوكاج الحاصل في تشكيل الحكومة "يعطل مصالح المغاربة"، وأنه "كان مفروضا أن تكون الحكومة قد شكلت بعد أيام من تعيين بنكيران من قبل الملك".

وأرجع تعثر مشاورات تشكيل الحكومة إلى اعتبارات "متعددة فيها ما يرجع إلى طريقة تدبير رئيس الحكومة لمشاوراته والتي تتسم بكثير من الضبابية، ففي بعض الأحيان يتحدث عن أن الأغلبية موجودة باعتبار تواجد حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال، وفي وقت آخر يتحدث عن تشبثه بحزب التجمع الوطني للأحرار وبأن تواجد هذا الحزب أصبح هو الهدف الرئيسي له من خلال هذه المشاورات"، وأكد أن:

 "السؤال الذي يجب طرحه الآن هو هل أصبح ضروريا اليوم أن يتواجد حزب بعينه في الحكومة؟ وهذا سؤال يؤدي بنا إلى استنتاج مفاده أننا لم ننتقل بعد إلى الديمقراطية".

وختم العزيز كلامه قائلا "وحتى الطريقة التي يدبر بها الحزب الذي احتل المرتبة الأولى في الانتخابات الأخيرة المشاورات فيها الكثير من الضبابية، وهناك أشياء كثيرة غير واضحة وغير معلنة، وهو ما يؤدي حتما إلى التخمينات التي تحتمل الصحة والخطأ".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال