القائمة

أخبار

جدل و"مخاوف" بعد وفاة بائع الخبز محمد الكنوني ببركان

فارق الشاب محمد الكنوني ـ أو بوعزيزي المغرب كما يسميه البعض ـ الحياة تاركا وراءه جدلا حول أسباب ودوافع وملابسات الوفاة.

نشر
حميد الكنوني
مدة القراءة: 3'

الحدث الأليم بدأ ـ حسب ما تداوله الشهود من عين المكان ووفق ما تناقلته مختلف المصادر ـ بخلاف بين الراحل الكنوني بائع للخبز متجول وصاحبة مخبزة واقعة في شارع محمد الخامس حيث يشتغل الكنوني بعربته المجرورة، وهو الخلاف الذي سرعان ما وجد طريقه إلى صلح بين الطرفين في مقر الدائرة الأولى للشرطة ببركان.

بيد أن الشاب الكنوني عاد مرة أخرى، في حدود الساعة الخامسة والنصف من يوم الأحد، إلى مقر الشرطة ببركان ومعه كمية مهمة من البنزين سرعان ما صبها على جسده وأضرم النار فيها، لتقع المأساة.

ولم تنفع تدخلات مصالح الوقاية المدنية ولا نقل الشاب الكنوني إلي قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي ببركان، وبعد ذلك إلي مستشفى بن رشد بالدار البيضاء، في انقاد حياة الراحل الكنوني.

وتناقلت مصادر قريبة من الراحل الكنوني لحظات قبل وفاته أن اخر كلمات الشاب الكنوني هي:"حكروني .. حكروني، أنا تحكرت" قبل أن يلفظ أنفاسه على الساعة السابعة بالمستشفي الجامعي بن رشد بالدار البيضاء..

و"الحكرة" التي تحدث عنها الراحل ـ الذي فارق الحياة في ربيعه السابع والعشرين ـ  تتعلق بسوء معاملة تلقاها، تقول الروايات المتطابقة، في مركز لشرطة  المداومة ببركان ثم عقب مغادرته للمركز حين عاد إلى شارع محمد الخامس حيث يعمل بائعا للخبز. وتضيف الروايات جلها ،باستثناء رواية الأمن، أن دورية للشرطة باغتت الكنوني واحتجزت عربته، وقام أحد رجال الشرطة بالتنكيل به وشتمه.

وفي الوقت الذي سارعت فيه عدد من الفعاليات السياسية والمدنية ببركان إلى الاحتجاج والمطالبة بفتح تحقيق لمعرفة أسباب الحادث وملابساته، اتجهت السلطات إلى محاولة الالتفاف علي تداعيات الحادث تخوفا من تبعات غير محمودة. في هذا السياق جاء التعهد الذي تقدم به وكيل الملك لدي المحكمة الابتدائية ببركان بفتح تحقيق في الموضوع، مباشرة بعد اندلاع الاحتجاجات في بركان. وفي السياق ذاته اقترحت السلطة على عائلة الفقيد الكنوني دفنه بالدار البيضاء حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، بدل نقله إلي بركان أو إلى فاس خشية احتجاجات قد تصاحب وتلي مراسيم دفن الراحل الكنوني. وفي نفس السياق كذلك سارعت وكالة الأنباء المغرب العربي إلى إخراج رواية مخالفة لمختلف الروايات التي حكاها شهود العيان وأصدقاء الفقيد، حيث نقلت "لاماب" عن مصدر أمني قوله إن الكنوني أضرم النار في جسده بسبب تعرض بضاعته للتلف من طرف شخص غير معلوم. 

وفي انتظار ما سيسفر عنه التحقيق في تأكيد الروايات التي تناقلها أصدقاء الراحل الكنوني وشهود العيان، لا شك أن اسم الكنوني سوف ينضاف إلى أسماء أخرى ترددها تظاهرات 20 فبراير وتربطها بالتهميش و"الحكرة" وب"المفهوم القديم للسلطة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال