القائمة

interview_1

أبو حفص: موقفي من الإرث مجرد جزء من مشروع لنقد الأفكار السائدة ومحاولة طرح قراءة جديدة للنصوص الدينية

أثار الرأي الذي عبر عنه عبد الوهاب رفيقي، الملقب بـ"أبو حفص"، أخيراً، خلال استضافته في القناة الثانية حينما قال إن "نقاش والاجتهاد في المساواة في الإرث لم يعد خطاً أحمر"، موجة من الجدل، حيث سارع كبار شيوخ التيار السلفي في المغرب لدعوته إلى العودة إلى "جادة الصواب"، فيما قررت رابطة علماء المغرب العربي التي تضم عدد من وجوه التيار السلفي في البلدان المغاربية إقالته من عضويتها.

نشر
محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبو حفص/ الصورة من حسابع على الفايسبوك
مدة القراءة: 3'

أجرينا في موقع يابلادي حوارا مع أبو حفص، الذي سبق أن حكم عليه بالسجن لمدة 30 سنة قضى منها تسع سنوات خلف القضبان، ليتحول بعد ذلك من فقيه متشدد في الدين بارك هجمات 11 شتنبر، ومن متهم بتحريض الشباب على التطرف، إلى متهم من قبل رفاق الأمس (السلفيين) بالزندقة والخروج عن الدين، بل منهم من سارع إلى تكفيره وإخراجه من الملة.         

كيف تلقيت قرار رابطة علماء المغرب العربي إقالتك من عضويتها؟

القرار تحصيل حاصل وكنت أتوقعه، خصوصا وأنهم أبدو في أكثر من مرة انزعاجهم مما أطرحه من أفكار وأقدمه من آراء واعتبروا أن مثل هذه الآراء غير مقبوله بالنسبة لعموم المنتمين لهذه الرابطة.

وهذه الرابطة هي رابطة شكلية فقط ولا وجود لها على أرض الواقع ولم تعقد ولو ندوة صغيرة منذ أن تم تأسيسها قبل ثلاث سنوات، وليس لها أي نشاط يذكر، وإنما كل ما تفعله هو إصدار بيانات عبر الواتساب بين الفينة والأخرى، لذلك أعتبر قرارها أمرا تافها لا يستحق مني أي ردة فعل.

هل تلقيت اتصالات من شيوخ التيار السلفي في المغرب قصد دفعك لمراجعة مواقفك؟

لا أبدا، لم يقع أي اتصال، ما وقع هو أن بعض الشيوخ المنتمين إلى رابطة علماء المغرب العربي من خارج المغرب، اتصلوا بي في محاولة لما سموها هم بالنصيحة والدعوة إلى التوبة، طبعا أنا قلت أن هذه قضايا خلافية فكرية تحتاج إلى حوار وإلى بحث وإلى مقابلة الحجة بالحجة وليس إلى نصائح وإلى مواعظ.

جل شيوخ التيار السفي انتقدوا خرجتك الإعلامية الأخيرة...

طبعا لأنها تخالف طريقة تصور التيار السفي للدين، وطريقة تصورهم للحقيقة، وتخالف ما يرونه في أنفسهم من أنهم يملكون الحقيقة المطلقة وأنه ليس لأحد أن يتجاوزهم، وتضرب الفكرة التي يؤمنون بها، وهي أنهم أوصياء على الدين وأن الدين محتكر بالنسبة لهم.

أمور كثيرة حاولت نقدها، ومن الطبيعي جدا أن يثوروا مثل هذه الثورة وأن يكون لهم رد الفعل هذا، خاصة حين يتعلق الأمر بتضييع مصالح بعض الناس، كثير من هؤلاء وأنا أعرف هذا شخصيا ليست لهم دوافع فكرية، بقدر ما لهم دوافع خاصة ومصالح خاصة يقتاتون منها، ولذلك مسهم في مثل هذا الأمر يجعلهم يردون بمثل هذا التشنج والتوتر.

هل كنت تتوقع أن تحدث تصريحاتك هذا الجدل؟

طبعا، ولكن لم أتوقعه بنفس الشكل. وجود ردود أفعال متشنجة ومتوترة، هذا طبيعي لأنني أعرف جيدا وأفهم العقلية السلفية، وهي عقلية لا تقبل كل ما يخالف رأيها.

هل لا تزال متمسكا بتصريحاتك؟

طبعا نحن في البداية، لأن هذا الموقف هو جزئي فقط، لأن القضية ليست مسألة إرث فقط، الإشكال هو نمط التفكير وتصور الأمور، وطريقة قراءة النصوص الدينية وكيفية التعامل معها، فالأمر أكبر من ذلك.

موقفي من الإرث هو مجرد جزء من مشروع لنقد الأفكار السائدة والرائجة ومحاولة طرح قراءة جديدة للنصوص الدينية تتماشى و حاجة الشباب المعاصرة، كما تتماشى والوقائع والأحداث المستجدة التي يعرفها العصر، وتحاول خلق مصالحة بين الدين وبين الواقع، هذا مشروع كبير وليست قضية جزئية مرتبطة بالإرث.

سمعنا عن شيوخ ينتقدونك ويدعونك للرجوع إلى "الصواب"، هل عبر لك بعض رجال الدين عن دعمهم لك؟

نعم. تلقيت فعلا دعما من بعض الناس، وبعض الباحثين في الشؤون الدينية، ومن الذين لهم اشتغال بالعلوم الشرعية، ولكنهم للأسف الشديد طلبوا جميعا إخفاء أسمائهم وعدم ذكرها.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال