القائمة

أرشيف  

الرواية الأخرى مع البشير الدخيل #4: الجزائر لا تريد استقلال الصحراء بل تريد وضع الحجرة في حذاء المغرب

في الجزء الرابع والأخير من الحوار الذي أجراه موقع يابلادي مع البشير الدخيل أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، نسلط الضوء على تأثير المسيرة الخضراء على الجبهة، وسنتطرق أيضا إلى إعلان الجبهة الانفصالية قيام الجمهورية الصحراوية، والحرب مع المغرب وموريتانيا، مرورا بالوضع في الصحراء الآن وصولا إلى رؤيته لحل هذا النزاع الذي عمر لسنوات طويلة.

نشر
البشير الدخيل/ تصوير المهدي مساهم، موقع يابلادي
مدة القراءة: 6'

بعدما قدم البشير الدخيل الذي يعد من بين مؤسسي جبهة البوليساريو، في الجزء السابق من الحور الذي أجراه معه موقع يابلادي، روايته حول تحويل جبهة البوليساريو إلى حركة تابعة للجزائر، يتحدث في هذا الجزء عن سنوات نهاية السبعينات وصولا إلى الوقت الراهن، حيث يقدم رؤيته لحل النزاع الذي أثر على دول منطقة المغرب العربي كلها.

في بداية هذا الجزء قال الدخيل إنه كان للمسيرة الخضراء تأثير كبيرداخل المخيمات لأنها، كانت هي العنصر البارز في سنة  1975، "رغم أنها تزامنت مع الأخطاء الفادحة التي قامت بها الدولة المغربية في العيون والسمارة والداخلة وطانطان وكلميم، وهي الأخطاء المتعلقة بحقوق الإنسان وبسلامة الناس".

وواصل حديثه قائلا "المغرب اعترف باخطائه وهذا أمر مشجع، في الوقت الذي لا زال فيه الطرف الآخر لم يعترف أنه بدوره أساء إلى الصحراويين وسجنهم وقتلهم، وعبد العزيز (زعيم البوليساريو الراحل) بنفسه، أقر في المؤتمر الثامن بأنه تم قتل 54 صحراوي، وقال إنهم قتلوا نتيجة الأخطاء وهم شهداء".

كما تطرق البشير الدخيل لإعلان جبهة البوليساريو في 27 فبراير من سنة 1976 قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، واعتبر أن هذا القرار كان "خطأ فادحا" وقال "مطالبة جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء تقرير المصير، يعني أنه يمكن أن تكون الصحراء الغربية دولة كما يمكن أن لا تكون دولة"، وتساءل "فكيف تقول الجبهة أنا تتوفر على دولة الآن؟".

وأضاف "عندما تكون الدولة موجودة لا يجوز الحديث عن تقرير المصير" وتابع أن "دولة" البوليساريو تطالب بتقرير المصير، أي أنها "هي بنفسها غير مقتنعة بأنها دولة".

وأوضح أن الهدف من إعلان قيام الجمهورية كان هم إقحام إفريقيا في النزاع، وإعطاء "انطباع أن هناك شرعية معينة وأن البوليساريو هو الممثل الشرعي والوحيد، والشرعية يمنحها الشعب والشعب لم يصوت عليهم، وعندما تقول أنا المثثل الوحيد تعترف أنك كرئيس كوريا الشمالية، وهذا اعتراف على أنك ديكتاتوري".

وعن سنوات الحرب مع المغرب وموريتانيا قال البشير الدخيل إن "الهدف من وراء هذه الحرب كان هو القضاء على النخبة الشبابية آنذاك، فكم من شخص ذهب ضحية آنذاك، ماهي النتيجة؟ حسابيا لا يمكن للبوليساريو أن ينتصر عسكريا على المغرب نهائيا".

وبخصوص الوضع في الصحراء الآن قال إن الوضع تغير "وانتقل المغرب من عصر الرصاص، وأصبحت حرية التجمع والتنقل مضمونة، ما زلنا في مسار بناء دولة ديمقراطية تراعي خاصيات كل شخص، والدستور الجديد لسنة 2011 ينص على أشياء مهمة ومتقدمة رغم نقائصه، مثلا هناك 12 نقطة من الدستور تتحدث عن المجتمع المدني، ففي العيون والأقاليم الجنوبية هناك 13 ألف جمعية وهذا أمر هام جدا".

وواصل حديثه قائلا "هناك مسار ديمقراطي رغم أنه يعاني من بعض النقائص خصوصا في المناطق الجنوبية، هناك بعض الأخطاء مستمرة لحد الآن، ومن بينها أن بعض الأشخاص لا زالوا فوق القانون، ولا يمكن أن نؤمن بأن هناك ديمقراطية دون أن يكون الجميع تحت القانون، وهذا ما أشار إليه الملك في عدة خطابات".

وعن نظرته إلى حل النزاع الذي عمر طويلا قال "القرار 15-14 للأمم المتحدة الذي بنيت عليه جميع القرارات يجب إعادة قراءته، وهو القرار الذي ينص على ثلاث حلول ممكنة، هذه الساكنة يحق لها إما أن تكون دولة، أو أن تحصل على  حكم ذاتي أو تذوب في دولة أخرى".

وأضاف أن إسبانيا أحصت "حوالي 74 ألف نسمة في الصحراء، وعندما قال الحسن الثاني في فريطاون (عاصمة سيراليون) سنة 1980 أنا مستعد أن نعتمد على هؤلاء الـ 74 ألف لتحديد مصير الإقليم، قالت الجزائر والبوليساريو تعداد الشعب الصحراوي 750 ألف نسمة". آنذاك بحسب البشير الدخيل طالب المغرب بتحديد الهوية.

وأوضح أن "البوليساريو بدأت تروج أن المغرب لا يريد إجراء تقرير المصير، علما أن إيريك جانسون في كتابه نقطة الصفر، يقول لايمكن أن يكون هناك استفتاء، لأنه لا يمكن أن يكون هو الحل".

وبحسب البشير الدخيل فإن "المشكل يجب أن يحل بالتفاوض بين الجميع، وأن تكون هناك إرادة حقيقية من أجل إنهاءه، وهذا لا يمكن أن تقوم به إلا فرنسا، لأنها هي سبب المشكل ومطلعة على تفاصيله".

ويرى الدخيل أن "الجزائر لا تريد استقلال الصحراء بل تريد وضع الحجرة في حذاء المغرب، لأن الجزائر تعلم أنه لو استقلت الصحراء فإن الصحراويين الجزائريين سيطالبون بالانفصال بدورهم".

وعن حديث الجزائر عن دعمها المبدئي لحق الشعوب في تقرير مصيرها تساءل قائلا "لماذا لم تساند الجزائر تقرير مصير الكتالانيين، وأين هو تقرير مصير الشعب القبايلي، ولماذ اقترحت الجزائر تقسيم الصحراء، ما يهم السلطات الجزائرية هو مصالحها ولا أتكلم عن الشعب الذي أحترمه".

وعن نظرته إلى مستقبل النزاع قال "بعد سنوات ستتغير هذه القيادات بمقتضى قانون الطبيعة، وهذه الآجيال الآن أكثر تكوين وبراغماتية"، وأكد أن كل "دول المنطقة متضررة والبوليساريو بدورها متضررة، والضحية هم سكان المخيمات الذين يعيشون الأمرين".

وأضاف "الشباب اليوم لم يعد يؤمن بخطاب الشهادة، بل هو شباب يريد أن يعيش بسلام وأن يقرر مصيره بنفسه، فنتيجة تكوينه الفكري لم يعد يعيش تحت المجموعة، بل فوقها، إذن الكل متضرر".

وجزم الدخيل بأن "الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تسمح بنشوب صراع في هذا الجانب من المحيط الأطلسي ضف إلى ذلك الجماعات الإرهابية المنتشرة، ما نتمناه هو أن يكون هناك سلم أبدي مبني عل الحقيقة واحترام الإنسان".

وأثناء حديثه عن سكان المخيمات هل هم لاجؤون أم محتجزون، قال "البوليساريو يقول إنهم لاجؤون ولم يمنحهم حق اللجوء، المغرب يقول إنهم محتجزين نتيجة فترة معينة من الزمن فعلا كان لا يمكن أن تخرج من المخيمات إلا بترخيص، ولكن بعد ذلك وقع نوع من التفتح، ورغم هذا التفتح لا زال هناك مشكل التنقل، فإذا أراد شخص ما الخروج من الجزائر، يجب أن يتوسط له سشخص ما كي يحصل على جواز سفر جزائري".

وأشار إلى أنه "يجب التفريق بين قيادوة البوليساريو والمواطنين، أنا نرفض أن نصف سكان المخيمات بأنهم هم البوليارسيو، البوليساريو أشخاص معيننون، يجب أن يتم التفريق بين الطرح السياسي والطرح الأسروي، الأسرة مقدسة ولا يمكن أن تبقى رهينة المنظر السياسي، أو القائد العسكري الذي يفرض على الناس مبادئه، لابد من التحرر من هذا الأمر".

وأكد أنه مطلع على الوضع داخل المخيمات وأنه "وضع مزري جدا ونحن متأسفين لذلك"، ووصف سكان المخيمات بأنهم "رهينة لقضية سيباسية، بدون المخيمات لاوجود للبوليساريو، المغرب قال مرحبا الوطن غفور رحيم، ولو أن هذا النداء تكسر مؤخرا، أصبحت الناس تقصد القنصليات ولا تحصل على التأشيرة، هذا غير معقول، هناك من يريد العودة إل  بلاده، ويصطدم بعراقيل إدارية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال