القائمة

أخبار

ما مستقبل العلاقات المغربية الموريتانية بعد إحكام ولد عبد العزيز قبضته على الحكم في نواكشوط؟

يسير الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بخطى ثابتة نحو تعزيز سيطرته على المشهد السياسي في البلاد، خصوصا بعدما حصل على تأييد أكثر من 85 في المائة من المشاركين في الاستفتاء الذي جرى يوم السبت والذي سيمنحه سلطات واسعة. فما تأثير ذلك على العلاقات المغربية الموريتانية؟

نشر
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز
مدة القراءة: 3'


أعلنت اللجنة الانتخابية في موريتانيا اليوم الإثنين أن غالبية الناخبين الموريتانيين الذين شاركوا في الاستفتاء الذي جرى يوم السبت، صوتوا لصالح تعديل دستوري ينص خصوصا على إلغاء مجلس الشيوخ، وإنشاء مجالس جهوية بدله وإلغاء محكمة العدل السامية ومنصب وسيط الجمهورية والمجلس الإسلامي الأعلى وتغيير العلم الوطني.

وسجلت نسبة المشاركة في الاستفتاء 53,73% بحسب اللجنة الانتخابية التي أشارت إلى أن 85% من المقترعين صوتوا لصالح التعديل الدستوري.

وقاطعت المعارضة الموريتانية الاستفتاء لتخوفها من أن يؤدي إلى منح الرئيس محمد ولد عبد العزيز، سلطات أكثر مما ينبغي ويمهد الطريق أمامه لإلغاء القيود على الفترات الرئاسية، خصوصا وأنه بقي في منصبه لولايتين لحد الآن.

واضطر ولد عبد العزيز إلى الدعوة إلى هذا الاستفتاء، بعد أن رفض مجلس الشيوخ الذي يعتبر الغرفة العليا من البرلمان اقتراحاته بشأن تعديل الدستور، في شهر مارس الماضي.

ووصل ولد عبد العزيز إلى السلطة للمرة الأولى في انقلاب عام 2008 وفاز بفترة ثانية في 2014 لكن الدستور يمنعه من الترشح مجددا.

العلاقات المغربية الموريتانية..إلى أين؟

تمر العلاقات المغربية الموريتانية منذ الولاية الأولى للرئيس الحالي بتوتر صامت، إذ أن الحكومة الموريتانية تمتنع لحد الآن عن تعين سفير جديد في المغرب بعد تقاعد السفير السابق محمد ولد معاوية سنة 2012، حيث أرجع مراقبون الأمر إلى توتر غير معلن في العلاقات بين البلدين، في ضل غياب مبررات أخرى.

وبدأت العلاقات بين البلدين بالتوتر منذ سنة 2011 حينما قامت السلطات الموريتانية بطرد مدير وكالة المغرب العربِي للأنباء في نواكشوط، وأمهلته 24 ساعة لمغادرة أراضيها، وهو القرار الذي اعتبره المغرب آنذاك، غير ملائم.

وفي الآونة الأخيرة بدأ المغرب في مد يده نحو الجارة الجنوبية، إذ قام خلال شهر يونيو الماضي بتعيين سفير جديد له في نواكشوط، غير أن حكومة ولد عبد العزيز لم ترد على الخطوة المغربية بالمثل وبقي مقعد السفير الموريتاني شاغرا.

ويوم الخميس الماضي وصف ولد عبد العزيز في مهرجان خطابي أمام حشود من أنصاره في اختتام حملة الإستفتاء على التعديلات الدستورية بالعاصمة نواكشوط حرب الصحراء ضد البوليساريو بـ"العبثية والمؤلمة والمؤسفة"، وهو ما رأى فيه مراقبون بل وقياديون في جبهة البوليساريو اعتذارا لهم عن انخراط موريتانيا إلى جانب المغرب في الحرب ضد الجبهة الانفصالية خلال سنوات السبعينات.

وإلى جانب تأثير توسيع صلاحيات ولد عبد العزيز على العلاقات الموريتانية المغربية سياسيا، فلا شك أن المملكة تراقب بقلق تطورات الأوضاع في الجارة الجنوبية، في ظل وجود استقطاب سياسي حاد بين المعارضة من جهة ورئيس البلاد من جهة ثانية.

وفي حالة تطور هذا الاستقطاب إلى أعمال عنف، فإن المغرب سيكون من أشد المتأثرين بذلك، فموريتانيا تشكل حصنا منيعا ضد وصول الجماعات الإرهابية المسلحة إلى الحدود الجنوبية للمغرب، خصوصا وأن الوضع في شمال مالي يزداد سوءا يوما بعد يوم.

وضعف موريتانيا، قد يشكل فرصة مواتية للجماعات المسلحة وشبكات الجريمة المنظمة، من أجل التوسع والاقتراب من الحدود المغربية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال