القائمة

أخبار

فرنسا: اكتشاف دنانير مغربية وأندلسية تعود إلى بدايات القرن 12

اكتشف فريق مكون من طلبة جامعيين في فرنسا، في منطقة كلوني الواقعة وسط شرق فرنسا، أكثر من ألفي قطعة نقدية أندلسية ومغربية، ضمنها 21 دينارا ذهبيا، تعود إلى بدايات القران الثاني عشر.

نشر
صورة للخاتم المكتشف
مدة القراءة: 3'

تمكن فريق من الطلبة الباحثين في بجامعة لوميير ليون 2 بفرنسا، أثناء قيامهم بعمليات حفر في دير من اكتشاف "كنز" أثري يعود لقرون، بمنطقة كلوني الواقعة في إقليم ساون ولوار وسط شرقي فرنسا.

وعثر فريق الباحثين على حوالي 2200 من القطع النقدية، التي تم صكها في الفترة الممتدة من 1121  و 1131 ميلادية بكل من الأندلس والمغرب، وهي الفترة التي تزامنت مع سقوط الدولة المرابطية في المغرب وقيام الدولة الموحدية، مع استمرار تواجد المرابطين في الأندلس.

ويعود تاريخ هذا الاكتشاف الأُثري الذي تم تقديمه يوم الثلاثاء لرجال الإعلام، إلى شهر شتنبر الماضي. وكانت القطع النقدية مخفية بحسب ما ذكرت وسائل إعلام فرنسية تحت الأرض بـ 70 سنتيمتر، وضمت 21 دينار ذهبيا عليه عبارات إسلامية، إضافة إلى خاتم من الذهب مرصع بحجر أحمر قديم مكتوب عليه لفظ الجلالة "الله".

وقالت آن باود وهي عضو في فريق البحث في تصريح لـ"فرانس تي في أنفو" عن قصة اكتشاف هذا "الكنز" الأُثري "نقوم بحفريات كل سنة مع الطلاب، ونحن نعمل على برنامج بحثي يتعلق بالمستشفى السابق للدير، الذي دمر في القرن الثامن عشر، وخلال هذا البحث اكتشفنا هذا الكنز بالقرب من المستشفى، وهو ما لم يكن متوقعا".

فيما قال عالم الآثار فنست بوريل في تصريح لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية "هذا اكتشاف ناذر للغاية واستثنائي"، ووصف قيمة المبلغ الذي تم العثور عليه بـ"المبالغ المهم" مشيرا إلى أنه ربما كان في ملكية فرد واحد.

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية فإن الاكتشاف الأثري "الاستثنائي سواء في قمة العملات أو في عددها" يثير الكثير من الأسئلة من قبل "هل يعود الكنز لراهب أم لأحد الشخصيات في الكنيسة أم لشخص من خارجها؟ لامذا لم تستخرج هذه الأموال؟ وما هي طبيعة المكان التي كانت مخفية فيه؟ وماذا تقول هذه العملات؟ ولماذا تواجدت هذه الأموال الأندلسية والمغربية في الدير؟ وخلصت الصحيفة إلى أن تحليل هذه النقود وتحديد تاريخ جميع القطع، سيقدم دون شك بعض الإجابات على بعض الأسئلة.

ليس الاكتشاف الأول من نوعه

هذا الاكتشاف الذي يثبت وجود آثار إسلامية قديمة في فرنسا ليس الأول من نوعه، فقد سبق لعلماء آثار أن اكتشفوا في شهر فبراير من السنة الماضية ثلاثة قبور إسلامية في مدينة نيم الواقعة جنوب فرنسا.

وتم العثور آنذاك على القبور الثلاثة عن طريق الصدفة، عندما كانت سلطات المدينة تباشر عملية الحفر قرب الشارع الرئيسي للمدينة، من أجل بناء موقف للسيارات تحت لأرض.  والهياكل الثلاثة التي عثر عليها في القبور، مدفونة وفق الطقوس الاسلامية، حيث وضعت الجثث على الجانب، كما أنه تم تقبيلها، بحيث وضعت الرؤوس باتجاه مكة المكرمة.

وقال عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي إيف كليز العضو في  المعهد الفرنسي للبحوث والآثار، إن هذه القبور تعتبر "أول دليل مادي" على الوجود الاسلامي في فرنسا خلال القرن الثامن، وأضاف "كنا نعلم أن المسلمين وصلوا إلى فرنسا خلال القرن الثامن، لكن لم يكن لدينا أي دليل أو أثر على مرورهم".

وأردف قائلا "كان لدينا قليل من القطع النقدية والقطع الفخارية ولوحات من التجارة ولكن لا شيء أكثر من ذلك، على عكس ما هو موجود في شبه الجزيرة الأيبيرية جنوب جبال البرانس، التي ظلت تحت الحكم الاسلامي لقرون". 

وأكد العالم الفرنسي أن "كل البحوث والتحاليل التي أجريت على هذه القبور، أثبتت أنها بمثابة أدلة مادية قاطعة على الوجود الاسلامي في جنوب فرنسا في القرن الثامن".

وتشير التحاليل التي أجريت على الحمض النووي، بعد أخذ عينات من العظام وأسنان الهياكل التي وجدت في القبور، أن أصحابها من أصول شمال إفريقية، وأن أعمار اثنين منهم تتراوح بين 20 و 30 سنة، فيما سن الثالث تجاوز 50 سنة، ولم تكن عليهم آثار إصابات. وتوضح البيانات التي تم التوصل إليها أن الهياكل الثلاثة تعود لجنود أمازغيين، كانوا ينتمون لجيش الخلافة الأموية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال