القائمة

interview_1

عبد الرحيم العلام: ضعف أو قوة حزب العدالة والتنمية هو الذي سيحدد المستقبل السياسي لبنكيران [حوار]

انتخب المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية يوم أمس سعد الدين العثماني أمينا عاما للحزب، خلفا لعبد الإله بنكيران، لينهي بذلك أشهرا من الجدل والخلافات الداخلية.

واستبعد العثماني من الأمانة العامة للحزب كل داعمي بنكيران، فيما عمل على ضم أسماء كانت مساندة له، ما جعل العديد من الأسئلة تتناسل حول دور بنكيران وأنصاره في مستقبل الحزب.

وللتفصيل أكثر في الموضوع أجرينا حوارا مع عبد الرحيم العلام أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش.

نشر
عبد الرحيم العلام
مدة القراءة: 4'

ما هي قراءتك لمستقبل حزب العدالة والتنمية بعد انتخاب سعد الدين العثماني أمينا عام له خلفا لعبد الإله بنكيران؟

هناك شقين ما هو عام وما هو خاص، بالنسبة للشق الأول هناك تراجع في دور منظمات الوساطة مثل النقابات والأحزاب السياسية نتيجة ضعف العمل السياسي في المغرب وتأثير الحِزْبِيِّين في الحياة السياسية وطغيان التكنوقراط، وأيضا هناك عدم الوفاء بالالتزامات والتماهي بين الأحزاب السياسية والسلطة بشكل عام، المعارضة تقول أنا معارضة الملك، والحكومة تقول أنا حكومة الملك، وبالتالي تنافسهما محصور على القرب والبعد من القصر، وكل هذا يؤثر على الحياة السياسية.

كل هاته الأمور جعلت 1 في المائة من الشباب المغربي فقط يلتحقون بالأحزاب السياسية، وجعلت الأحزاب تقع في مراتب متأخرة من سلم اهتمامات الناس.

أما بالنسبة لما هو خاص، فالوهج الذي حصل عليه حزب العدالة والتنمية مع انتخابات 2011 وانتخابات 2016، بدأ يتراجع لمجموعة من الاعتبارات، منها عدم قدرة الحزب على تشكيل الحكومة وعدم قدرته على الالتفاف حول أمينه العام الذي خاض الحملة الانتخابية باعتباره رئيسا محتملا للحكومة.

لكن تبقى مسألة الديمقراطية الداخلية، واحترام القرار الحزبي والتداول على السلطة أمور تحسب لحزب العدالة والتنمية ومن شأنها أن تحافظ له عل بصيص من مصداقيته داخل الشارع السياسي.

ماذا عن مستقبل بنكيران؟

الحزب غير مرتبط بشخص بنكيران، الحزب ذو قيادة جماعية، وكما برز بنكيران في لحظة من اللحظات وحصل على شعبية، في الوقت الذي كان يقول مجموعة من الناس بأنه مكروه شعبيا قبل 2011، يمكن أن يبرز شخص آخر.

المنصب الحكومي من شأنه أن يساعد الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية على أن يحظى أيضا بشعبية معينة، وكما كان لبنكيران أنصاره ومؤيديه والمتعاطفين معه ربما يوجد في المغرب أشخاص يميلون إلى نمط سعد الدين العثماني.

في جميع الأحوال هناك مؤتمر آخر قادم لحزب العدالة والتنمية سيكون قبل الانتخابات التشريعية المقبلة أي بعد أربع سنوات، وربما من شأن هذا المؤتمر أن يعيد بنكيران إن كان بقي على قيد الحياة، وكان راغبا في الاستمرار في الحياة السياسية إلى قيادة حزب العدالة والتنمية، ليخوض الانتخابات كأمين عام وربما من الممكن أن يعود حتى إلى رئاسة الحكومة.

كل شيء وارد. إذا تقوى الحزب خلال المرحلة المقبلة، فإن مرحلة بنكيران ستكون قد طويت، وإذا ضعف الحزب وبهت وذهبت ريحه، فالأكيد أن هناك العديد من الأصوات سواء داخل الحزب أو الشارع المغربي ستطالب بعودة بنكيران.

حزب العدالة والتنمية لم يخسر من خلال التدافع الحالي وإنما ربح بشكل كبير لأن الديمقراطية هي التي تربح الأحزاب. الديمقراطية الداخلية كفيلة بإطالة أعمار الأحزاب السياسية كما بإمكانها الإبقاء على استمرار الأنظمة والدول بشكل عام لأن الديمقراطية هي صمام الأمان.

العثماني أبعد من الأمانة العامة للحزب كل المساندين لبنكيران، ألا تعتقد بأنه يريد أن يقطع مع مرحلة سلفه داخل الحزب؟

وجود تيار مساعد أو مدعم للعثماني في الأمانة العامة أمر طبيعي، والعثماني من حقه أن يكون معه فريق مؤيد له لأن هذه سلطة تنفيذية، لكن التيار المناوئ للعثماني موجود في برلمان الحزب أي المجلس الوطني وبالتالي سيكون مراقبا لعمل السلطة التنفيذية وهذا فيه تقسيم للمسؤولية، السلطة التنفيذية المتمثلة في الأمانة العامة يجب أن تكون منسجمة ولا تسير بأكثر من رأس، والمجلس الوطني يغلب عليه الطابع المناوئ للسلطة التنفيذية، وبالتالي سيشكل المعارضة.

مستقبل الحزب في قوته أو ضعفه هو الذي سيحدد التيار الأقوى داخل الحزب، كلما ضعف الحزب أصبح تيار بنكيران الأقوى وكلما تقوى أصبح تيار العثماني الأٌقوى، هذا إن كان هناك تيار للعثماني لأنني لا أعتقد أن هناك تيار للأمين العام الحالي وإنما هناك مجموع أشخاص غير متوافقين مع بنكيران تجمعوا وقرروا مساندة العثماني.

إذن وحدة الحزب لن تتأثر؟

من سابع المستحيلات أن ينشق حزب العدالة والتنمية، السبب الذي يجعل الأحزاب السياسية تنشق هو حشر الفريق الضعيف في الزاوية وعدم تمكينه من أي شيء، وهذا الأمر غير وارد بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فتيار بنكيران رغم أنه حرم من الأمانة العامة وهذا كان أمرا متوقعا، إلا أنه يرأس المجلس الوطني، وموجود في البرلمان بقوة. لماذا سيغادر أشخاص الحزب وهم بعد أربع سنوات يمكن أن يعودوا إلى قيادته؟.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال