مالي: المغرب يراهن على الورقة الأمنية لمنافسة الجزائر

يتواجد الوزير الأول المالي سوميلو بوبيي مايغا حاليا في المغرب، ويوم أمس الخميس أشرف بمعية نظيره المغربي سعد الدين العثماني، على التوقيع على خمس اتفاقيات تعاون تهم عدة مجالات، بغية تعزيز الشراكة الثنائية التي تربط بين البلدين.

وفي تعليق منه على زيارة الوزير الأول المالي إلى المغرب، قال علي الأنصاري، مدير مركز تمبكتو للدراسات "هذه زيارة شكر وتقدير للدور الذي يلعبه المغرب في سبيل تحقيق الاستقرار في البلاد، خصوصا وأن الوحدات الأمنية المغربية أشرفت أخيرا على تدريب قوات مالية على محاربة الجماعات الأرهابية" المنتشرة في البلاد.

وتابع "من المؤكد أن المملكة هي المستثمر الأول في مالي ومع ذلك تظل البلاد تحت التأثير السياسي للجزائر. والدليل على ذلك هو عدم زيارة الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كايتا للمغرب منذ توليه الرئاسة، في حين زار الملك محمد السادس باماكو في مناسبتين عام 2013 و2014. الإشكال هو أن الجزائر ترغب في الإشراف على التوصل إلى حل في البلاد لوحدها".

بالمقابل قام الرئيس المالي بزيارتين إلى الجزائر، في شهر مارس وشتنبر من سنتي 2015.

وحول ما إذا كان الوزير الأول المالي سيعيد التوازن لعلاقات بلاده مع القوتين الإقليميتين المغرب والجزائر، قال المصدر ذاته "لا يجب انتظار الكثير من زيارة المسؤول المالي للمغرب، نظرا للنفوذ الجزائري المتعاظم في البلاد، لكن بالرغم من ذلك يتوقع أن تتطور العلاقات المغربية المالية، خصوصا في الشق الأمني، خصوصا وأن سوميلو بوبيي مايغا سبق له أن شغل منصب وزير الدفاع، وكذا مدير الاستخبارات المالية".

وإظافة إلى هذا العامل، شارك المغرب في قمة بروكسيل الأخيرة في 23 فبراير الماضي، والتي تمحورت حول تمويل القوة العسكرية في دول الساحل الإفريقي، وهو ما سيسمح للمملكة بربط علاقات أكثر متانة مع أصحاب القرار في الجيش المالي، علما أن الدستور الجزائري لا يسمح بانتشارالجيش الجزائري خارج حدود البلاد.

من جهة أخرى يفترض أن يبقى الوزير الأول المالي في منصبه لفترة وجيزة، حيث ستجرى الانتخبات الرئاسية في مالي يوم 29 يوليوز المقبل، وهو ما علق عليه رئيس مركز تمبكتو للدراسات قائلا "سلف سوميلو بوبيي مايغا، تم تعيينه مديرا للحملة الانتخابية للرئيس بوبكر كايتا، وينتظر أن يعود لشغل منصب الوزير الأول  بعد الإعلان عن فوز الرئيس الحالي بولاية جديدة".

يذكر أن الوزير الأول المالي سبق له أن زار الجزائر في 13 يناير الماضي، وذلك بعد أسبوعين فقط من تعيينه في منصبه.