القائمة

أخبار

الانتخابات الهولندية: شاب من أصول مغربية يسعى لقطع طرق الفوز أمام اليميني المتطرف خيرت فيلدرز

تشهد هولندا يوم غد الاربعاء إجراء انتخابات تشريعية، وتحظى هذه الانتخابات باهتمام كبير في القارة الأوروبية، حيث تعتبر مهمة لقياس حجم تأثير وتقدم اليمين المتطرف في القارة العجوز، وتتنافس في هذه الاستحقاقات العديد من الأحزاب من بينها حزب الخضر اليساري والذي يقوده المغربي الأصل جيسي كلافر الذي سبق له أن أكد أنه ينوي قطع طرق الفوز بالانتخابات أمام اليميني المتطرف خيرت فيلدرز وحزبه.

نشر
غرونلينكس جيسي كلافر زعيم حزب الخضر الهولندي
مدة القراءة: 4'

على بعد يوم واحد من موعد الانتخابات التشريعية الهولندية، ازدادت المخاوف من أن يشكل السياسي الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، الذي يقود حزب الحرية، الحصان الأسود في هذه الانتخابات التي تعد مفصلية في هولندا والقارة الأوروبية ككل، إذ ستمكن من إعطاء صورة واضحة عن مدى تأثير اليمين المتطرف في المشهد السياسي في القارة العجوز، وذلك على بعد مدة قصيرة من إجراء الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وكذا الانتخابات الألمانية.

وسبق لفيلدرز أن صرح في العديد من المناسبات أنه يريد وقف هجرة المسلمين إلى بلاده واغلاق المساجد وحظر القرآن، كما أنه هاجم في العديد من تجمعاته الانتخابية الجالية المغربية ووصفها بـ"الحثالة" وبالمشكلة التي يجب على بلاده التخلص منها.

ويتنافس في هذه الانتخابات أكثر من ثمانية وعشرين حزبا، للظفر بأصوات نحو اثني عشر مليون ناخب، ومن بين هذه الأحزاب يوجد حزب الخضر بزعامة المغربي الأصل غرونلينكس جيسي كلافر، والذي يرى المراقبون أنه يشكل نقيضا لفيلدرز وحزبه.

وخصصت صحيفة "التلغراف" الإنجليزية تقريرا للحديث عن غرونلينكس جيسي كلافر الذي ينحذر من أصول مغربية، مؤكدة أن حزب الخضر الذي يقوده قد يشهد بروزا خلال هذه الانتخابات، وهو الحزب الذي يسعى للتصدي لمخططات المرشح اليميني خيرت فيلدرز.

وبحسب المصدر ذاته فإن حوالي خمسة آلاف هولندي تجمعوا الأسبوع الماضي، ضمن أكبر تجمع سياسي تشهده البلاد في الحملة الانتخابية الجارية، من أجل دعم الشاب المغربي الأًصل، والذي يبلغ من العمر 30 سنة، والمعروف بدفاعه عن العدالة الاجتماعية وحماية البيئة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذا السياسي الشاب يتميز بمظهره الأنيق، حيث يذهب الكثيرون إلى تشبيهه برئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ويتميز فضلا عن ذلك بخلفيته الاجتماعية المتنوعة، حيث إنه ينحدر من أب مغربي وأم إندونيسية، وأصبح في الآونة الأخيرة من الوجوه السياسية الأكثر شعبية في الأوساط السياسية بالبلاد، وتظهر استطلاعات الرأي ازدياد حظوظ حزبه بشكل كبير.

ويأمل السياسي الهولندي الشاب بحسب الصحيفة أن تمكنه شعبيته المتصاعدة من التصدي لخطط غريمه السياسي خيرت فيلدز، الذي يتبنى خطابا شعبويا مناهضا للإسلام والاتحاد الأوروبي، وتظهر استطلاعات الرأي تقدمه أيضا.

ونقلت "التلغراف" عن كلافر قوله "هذه الانتخابات ستكون مصيرية لهولندا، لأنني لا أريد أن ينتصر خلالها الخوف والكراهية، وهي مصيرية أيضا لأوروبا ككل".

وتابع قائلا "هذه هي أول انتخابات في القارة الأوروبية خلال هذه الفترة، وبعدها ستأتي الانتخابات الفرنسية ثم الألمانية، والأحزاب اليسارية تواجه أوقاتا صعبة، ولكن كما ترون؛ فإن حزب الخضر اليساري في هولندا يحقق النجاح؛ لأنه ابتكر طرقا جديدة لممارسة السياسة".

وأكدت الصحيفة البريطانية أن أحد السيناريوهات المتوقعة بعد الانتخابات هو أن يصير جيسي كلافر رئيسا لوزراء هولندا، ونقلت عن خبيرة استطلاعات الرأي الهولندية موريس دي هوند قولها "إنه شاب جذاب، ويشبه جاستن ترودو، رغم أن تحركاته السياسية تشبه بيرني ساندرز، حيث إنه يقود تيارا شبابيا متفائلا بالمستقبل".

وقال أحد الشبان الحاضرين في التجمع الانتخابي لكلافر "أنا مهتم بالدفاع عن البيئة، وجيسي كلافر شخص رائع.. أنا أبلغ من العمر 29 سنة، وهو يكبرني بسنة واحدة، وبصراحة أنا أثق بأبناء جيلي".

فيما قال كلافر بحسب ذات المصدر "الشيء الوحيد الذي يهمني الآن هو كيفية قطع الطريق أمام خيرت فيلدرز وحزبه الشعبوي حتى لا يفوز بالانتخابات. نحن ندافع عن مبادئنا ولا نخاف من خوض النقاشات في المسائل الحساسة، سواء تعلق الأمر بالتهرب الضريبي أم بتغير المناخ".

وتابع أنه يركز على الدفاع عن المبادئ التي يؤمن بها، والتي تقوم عليها هولندا، وهي الحرية والتسامح والتضامن، مخاطبا الشعبويين بالقول "أريد استعادة بلدي هولندا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال