القائمة

أخبار

ناصر بوريطة: ثلث الدول الإفريقية لا تعترف بالبوليساريو وحياد المغرب في الأزمة الخليجية لا يعني بقاءه متفرجا

تحدث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، في حوار أجراه مع وكالة سبوتنيك الروسية نشر نهار اليوم الإثنين عن العلاقات الاقتصادية المغربية الروسية، وعن ملف الصحراء الغربية، والأزمة الخليجية.

نشر
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة
مدة القراءة: 5'

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، في حوار مع وكالة سبوتنيك الروسية، إن التبادل التجاري بين المغرب وروسيا يسير بوتيرة متصاعدة خصوصا بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى موسكو في شهر مارس من السنة الماضية، وقال إن "الصادرات المغربية من الطماطم زادت بنسبة 35 بالمائة، والصادرات البحرية المغربية كالسمك وغيره تطورت بـ 20 بالمائة، ووجدنا أن السياحة الروسية إلى المغرب تطورت بـ 15 بالمائة، ووجدنا أن حجم المبادلات بين المغرب وروسيا تطور بـ 60 بالمائة في العشر سنوات الأخيرة".

وكشف أن حجم المبادلات بين البلدين كان في سنة 2006 "1.5 مليار والآن أصبح 2.5 مليار، والمغرب أصبح اليوم ثاني شريك تجاري لروسيا في الوطن العربي وفي أفريقيا".

وفي رده على سؤال حول إمكانية تطور التعاون الروسي المغربي خصوصا بعد قرار المغرب ترسيم حدوده البحرية مع إسبانيا، قال "اتفاقية الصيد البحري بين المغرب وروسيا هي من أنجح الاتفاقيات لدى المغرب، أكبر حجم للصيد هو مع روسيا، لدينا الرغبة اليوم بأن نعمل على أساس شركات مشتركة تعمــل في هذا المجـــــال، ونخرج من الأشكال التقليدية للتعاون.

وأضاف "بخصوص ترسيم الحدود المائية، فما قام به المغرب هو تطوير لتشريعه الوطني، هناك تطوير في البرنامج الحكومي للمغرب، هناك ورش لتطوير التشريعات القديمة وأن تأخذ بعين الاعتبار التطور الواقع، فبعض التشريعات وضعت قبل اتفاقية قانون البحار الذي كان في 1982، بينما النصوص وضعت أحدها في 1973 والآخر في 1975، أي قبل الاتفاقية، وكذلك كان هناك دراسة وسينوغرافيا أعطت معطيات جديدة، فلا يمكن أن نبقى في معطيات السبعينات،  هذه المعطيات العلمية الجديدة تأخذ بعين الاعتبار في هذه العمليات".

وبخصوص دعوة مجلس السلم  والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إلى مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، قال بوريطة إن القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي "أخذت قرارا واضحا على مستوى القمة يقول إن الاتحاد الأفريقي سيقدم دعمه للأمم المتحدة".

وأكد أن المغرب وافق على القرار "واعتبره تطور إيجابي لأن الأمر يتعلق بإعادة الأمور إلى نصابها، هذا الملف بيد الأمم المتحدة، ليس المغرب الذي اختار الأمم المتحدة، الأطراف كلها اختارت الأمم المتحدة، لا يمكن أن تكون رجل ورجل هناك".

وتابع بوريطة أنه "عندما كان المغرب غائبا عن الاتحاد الأفريقي، كان هناك استغلال لهذا الغياب للتلاعب بقرارات الاتحاد الأفريقي، وإعطاء الانطباع بأن أفريقيا لديها موقف مغاير لموقف الأمم المتحدة، واليوم عادت الأمور إلى نصابها، بأن أفريقيا لديها موقف وهو دعم الأمم المتحدة، وأن استغلال آليات وأجهزة الاتحاد الأفريقي لتمرير خطابات لن يكون، وهذه كانت خلاصة هذه القمة، فالجزائر والبوليساريو لن يكون لهم الأمر كالسابق بأن يقدموا مقترحا ويظهر على أنه موقف للاتحاد الأفريقي، لأن الاتحاد الأفريقي اتخذ قرارا واضحا يقول بأننا ندعم الأمين العام للأمم المتحدة".

وأكد بوريطة أن "المغرب يعمل لإيضاح حقيقة هذا الملف في أفريقيا أولا، رأينا كيف أن 36 دولة في أفريقيا لا تعترف بهذا الكيان "البوليساريو"  أي الثلثين، لذلك عندما يقولون لنا ما هي مشكلتكم مع "البوليساريو" في الاتحاد الأفريقي، نقول إن مشكلة البوليساريو ليست مع المغرب، مشكلة البوليساريو في الاتحاد الأفريقي هي مع ثلثي الأعضاء التي لا تعترف به، وهذا يجعل هذا الوضع شاذ وغير طبيعي، فلا يوجد في أي منظمة إقليمية كيان لا يعترف به ثلثا أعضاء هذه المنظمة، لذلك هذا الوضع غير الطبيعي يجب تصحيحه في يوم من الأيام، لا يمكن أن يكون هناك تواجد لكيان في منظمة لا يعترف به ثلثا أعضائها".

وتطرق بوريطة في الحوار لموقف المغرب من للأزمة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة ثانية وقال "المغرب لا يخضع لضغوط ولا يمشي بضغوط، المغرب موقفه من البداية واضح، المغرب قال هناك علاقات شخصية قوية بين جلالة الملك وملوك وأمراء ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، وأن لديه شراكات استراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي".

وأضاف أن "المغرب على مر التاريخ كان لديه علاقات تضامن لأنه يعتبر ذلك المجال هو محيطه الطبيعي، في حرب الخليج الأولى المغرب كان حاضرا، وفي حرب اليمن طائرات مغربية كانت وجنود مغاربة ماتوا واختلط دمهم بدم أشقائهم، والمغرب قطع علاقاته مع إيران 7 سنوات عندما تطاولت على سيادة البحرين، المغرب مواقفه من سيادة الإمارات على الجزر الثلاث موقف واضح".

وأوضح أن الملك محمد السادس "يرى دائما في مجلس التعاون الخليجي النبراس والشمعة التي تضيء في ظلام الوطن العربي،...وكان مجلس التعاون الخليجي يعطينا نموذجا من حيث التنسيق السياسي والاندماج الاقتصادي واللقاءات الدورية".

 واسترسل قائلا إن المغرب "يمكنه أن يكون محايدا ولكن لا يمكن أن يكون متفرجا لأن هذا جزء من عائلته، ومن ثم كان التحرك المغربي في إطار المساعي الحميدة للبحث عما يمكن فعله لتقريب وجهات النظر".

وزاد قائلا "ما يتمناه المغرب أن يبقى هذا البيت كما كان دائما نموذجا للعمل العربي المشترك، وأن يتم تجاوز كل الخلافات، والحوار إذا كان مبنيا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى مكافحة التطرف الديني والوفاء بالالتزامات وتحديد المواقف وتوضيحها، هذا كله سيكون مصلحة المنطقة والعالم العربي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال