القائمة

أخبار

هل حل المغرب فعلا في المرتبة السادسة عربيا في مؤشر الجريمة العالمي؟

تناقلت العديد من وسائل الإعلام المغربية خلال الأيام الأخيرة، خبرا يفيد بأن "قاعدة بيانات (موقع إلكتروني)" يدعى "نامبيو"، أصدر ترتيبا للدول التي تعاني من انتشار الجريمة، حيث حل المغرب في المرتبة 43 من أصل 110 دولة، غير أنه وبعد البحث تبين أن هذا الترتيب لا يقوم على أساس علمي، حيث تم الاعتماد على آراء بعض متصفحي الموقع فقط.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

نشرت العديد من المواقع الإلكترونية الإخبارية كموقع "هسبريس" و"فبراير" و"كود" وبعض الجرائد الورقية كجريدة "أخبار اليوم" خلال الأيام القليلة الماضية، خبرا يفيد بأن المغرب احتل المرتبة 43 عالميا بعدما حصل على 48.74 نقطة من أصل مائة، في "مؤشر الجريمة العالمي لسنة 2017" الذي صدر عن "قاعدة البيانات الشهيرة نامبيو"، محتلا بذلك المرتبة السادسة عربيا.

غير أن اللافت للانتباه هو أن هذا الموقع الذي سهر على إعداد هذا الترتيب الذي لا تتعدى زياراته العشرات، اعتمد في ترتيبه للدول على آراء زواره فقط دون الاعتماد على أي أساس علمي، حيث اعتمد في تقيمه للمغرب على آراء عينة من زواره (91 شخصا من الدار البيضاء، و16 شخصامن الرباط، و10 أشخاص من مراكش، وسبعة أشخاص من فاس).

كما كان لافتا للانتباه أن دولا تعاني من فراغ أمني كبير كالعراق تم تصنيفها في مرتبة متقدمة مقارنة مع دول أخرى تشهد استقرارا أمنيا كالولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، وهو ما لا يستقيم والمعطيات على أرض الواقع.

المغرب في المرتبة 75 عالميا

بمقابل الترتيب الذي أصدره موقع "نامبيو"، يظهر مؤشر السلام العالمي لسنة 2017 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في سيدنى بأستراليا، الصادر في شهر يونيو الماضي، والذي يتمتع بقدر كبير من المصداقية، بحيث يعتمد منهجية واضحة في ترتيب الدول المختلفة مع توضيح خلوها من النزاعات والجرائم والإشارة إلى معدلات القتل والانتحار وانتشار الإرهاب والحروب وعدد المسجونين ومعدل الإنفاق العسكري بالنسبة لإجمالي الناتج المحلى ومعدل الوفيات فى الحروب والنزاعات، (يظهر) أن المغرب يحتل المرتبة 75 من بين 163 دولة في العالم، خلف تونس التي حلت في المركز 69 عالميا، فيما حلت الجزائر في المرتبة 109 عالميا، وموريتانيا في المركز 128 عالميا، فيما جاءت ليبيا التي تعاني من حرب داخلية وتواجد لتنظيمات إرهابية على أراضيها في المرتبة 157 عالميا.

وأظهرت نتائج التقرير أن الدول التي تتمتع بالسلام، والتي تتوفر فيها أركان السلام تتمتع بحصة عالية لدخل الفرد، وتوزيع للموارد أكثر عدلا، وحالة صحية وتعليمية أفضل، وتحسن مشاعر الثقة بين المواطنين، ومزيد من التآلف والتماسك والتضامن الاجتماعي.

وفي مقارنة صغيرة بين ترتيب موقع "نامبيو" و "مؤشر السلام العالمي لسنة 2017" يتضح مدى الاختلاف الكبير بينهما، ففي الوقت الذي يبوء هذا الأخير المغرب المرتبة 75 عالميا من أصل 163 دولة، والعشرين إفريقيا، يضعه موقع "نامبيو" في المرتبة 43 عالميا.

.وفي الوقت الذي وضع فيه موقع "نامبيو" سنغافورة على رأس الدول الأكثر أمنا، حلت إيسلندا في مؤشر السلام العالمي لسنة 2017 على رأس قائمة الدول الأكثر سلما حول العالم، وتلتها نيوزيلندا ثم البرتغال.

وفيما وضع التقرير الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام سوريا في أسفل قائمة الدول الأقل أمنا، وجاءت مسبوقة بكل من أفغانستان والعراق وجنوب السودان واليمن، صنف موقع "نامبيو" فينزويلا على رأس الدول الأكثر انتشارا للجريمة، متبوعة ببابوا غينيا الجديدة، ثم الهيندوراس.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقع وسائل الإعلام المغربية ضحية لموقع  "نامبيو" المغمور، فقد سبق للعديد منها أن نقلت عنه في السنة الماضية أن مدينة الدار البيضاء خامس أكثر المدن تلوثا في العالم، وكانت جريدة "الصباح" قد وصفت في حينه الموقع بأنه "مركز أمريكي شهير متخصص في دراسة مستويات المعيشة، والسلامة والتلوث، والبيئة..".