القائمة

أخبار

الحديث عن استقلال أزواد يتسبب في ترحيل طالب مالي من المغرب

أدان التجمع العالمي الأمازيغي، إقدام السلطات المغربية على ترحيل طالب مالي ينحدر من منطقة الأزواد، كان يتابع دراسته بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط، إلى العاصمة المالية باماكو بعد كتابته لموضوع حول "البحث عن خطة عمل للاعتراف بجمهورية أزواد".

نشر
معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط
مدة القراءة: 4'

كشفت أمينة بن الشيخ رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي بالمغرب، في اتصال مع موقع يابلادي، أن السلطات المغربية قامت يوم أمس الثلاثاء على الساعة العاشرة ليلا بترحيل طالب مالي كان يتابع دراسته في السنة الثانية بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط، إلى العاصمة المالية باماكو، على خلفية كتابته لموضوع حول استقلال منطقة "الأزواد" الواقعة شمال مالي.

وفي التفاصيل قالت أمينة بن الشيخ إن "أستاذ مادة التواصل بالمعهد  طلب من جميع الطلبة إعداد خطة عمل حول موضوع من اختيارهم، وهو ما جعل الطالب المالي بشير أغ أحمد محمد الذي ينحدر من منطقة تمبكتو شمال مالي (تقع في منطقة الأزواد) يعد موضوعا حول "البحث عن خطة عمل للاعتراف بجمهورية أزواد".

وأضافت المتحدثة ذاتها أنه "عند مناقشة الأعمال التي أنجزها الطلبة، احتج الطلبة الماليون على زميلمهم، واتهموه بأنه انفصالي، ففضل الأستاذ بعد ذلك عدم الاستمرار في مناقشة الموضوع، بحجة أنه يتحدث في أمور السياسة، وأن أمور السياسة بعيدة عما يتم تدريسه في حصته".

وتحدثت خطة العمل التي أعدها الطالب المالي والتي توصل الموقع بنسخة منها، عن "البحث عن الاعتراف بجمهورية أزواد"، عن طريق إيجاد السبل الكفيلة بإنهاء الحروب "وبناء دولة إسلامية مستقلة تقدم مصالح شعبها المسلم على مصالح الأمم المتحدة"، وكذا "استخراج الموارد الطبيعية التي تحتوي عليها صحراءنا الحبيبة"، وتحقيق "التنمية والازدهار والعدالة في البلد وأن يعيش الشعب بسلام وأمان تحت حكومة من أبناء البلد".

كما تحدث الطالب المالي الذي تم ترحيله من المغرب عن ضرورة "تطبيق اتفاق الجزائر (اتفاق تم توقيعه في يونيو من سنة 2015  لإنهاء حالة الحرب التي شهدتها منطقة أزواد) واسترجاع الأمن في الوطن حتى يشهد العالم قدراتنا العسكرية والسياسية" وبعد ذلك "تقديم وثيقة باسم الشعب لطلب الانفصال عن مالي، مع الصمود في وجه الضغوطات الجزائرية والمالية". وإرسال "وثيقة للأمم المتحدة لطلب اﻹعتراف بجمهو رية أزواد".

السلطات المالية تتدخل

غير أن ما ورد في خطة العمل التي أعدها الطالب بشير أغ أحمد محمد، لم يرق الطلبة الماليين، حيث بادروا بحسب أمينة بن الشيخ، إلى "مراسلة منسق البعثة المالية، الذي كلفته الحكومة المالية بالتنسيق بين إدارة المعهد والطلبة الماليين، الذي اتصل بعد ذلك بسفارة مالي، والتي اتصلت بدورها بوزارة الخارجية المالية، التي بادرت إلى مطالبة السلطات المغربية بتسليم الطالب موضوع الشكاية قصد محاكمته في بلاده".

وتضيف أمينة أنه "رغم أنه مضى شهرين على الجدل الذي أثاره الموضوع داخل الفصل الدراسي، وبعدما ظن الجميع أن الأمر انتهى، إلا أن السلطات المالية كانت تجري اتصالاتها مع نظيرتها المغربية، ويم أمس اتصل بنا الطالب المعني على الساعة الرابعة والنصف بعد زوال يوم أمس وأخبرنا، أن السلطات الأمنية المغربية داهمته وطالبت منه حزم حقائبه، وأنه في الطريق إلى المطار".

وأضافت محدثتنا أنه في حدود الساعة العاشرة مساء، أقلعت الطائرة باتجاه العاصمة المالية باماكو، وأكدت أن الطالب المرحل "قدم شكاية إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، غير أن المجلس لم يحرك ساكنا".

وتابعت أمينة أنها اتصلت بالأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار، "فأخبرنا أن الوقت لم يكن كافيا كي تتم مؤازرة الطالب المالي"، وأضافت أنها "أجريت اتصالا مع الطلبة الطوارق (الطوارق اسم يطلق على سكان شمال مالي) كي يتم تكليف محام في مالي باستقبال الطالب المبعد، وبالفعل هذا ماكان".

وأكدت أن الطالب المبعد يوجد حاليا "في منزله، ولكن إلى حدود الآن لا نعرف ما ستقدم عليه السلطات المالية".

وحملت رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي بالمغرب، المسؤولية فيما سيقع للطالب المالي للسلطات المغربية، وأكدت أنه لم يكن من داع لترحيله "فالنزاع بين مالي وأزواد موجود، ونطالب بأن يعود الطالب المطرود إلى المغرب من أجل إتمام دراسته كباقي الطلبة".

وحاول الموقع الحصول على توضيحات من إدارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، غير أنها رفضت التعليق على الموضوع، مؤكدة أنها لا تتوفر على معطيات بخصوص ترحيل الطالب المالي.

عن منطقة أزواد

تعد منطقة أزواد شمال مالي، من إحدى أهم بؤر التوتر في القارة الأفريقية، وقد جذبت اهتمام العالم بعد ظهور جماعات متطرفة فيها وسيطرتها على أجزاء كبيرة منها قبل سنوات، وهذا ما أدى إلى تدخل فرنسا عسكرياً لإرجاع الأمور إلى نصابها.

ففي شهر مارس من سنة 2012، شهدت ازواد شمال مالي عمليات عسكرية بقيادة حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة التوحيد والجهاد والحركة العربية لتحرير أزواد، اسفرت المعارك عن سيطرة المسلحين على مناطق اقليم ازواد واعلان دولة ازواد، رفضت فرنسا الاعتراف بازواد وشنت القوات الفرنسية والافريقية عمليات عسكرية في ازواد في يناير 2013 لاستعادة مدن الاقليم واعادتها للحكم المالي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال