القائمة

أخبار

يحي الفاسي، ضحية أخرى "لولاد الفشوش"؟

بعد مرور أيام على الجدل الذي أثارتة حادثة "ولد لفشوش" على شبكات التواصل الاجتماعي، تسببت شابة من عائلة غنية في حادث سير أدى إلى وفاة شاب في مقتبل العمر، غير أن يد العدالة لم تطلها لحدود اليوم.

نشر
الضحية يحيى الفاسي
مدة القراءة: 3'

وقع الحادث يوم الثلاثاء 18 أبريل على الساعة العاشرة والنصف ليلا، حينما كان يحيى وصديقه على متن دراجة نارية يملكها هذا الأخير، وصدمتهما سيارة.                               

توفي يحى على الفور، بينما أصيب صديقه بكسور في رجليه، وبحسب شهادة الأخت الصغيرة ليحيى صابرين (24 سنة) التي تعمل في مكتب محاماة فإن شقيقها "خرج من الشركة حيث يعمل في سيدي معروف. ووقع الحادث على الطريق باتجاه القدس قرب عين الشق".

تحكي صابرين لموقع يابلادي أن شقيقها المتوفي "كان هو رب الأسرة بعد وفاة والدي، هو الذي كان يعمل على مساعدتنا في تأمين احتياجات الأسرة، شقيقتي لصغرى ووالدتي لا تعملان. كان في مقتبل العمر، كان يحلم بتحقيق العديد من الأحلام، لكن كل شيء تبخر في لحظة".

شهادة مشكوك في صحتها

علامة قف لم يتم احترامها، مما أدى إلى حادثة وفاة بشكل غير متعمد، بفعل صدم السيارة للدراجة النارية، وكشف التشريح الطبي أن الضحية توفي على الفور، بسبب قوة اصطدام رأسه بالأرض، كما أن جميع أضلاعه كانت مكسورة.

وتقول صابرين "علمنا بالخبر في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، كانوا في الشارع الرئيسي، فيما كانت السيارة قادمة من شارع سكني صغير. الوقائع تشير بوضوح إلى أن سبب الحادثة يرجع إلى عدم الامتثال لعلامات التشوير الطرقي من قبل سائقة السيارة، وإضافة إلى ذلك عندما وصل رجال الأمن إلى عين المكان شاهدو أن الحادثة وقعت على بعد خمسة أمتار من الخط الأبيض (علامة قف)".

أمام وجود أضرار مادية وجسدية جسيمة، تم وضع سائقة السيارة رهن الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة، وفي اليوم التالي، ذهب جار الشابة التي تسببت في الحادثة إلى مخفر الشرطة مدعيا أنه شاهد ما وقع من الطابق الثالث لعمارة سكنية حيث يقطن، وبحسب صابرين فإن هذه الشهادة كاذبة "يقول هذا الشاهد أن الحادثة وقعت في تمام العاشرة مساء، عندما كان ينظر من نافذة منزله، ولكن هذا غير ممكن لأن أخي كان لا يزال يعمل في هذه الساعة. وقد غادر مقر العمل في الساعة العاشرة وعشر دقائق، ووقع الحادث في العاشرة والنصف".

محضر الحادثة يبين عدم احترام علامة قف من قبل السائقة

بعد مرور 48 ساعة من الاعتقال، أطلق سراح الفتاة بعدما دفعت كفالة 10 آلاف درهم، وما يثير الاستغراب بحسب صابرين هو أنه لم يتم سحب رخصة السياقة من الشابة المتسببة في الحادثة، مما جعل أسرة يحيى تحس بالظلم نتيجة عدم إنفاذ القانون، والإفلات من العقاب.

المحاكمة

تتابع صابرين حكي ماوقع لموقع يابلادي بالقول "لماذا لم يسحبوا منها رخصة السياقة، لقد قتلت إنسانا، وهذا ليس حادثا صغيرا، الحياة لا قيمة لها في هذا البلد".

عقدت الجلسة الأولى من المحاكمة يوم الخميس 27 أبريل، تطوع 12 محاميا للدفاع عن أسرة الضحية، "أنا أعمل في مكتب محاماة وأنا أعرف هذا الوسط، هم لا يريدون أن تفلت الشابة التي ارتكبت الحادثة من العقاب".

وأكدت أن "ما هو مطلوب اليوم هو تطبيق قانون مدونة لسير. القانون واضح، حيث ينص على أنه إذا لم يحترم السائق علامة قف وتسبب في وقوع حادثة، فإنه يواجه عقوبة حبسية لا تقل عن ستة أشهر، ومن الممكن أن تصل إلى خمس سنوات،  كما أنه ينص على  سحب رخصة السياقة فورا، نحن نريد فقط العدالة لأخي. ليس لأنها غنية يتم انتهاك حقوقنا".

وأضافت "ما آلمني هو أنها لم تكلف نفسها حتى عناء الاعتذار.  في جلسة المحاكمة، ظهرت وهي تضع مساحيق التجميل وتتصرف وكأن لا شيء وقع، رغم أن هناك روحا قد أزهقت، إنه أخي الذي فارق الحياة...يضنون أننا قادمون من حي فقير ويمكنها أن تفلت من العقاب بالاعتماد على المال. أريد العدالة لأخي، لايجب النظر إلى وفاة شخص باللامبالاة والاحتقار، فقط لأن المتسببة في ذلك سيدة غنية".

ستعقد جلسة المحاكمة المقبلة في 1 يونيو 2017، فهل سيتم إنفاذ القانون، أم أنه سيتمر الدوس عليه كلما تعلق الأمر بـ"أولاد لفشوش"؟

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال